تفاصيل وصفقات بـ 20 مليار جنيه فى قطاع الصحة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


الحكومة تساهم فى صناديق استثمارات إماراتية وأمريكية فى الصحة

استحواذات جديدة لـ«كليوباترا» و«الإماراتية» وإنشاء 40 معمل تحاليل وحصة من «ألفا سكان»

شهدت الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالى حراكا استثماريا كبيرا فى قطاع الصحة سواء فى المستشفيات والمعامل، وحتى صناعة المستلزمات الطبية والأدوية والصيدليات وصلت قيمتها بما يقدر بـ 20 مليار جنيه.

ويتوقع أن تستمر هذه الحالة خلال العام الحالى فى ظل أزمة انتشار فيروس كورونا، والذى سيدعم الاستثمار فى القطاع الصحى، خاصة لمنتجات الوقاية أو العلاج المحتمل، ومع تنفيذ الكيانات الصحية الكبيرة لخطط توسع تواكب زيادة الطلب فى الوقت الحالى.

بجانب بدء تنفيذ الدولة لنظام التأمين الصحى الشامل بكل المحافظات، والذى يسمح باختيار المريض لمكان تلقى الخدمة العلاجية والطبيب المعالج، بموجب تعاقد بين الحكومة ومقدمى الخدمات الصحية من القطاعين الخاص والعام.

وأشارت دراسة حديثة صادرة عن المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، عن قطاع الصحة فى أزمة كورونا، إلى تراجع الاستثمار الحكومى فى قطاع المستشفيات، رغم زيادة الطلب عليها نتيجة للتزايد السكانى.

حيث بلغ عددها نحو 1798 مستشفى حكومى وخاص عام 2018، مقابل 1599 عام 2009، بزيادة 12% أغلبها نتيجة لزيادة عدد مستشفيات القطاع الخاص، بالإضافة إلى انخفاض عدد الأسرة للمستشفى الحكومى مقابل زيادته فى القطاع الخاص، مما يؤكد ضعف نفقات الإحلال والتجديد، وهو ما يكشفه تواضع نصيب قطاع الصحة من إجمالى الاستثمارات المنفذة بنسبة 1.9% عام 2017/2018.

ووفقا لدراسة صادرة عن شركة كوليرز إنترناشيونال للخدمات العقارية التجارية بنهاية عام 2017، بعنوان التقرير السابع حول القطاع الصحى، فإن قطاع الرعاية الصحية المصرى يحوى فرصا مربحة للمطورين والمستثمرين، بسبب ما يحتاجه من خدمات رعاية أساسية على مستوى عدد الأسرة والعقارات الطبية والتجهيزات المطلوبة.

وقدرت الدراسة احتياج قطاع الصحة إلى استثمارات قيمتها 35 مليار دولار بحلول عام 2050، لسد احتياجات المواطنين، متوقعة أن يصل حجم الاستثمارات الإجمالية بحلول عام 2020 ما يقدر بـ 6 مليارات دولار بما يعادل 94 مليار جنيه، و11 مليار دولار حتى 2030 أى 173 مليار جنيه.

لكن فى المقابل رصدت الدراسة عددا من التحديات التى تواجه هذه الاستثمارات، أهمها ارتفاع التكاليف، وهجرة الكفاءات من الأطباء والموظفين إلى دول الخليج.

1- اندماج كبرى المستشفيات

بدأ العام الحالى وبالتحديد فى فبراير، بالحديث عن صفقة عرفت باسم صفقة القرن فهى الأضخم فى قطاع الصحة المصرى، متعلقة باندماج كبرى المستشفيات فى القطاع الخاص، وهى مجموعة كليوباترا من خلال الاستحواذ على مجموعة الاميدا المالكة لمستشفيات دار الفؤاد والسلام الدولى.

ويصل تقييم المجموعتين لـ 10 مليارات جنيه، وتمتلك الأولى 6 مستشفيات، فى حين تملك الثانية مستشفيات كبرى ومعامل للتحاليل والمناظير، ويتوقع أن يضم الكيان المحتمل ما يتراوح بين 1640 إلى 2000 سرير.

ولا تزال مفاوضات الصفقة مستمرة حتى الآن، لكنها تسير ببطء، نتيجة لتأثيرات فيروس كورونا على حركة البيزنس فى مصر، ويتوقع أن يتم التنفيذ فى يوليو حيث إن الكيان الجديد سيكون كبيرا، يستطيع مواجهة حالات الوباء، والوقوف بجانب الحكومة إذا حدثت تطورات.

وأعلنت شركة مجموعة كليوباترا فى بيان للبورصة، أن إيراداتها ارتفعت بمعدل سنوى 22%، لتتجاوز 500 مليون جنيه حتى شهر مارس، حيث نمت بنسبة 25%.

و30% خلال أول شهرين من العام، متوقعة أن تحقق 50% نمواً فى صافى الربح، خلال الربع الأول من العام.

2- توسعات فى معامل التحاليل

تستهدف شركة سبيد ميديكال، الوصول بعدد فروع معامل التحاليل التابعة لها إلى 110 فروع بنهاية العام الحالى، من خلال افتتاح 40 فرعا جديدا باستثمارات 60 مليون جنيه، وتتركز فى محافظات القناة والصعيد.

وأعلنت الشركة عن إجرائها لاستحواذات لفروع معامل جديدة، تكلفة الواحد منها تصل إلى 1.5 مليون جنيه، حيث وقعت فى مارس مذكرة تفاهم مع معامل الصفوة للتحاليل الطبية بمحافظة الإسماعيلية، مدتها 6 أشهر للاستحواذ عليها وذلك فى يوليو المقبل.

وتتكون معامل الصفوة من 5 فروع بالإسماعيلية، وحسب الشركة تأتى هذه الصفقة فى إطار خطة التوسع بقطاع المعامل الطبية، خاصة فى المحافظات التى يطبق فيها قانون التأمين الصحى الشامل، وعلى رأسها محافظات المرحلة الأولى: بورسعيد والإسماعيلية والسويس وسيناء.

بالإضافة إلى ضخ 130 مليون جنيه لإنشاء مستشفى سبيد بالعبور لافتتاحه قبل نهاية العام، وافتتاح عيادة تخصصية خلال العام الحالى باستثمارات 5 ملايين جنيه بمحافظة السويس.

وتملك الشركة المطروح 25% من أسهمها ببورصة النيل، 4 شركات متخصصة فى التحاليل الطبية ومراكز الأشعة والعيادات التخصصية وهى سبيد لاب، وسبيد سكان، وسبيد كلينك، وسيتى سبيد المتخصصة فى مدن القناة والسويس، ويصل عدد فروع معامل التحاليل التى تمتلكها إلى 70 فرعا.

3- شركات قابضة للرعاية الصحية والأدوية

وقع البنك الأهلى من خلال ذراعه الأهلى ميديكال المتخصصة فى الخدمات الطبية خلال شهر إبريل الماضى، اتفاقية لعقود شراكة مع مجموعة إم بى إف الإماراتية، لتأسيس صندوق استثمارى للرعاية الصحية، لتشغيل وإدارة أصول ومستشفيات يتملكها الصندوق بقيمة 100 مليون دولار.

وذلك من خلال تقديم البنك 20 مليون دولار، ومساهمة الشركة الإماراتية بـ 30 مليون دولار، وجمع استثمارات بقيمة 50 مليون دولار، ويمتلك البنك 3 مراكز طبية، ويقوم حاليا بتطوير أول مستشفى مملوك له، والاستعداد لإعادة افتتاح مستشفى المقطم التخصصى، بعد التطوير الشامل.

وأعلنت شركة الأهلى كابيتال القابضة، والتى تأسست عام 2008، وتمتلك حصصا فى شركات مدرجة بالبورصة، وهى الذراع الاستثمارية للبنك، عن قرب إنهاء الاستحواذ على مستشفى متخصص، فى إطار الاستثمارات المستهدفة للصندوق المشترك، كأول المشاريع ونواة لإنشاء الشركة القابضة للرعاية الصحية، والتى ستكون أكبر منصة لخدمات الصحة بمحافظات مصر.

ووقع صندوق مصر السيادى فى بداية شهر مايو الحالى، مذكرة تفاهم مع شركة كونكورد الأمريكية العالمية لإدارة الاستثمارات، لتأسيس شركة مشتركة لإدارة صندوق متخصص بقيمة 300 مليون دولار فى قطاع الرعاية الصحية والأدوية، يستثمر فى مصر بشكل أساسى والشرق الأوسط وإفريقيا.

ويهدف لجذب استثمارات أجنبية مباشرة، وخلق منصة رعاية صحية متنوعة، تستفيد من زيادة عدد السكان فى مصر وانخفاض تكاليف الإنتاج، لإنشاء كيانات موجهة للتصدير تغطى أنشطة الصحة المختلفة.

وحسب أيمن سليمان - الرئيس التنفيذى لصندوق مصر السيادى، فإن هناك حاجة متزايدة للاستثمار فى الصحة مع استمرار تفشى وباء كورونا حول العالم، وضرورة الاستعداد بحلول تقلل الضغط على أنظمة الرعاية الصحية.

4- صفقات استحواذ وإعادة هيكلة

وتجهز مؤسسة سى دى سى للاستثمار المباشر، والمملوكة بالكامل للحكومة البريطانية، لتنفيذ أولى صفقاتها بمصر خلال الفترة المقبلة، بقيمة 150 مليون دولار، للاستحواذ على حصة فى مجموعة ألفا الطبية، المالكة لمعامل ألفا وألفا سكان.

ويتفاوض صندوق ازدهار للاستثمار المباشر، للاستحواذ على حصة من مجموعة مستشفيات التيسير الطبية القابضة، المالكة لمستشفيات التيسير الدولية بالزقازيق، بصفقة يتراوح حجمها بين 10 إلى 50 مليون دولار.

وتأسس هذا الصندوق عام 2016، للاستثمار فى الشركات متوسطة الحجم، وتتنوع المساهمات به بين مجموعة من المؤسسات العالمية، وعدد من المستثمرين المصريين.

وتقدمت مجموعة تانا أفريكا كابيتال الجنوب إفريقية، بعرض لشراء حصة بشركة مستشفيات مبرة العصافرة بالإسكندرية، والتابع لها 3 مستشفيات، آخرها تم تأسيسه عام 2016، بجانب سلسلة معامل، ولدى الشركة العديد من التعاقدات الصحية مع القطاعات المختلفة.

ولم تتوقف الصفقات عند الاستحواذ فقط بل شملت إعادة الهيكلة، حيث بدأت شركة فايزر، وهى شركة عالمية للأدوية، فى خطوات لإعادة هيكلة استثماراتها بمصر، بالتزامن مع بدء الشركة الأم عمليات مماثلة على مستوى شركاتها التابعة.

وتم تنفيذ 3 صفقات على أسهم فايزر مصر بقيمة 72 مليون دولار أى ما يعادل 1.1 مليار جنيه، حيث تم نقل هذه الأسهم لشركة تابعة مؤسسة حديثا باسم آبجون فايزر.

حيث تقوم الشركة العالمية حاليا بتقسيمها إلى كيانين منفصلين، الأول باسم فايزر، والثانى باسم ابجون، لتوقيع شراكة مع شركة ميلان العالمية لإنتاج الأدوية غير الخاضعة لحقوق الملكية الفكرية، والتى تستخدم بدون وصفة طبية.

5- تغييرات فى سلاسل الصيدليات

ومع بداية إبريل الماضى، أتمت مجموعة صيدليات 19011، صفقة الاستحواذ على 100% من أسهم مجموعة صيدليات رشدى، بقيمة 362 مليون جنيه، وبهذا يرتفع عدد الصيدليات المملوكة للسلسلة الأصلية إلى 215 صيدلية، مكونة من 120 صيدلية أصلية، و95 كانت مملوكة لرشدى.

وتستهدف المجموعة بذلك أن تصبح الأكثر فروعا بنهاية شهر يونيو من العام الحالى، فى جميع المحافظات، ويضم السوق 74 ألف صيدلية.