قصة حب عباس العقاد لمديحة يسري وحيلته التي كشفتها

الفجر الفني

مديحة يسري
مديحة يسري


جميلة من جميلات الزمن الجميل التي استطاعت دخول قلوب الجمهور من أوسع أبوابه، وهي سمراء النيل مديحة يسري.

أحبها عملاق الأدب العربي عباس العقاد، كانت معروفة في الوسط الفني، فهي تلميذة مدرسة الفنون في شبرا، التي عشقها من صورتها التي نشرت في إحدى المجلات المصرية عام 1939 كأحد الوجوه الجديدة.

شد انتباهه جمالها الهادئ، وابتسامتها الساحرة، ولم تفارق عيناه، وطوال أسبوع كامل ظلت الصورة معلقة في ذهنه، تطارده في أحلامه.

قرر عباس العقاد، أن يبحث عنها وكلف أحد أصدقائه بالذهاب لمدرسة التطريز بشبرا للبحث عنها وعن عنوانها.

أحد أصدقاء العقاد علم بطلب الأديب الكبير، وبالمصادفة كانت مديحة يسري هي صديقة شقيقته ففرح "العقاد" وطلب من صديقه أن يأتي لمنزله ومعه شقيقته وصديقتها لاجتماعه الأسبوعي بمنزله يوم الجمعة والذي يتردد عليه تلاميذه ومحبوه.

كان قد تجاوز "العقاد" الخمسين من عمره، ومديحة يسري، الثامنة عشر من عمرها، وبالفعل أتت للمنزل وحدث لها صدمة من هول ما شاهدته.

انبهرت بآلاف الكتب التي تغطي جدران منزل العقاد، وبكبار الصحافيين والكتاب الذي يجلسون بجانبه، وفور دخولها صافحها عباس العقاد، وأجلسها بجواره، وهنا شعرت مديحة يسري، أنها تجلس بجانب شخصية عظيمة.

سألها عن الكتب التي قرأتها، فلم تجب بل ردت على سؤاله بابتسامة فهم منها العقاد أنها لم تقرأ شيئًا.

قرر الأديب الراحل أن يتبناها فكريًا وثقافيًا، وأنشأ لها في منزله مكتبة كي تقرأ من كتبها، ويكون هو معلمها الوحيد، وبعد لقاءات بينهما تولدت قصة حب قوية وعميقة ولكن من جانب واحد.

شعرت مديحة يسري، بأنه استاذها ويريد أن يسجنها في عالمه الخاص، ويرفعها لمستواه، لكنها كانت ترغب في العمل بالسينما وهو الطموح الذي من أجله تقدمت بصورتها لنشرها في المجلة الفنية.

كلف كل تلاميذه أن يكونوا مخبرين له عن مديحة يسري، وذلك حتى لا تفلت من تحت أنظاره ويكون لديه كل تحركاتها، وذلك بعد أن خصص لها جزء كبير من وقتها كي يجعل منها إنسانة مثقفة تقضي وقتها في قراءة الكتب لكبار المفكرين، وحتى تقضي أكبر وقت ممكن تحت نظره.

طلب منها أن تقوم بصناعة "بلوفر"، من الصوف له، وبالفعل وقفت هنومة أو مديحة يسري، بعد ذلك على مقعد لتأخذ مقاسه، واصطحبها العقاد إلى أحد محال بيع الصوف بشارع سليمان وأشترى لها الصوف والإبر، كان يريد منها أن تكون سجينة البيت لا تغادره.

كانت مديحة يسري، أذكى منه، عادت إلى محل الصوف وأعطته مقاس العقاد، والصوف وطلبت منه أن يصنع البلوفر وبعد أن تتسلمه تقدمه للعقاد، والذي أكتشف أنها كشفت أمره، وشعر بأن ذكاءها قد تجاوز بكثير خطته، ويبدأ في استجوابها وتعترف له بما فعلت ويكتب لها قصيدة "خوفي فأنت أحلى من الوفاء".

بعد شهور طويلة طلبها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، كوجه جديد للعمل معه في فيلم "ممنوع الحب" ووقعت عقدًا سينمائيًا معه.

ثار عباس العقاد، كثيرًا، وطلب منها أن تمزق هذا العقد والحضور إليه ولكنها رفضت، بعدها بأيام جرى اتصال هاتفي آخر بينهما، أخبرته فيه بأنها غيرت اسمها لمديحة يسري، وأنها سترتبط بالمطرب محمد أمين.

أغلق عباس العقاد، الهاتف في وجهها وانقطع علاقتهما نهائيًا بعد ذلك.