فيروس كورونا والفرصة الأخيرة لهدم الدولة

مقالات الرأي



ملف الصحة في مصر، لا أحد ينكر أنه يحتاج إلى جهود كبيرة لإعادة ضبطه وتطويره، خاصة ما يتعلق بوزارة الصحة ومستشفياتها المختلفة، وأنا شخصيا كتبت مقال الأسبوع الماضي بعنوان "وزارة الصحة إما التطوير أو التطوير" انتقدت فيه أداء وزيرة الصحة، وعدم تنفيذها تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، في بعض الأمور المتعلقة بالتعاون مع الجمعيات.

ولكن بحكم تخصصي في مجال الإعلام الإلكتروني، لاحظت العمل الممنهج من "حملات إلكترونية" خلال الفترة الأخيرة، بنفس الطريقة التي يعتاد على استخدامها نظام الديكتاتور أردوغان في تركيا، ونظام تميم في دويلة قطر، الداعمين والراعيين للإرهاب، محاولين بشتى الطرق الهجوم على الدولة المصرية وبث روح اليأس في أبنائها.

ولكن الغريب في الأمر، نجد انتشارًا كبيرًا لصور مرضى أمام المستشفيات يتم نشرها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا"، على غرار حملات "أردوغان" و"تميم" القذرة، على أن المريضة "توفيت" لرفض المستشفى استقبالها، وقد تكون هناك بعض الحالات التي تواجه تقصيرًا شديدًا في مستشفيات وزارة الصحة، ولكن طريقة النشر الممنهج وسرعة الانتشار، توكد أن هناك من يدير هذا المشهد، خاصة أن هذه الحالات يتم تصويرها أنها حالات بسيطة.. فمن أين لها أن تصور وتنشر ما حدث لها على هذا النطاق الواسع؟!
وأؤكد أنني لست هنا في معرض دفاع عن تقصير وزارة الصحة، فقد ذكرت هذا في مقالات سابقة ومن قبل الأزمة أيضا، ولكن لابد أن يعلم الجميع أن هناك من يحاول أن يستغل تقصير بعض مستشفيات وزارة الصحة؛ وذلك لتصدير مشهد مرعب يخفض الروح المعنوية لجموع المصريين، وليس هدفه أبدا هو الانتقاد للإصلاح، ولكن الهدف "سياسي بحت" دون النظر لأي جوانب أخلاقية تتعلق بإدارة أزمة وبائية يعاني منها العالم أجمع.

وبحكم تخصصي فأجذم أن ما تابعته خلال اليومين الماضيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" ليس أمرا عاديا، إنما سلوك ممنهج منظم يديره مؤسسات ويتورط فيه بدون وعي العديد من المصريين الوطنيين الذين يتصورون أنهم بهذا ينتقدون للإصلاح.

وحتى لا يتم تفسير كلامي بشكل خاطئ من القراء هنا، لا أطالب أن يتوقف الجميع عن النقد لأن النقد شيئًا إيجابيًا جدًا وتحتاجه الدول لإصلاح أي قصور بها، ولكن أطالب جموع المصريين عدم الانجراف في سيل نشر سلبي ممنهج منظم هدفه سياسي بحت ولا ينظر مطلقا لمصلحة الوطن وأبنائه، ويمكن تحقيق هذا بعدم نشر أي شيء غير موثوق به خلال هذه الفترة تحديدا، وهنا يكون مصدر الثقة معرفة شخصية وليست للنقل من شخص ذو ثقة؛ لأنه للأسف الشديد يوجد العديد من الأشخاص المثقفين يقعون في نفس الخطأ وهي النشر دون توثيق ودون وجود "مصدر".

وعندما أتحدث عن دور الدولة، أعلم أن الإرث ثقيل، ولكن نحن في وضع استثنائي يحتاج تحرك من الجميع، ويجب متابعة كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي أولًا بأول، ويتم التحقق منه ومعاقبة المخطئ، وإعلان منشور أو بيان رسمي بصحة ذلك أو نفيه إن كان غير صحيح، ويجب أن يتم ذلك بشكل كبير وسريع وممنهج.

حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه، وستمر أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وعلى كل منا ضرورة توخي الحذر والحيطة واتباع التعليمات المعلنة من قبل الدولة بلا رعب أو خوف لأنه في النهاية لن يحدث شيء في ملك الله إلا بمراد الله.


للتواصل مع الكاتب أرسل إيميل إلى [email protected]