حسام السعيدي يكتب: رجاء الجداوي.. وعنصرية الوظائف

مقالات الرأي

حسام السعيدي
حسام السعيدي


مع تفشي وباء كورونا على مستوى العالم ووصول المُصابين بهذا الفيروس لملايين البشر، انطلق وكالعادة الحديث عن أن وجود هذا الوباء كشف عن أشياء كثيرة في مقدمتها عدم وجود اهتمام بالقطاع الصحي والعاملين به سواء أطباء أو صيادلة أو مُمرضين أو حتى إداريين. 

ليس ذلك فقط بل الكثير أصبح يُقارن بين الوظائف وأهميتها، وأن الفنانين مثلًا ولاعبين كُرة القدم، يحصلون على تقدير مادي ومعنوي أكثر من العاملين بالقطاع الصحي، بالرغم من "تفاهة عملهم" حسب المُقارن. 

وفي هذا المقال أريد أن أتحدث عن شيء في غاية الأهمية ماذا لو كان لدينا أطباء على أعلى مستوى سواء ماديًا أو معنويًا؟ ولا يوجد عامل نظافة يقوم يوميًا بتنظيف الشوارع ونقل القمامة لأماكن بعيدة عن التجمعات السكانية؟ هل يستطيع أحد مواجهة كم الأوبئة الناتجة عن تراكم هذه القمامة لعدم وجود عُمال نظافة؟ 

سؤال آخر ماذا لو لم يوجد مُعلم، هل سيخرج لنا أطباء؟ ماذا لو لم يكن هُناك سباك أو نجار أو نقاش أو مُصفف شعر، أو سائق قطار أو سائق مترو أنفاق؟ ماذا لو لم يكن هُناك جزار أو حتى بائع خضار وفاكهة؟ إلخ. 

ماذا ولم يكن هُناك صحفي ينقل الأخبار من مصادرها لتوعية المواطنين بخطورة الوباء ونشر الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة، ونقل أخبار تخفيف الإجراءات في دول لطمأنة المواطنين والحديث عن مساعي الوصول لمصل علاجي. 

ولكن دعونا نرجع مرة أخرى للحديث عن "تفاهة ما يقدمه القطاع الفني"، لنسأل أنفسنا عن كم الملل الذي شعرنا به بتواجدنا في بيوتنا كُل هذه الفترة رغم ما قدمه الممثلون من أعمل فنية كبيرة وكثيرة، ماذا لو لم يكن هُناك أعمال فنية طوال هذه الفترة بالتأكيد كان الشعور بالملل سيتضاعف أضعاف ما شعرنا به. 

الفنانون والممثلون واجهوا الوباء في محاولة منهم للترفيه على المواطنين، وانا هُنا لا أحكم على مستوى ما قدموه فهم يُسألوا في ذلك، ولكن أتحدث عن أنهم خاطروا بحياتهم ليقدموا مادة ترفيهية أخرجتنا من الملل، ولكنها أدت لإصابة الفنانة رجاء الجداوي بهذا الوباء نتيجة لمُشاركتها في أحد الأعمال الفنية خلال شهر رمضان الكريم لتكون أحد ضحايا عملها في مواجهة كورونا مثلها مثل الضحايا من الأطباء والمُمرضين الذين أصيبوا بهذا الوباء نتيجة عملهم في مواجهة كورونا.