بسبب كورونا.. اشتعال حرب الجواسيس «أون لاين» | روسيا وإيران وكوريا يتجسسون على «دردشات الفيديو» الأمريكية

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


أسفر الاستخدام الواسع لمكالمات الفيديو عبر الإنترنت، إلى ازدهار المجرمين الإلكترونيين والجواسيس، وذلك بالتزامن مع اتجاه العالم إلى العمل من المنزل وسط عمليات الإغلاق والتباعد الاجتماعى الناتجة عن فيروس كورونا، كما أكد تقرير لمجلة التايم الأمريكية. 

أكد ثلاثة من مسئولى المخابرات الأمريكية لمجلة التايم أن فى ظل استخدام كل شخص من كبار المسئولين التنفيذيين فى الأعمال التجارية إلى المسئولين الحكوميين والعلماء تطبيقات عقد المؤتمرات للبقاء على اتصال، فإن وكالات مكافحة التجسس الأمريكية لاحظت أن خدمات التجسس من روسيا وإيران وكوريا الشمالية تحاول التنصت على دردشات الفيديو الأمريكية. والمؤكد أن فى المقابل تمارس المخابرات المركزية الأمريكية السلوك نفسه. 

يقول المدير السابق لوكالة الأمن القومى ووكالة المخابرات المركزية مايكل هايدن، «إن روابط زووم مع الصين، بغض النظر عما يعد به المدير التنفيذى لها، تخلق تهديدًا مستمرًا».

فى إطار أنشطة أنظمة المخابرات فى عصر كورونا، أشار كالدر والتون، مدير أبحاث مشروع المخابرات فى مدرسة هارفارد كينيدى، على صفحات مجلة فورين بوليسى أن مرحلة جائحة فيروس كورونا سوف تشهد تغيرًا فى أدوار أجهزة المخابرات. 

حسب والتون سوف تساهم أجهزة المخابرات من خلال أربع طرق مختلفة فى الحرب ضد فيروس كورونا. أولا، سيقدمون لصانعى السياسات تقييمات حول انتشار الفيروس وتأثيره. لدى مجتمع المخابرات الأمريكية بالفعل مرفق مخصص الآن فى الخط الأمامى لمحاربة فيروس كورونا، المركز الوطنى للاستخبارات الطبية NCMI، ومقره فى فورت ديتريك بولاية ماريلاند. يتعاون NCMI مع خبراء الأوبئة وعلماء الفيروسات وخبراء آخرين، ويتم استخدامه باعتباره مركزًا لتبادل المعلومات الاستخباراتية الأمريكية حول الفيروس. يعد NCMI بمثابة عيون وآذان الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالتهديدات البيولوجية منذ عام 2008.

الطريقة الثانية التى تساهم بها أجهزة المخابرات فى محاربة فيروس كورونا هى سرقة الأسرار. فى عالم التجسس، مثل هذا السرقة معروفة بشكل عام، حيث يحرص العملاء على سرقة المعلومات التى يريد الآخرون الاحتفاظ بها سرا. مع جائحة فيروس كورونا، ستتمكن أجهزة المخابرات من تزويد صانعى السياسة بمعلومات فريدة – غير متوفرة من أى مصدر آخر – حول أسرار الدولة الأجنبية المتعلقة بالفيروس، بما فى ذلك ما إذا كانت معدلات الإصابة الحكومية الرسمية دقيقة. 

الطريقة الثالثة التى ستلعب فيها أجهزة المخابرات دورًا مهمًا فى الاستجابة لفيروس كورونا، والأوبئة المستقبلية، هى من خلال مكافحة التضليل. تشارك بكين وواشنطن حاليا فى معركة دعائية حول أيهما يقود العالم فى هزيمة فيروس كورونا، وبالتالى ضمنيا، ما إذا كانت الحكومات الديمقراطية أو غير الديمقراطية يمكنها حماية المواطنين بشكل أفضل. مع ارتفاع معدلات الإصابة بالولايات المتحدة بشكل كبير، ومع تجاوز وفيات الولايات المتحدة الآن للصين، تخسر واشنطن معركة القوة الناعمة.

لتشويه سمعة الولايات المتحدة علنا، روجت الحكومة الصينية لنظرية مؤامرة مفادها أن الجيش الأمريكى كان مسئولاً عن نشر الفيروس الجديد إلى الصين. الادعاء الصينى حول دور الولايات المتحدة فى صنع ونشر فيروس كورونا هو فى الواقع استرجاع لنظرية مؤامرة الحرب الباردة القديمة التى طورتها المخابرات السوفيتية. فى عملية تعرف باسم Infektion، ونشر الكى جى بى معلومات مضللة مفادها أن فيروس نقص المناعة البشرية تم تصنيعه فى معهد البحوث البيولوجية الأمريكى السرى فى فورت ديتريك.

الطريقة الرابعة والأخيرة التى يمكن أن تساعد بها المخابرات فى مكافحة فيروس كورونا والأوبئة الأخرى هى المراقبة. هنا، تتمتع الأنظمة الاستبدادية مثل الصين بمزايا هائلة مقارنة بـ الديمقراطيات الليبرالية الغربية، التى تحترم حكم القانون والحريات المدنية.

حسب تقرير فورين بوليسى بالنسبة للمستقبل، فمن المؤكد أن الحكومات فى جميع أنحاء العالم ستطالب بنوع جديد من المعلومات الاستخبارية المضادة للوباء لضمان عدم تعرضها للمفاجأة مرة أخرى. ستصبح المخابرات الوبائية جزءًا محوريا من الأمن القومى فى المستقبل، إلى جانب مجالات أخرى مثل مكافحة الإرهاب، ومكافحة التجسس، والأمن السيبرانى.