محمد على طه يكتب: "ونحب تاني ليه" مسلسل يصحح نظرة المجتمع للمرأة المطلقة

ركن القراء

بوابة الفجر


--------
ونحب تانى ليه دراما عشنا معها على مدار ثلاثين حلقة أبدع فيها المؤلف العبقرى عمرو محمود ياسين ونجوم العمل الدرامى أمام وخلف الكاميرات ونور القصة حول غاليه عبد الرحمن مهندسة الديكور التى يهملها زوجها ولا يعطيها الاهتمام الكافى بمشاعرها أو بأرائها ويعاملها كأنها قطعة أثاث فى المنزل فتطلب الطلاق ويطلقها بسهولة ودون اكتراث لعشرة أو حب فتكرس حياتها لعملها وتقابل شاب غنى هو مراد السويفى لتبدأ معه قصة حب تحيطها المشاكل تارة من والده الذى يهينها لأنها مطلقة وام لبنت وتارة من تغير زوجها السابق نحوها للافضل بعد تعرضه لحادثة وضغوط من أمها للرجوع إليه بعد أن ندم على فقدها ولكى يلم الشمل معها ومع ابنته وتحت هذه الضغوط وأثناء زواجها بزوجها السابق ترفض غالية إتمام الزواج وتستمر فى عملها وحبها لمراد الذى يتزوجها فى النهاية بعد اعتذار والده رجل الأعمال لها ورد اعتبار لكرامتها.
كسر المسلسل كل التابوهات ونظرة المجتمع التى تنظر للمرأة المطلقة وتصفها بالأرملة السوداء" التي تغزل شباكها العنكبوتية للايقاع بالرجال وخاصة المتزوجين طمعًا في أن تحظى بأحدهم،  وينظر إليها الرجال أنها فريسة سهلة وتعاني من عقدة نقص وحرمان يحاولون استغلالها مما يثقل كاهل المطلّقة  فتبقى حبيسة جدران لا تخرج منها إلا للضرورة وكل هذه الضغوط النفسية والاجتماعية  تجعلها تنطوي على ذاتها رغم أنَّها في أمسّ الحاجة للتعافي من آثار العلاقة القديمة.
وليس الرحال فقط الذين ينظرون للمرأة المطلقة هذه النظرة بل النساء أيضا ويطلقن عليها "خطافة رجالة" أو "خرّابة بيوت".
وتضاف لمعاناة المطلقة الصفات التي تلصق بها كونها فشلت في زواجها، ونظرة الأهل على أنَّها ضعيفة ومكسورة ومحاصرتها في الخروج والدخول، ما يسمح المجال للتحكم في تفاصيل حياتها إذا استسلمت.
لكن هذا العمل الدرامى قدم صورة رائعة والمرأة عموما والمطلقة بصفة خاصة جعلها تكون امرأة مستقلة بعملها وبحياتها ولها كرامة تجبر الجميع أن يحافظ عليها ولها حرية الحب والحياة والزواج مرة أخرى .
فتحية لكل نجوم هذا العمل الدرامى الذى يثبت أن الدراما دورا كبيرا فى تغيير  القيم السلبية التى تنتشر فى المجتمع بعد أن كانت الدراما فى الماضى تؤكد صورة المجتمع نحو المرأة المطلقة وأنها مكسورة الجناح وضعيفة وكأنها سلعة تباع وتشترى ويجب عليها أن تعيش مع زوجها حتى لو كان يضربها ويؤذيها ويهينها ويخونها حتى لا تكون مطلقة .