رامى المتولى يكتب: «100 وش».. كتابة ذكية وإخراج جيد وتفوق فى التمثيل

مقالات الرأي




من أكثر المهام صعوبة هو رسم شخصية خارج عن القانون فى عمل فنى يكون فيه هو البطل، ومعنى ذلك أن الأحداث ستتركز حوله، وكونه خارجًا عن العدالة سيجعله مكروها خاصة أن سلوكه مرتب بجريمة، هذا ما يجعل الأمر صعبًا فمهما كان شريرًا وقاسيا يحتاج المشاهد أن يثأر وينتصر على هذا الشر، أحيانًا كثيرة يلجأ الكتاب إلى المبالغة فى إظهار شر الشخصية وكيف أنه يحقق أهدافه بقسوة غير مسبوقة لكن ينتهى به الأمر قتيلاً إما على يد شخصية ظلمها أو عدالة إلهية.

لكن التعامل مع هذا النموذج فى منتهى الخطورة ويعتمد على عوامل كثيرة منها أداء الممثل وقبوله لدى المشاهد وطبيعة العمل كما الحال مع شخصية عتريس الجد والحفيد فى «شيء من الخوف» والأصعب من ذلك هو رسم شخصية خفيفة الظل لديها كود يسير عليه، هنا سيقع المشاهد فى غرامها، لذلك رسم تفاصيل الشخصية صعب والحفاظ على محبة الجمهور ولا يصاب بالملل.

مؤلفو مسلسل «ب100 وش» أحمد وائل وعمرو الدالى لم يقدما نموذجًا واحدًا للخارج عن القانون، بل عشرة يكونون معًا عصابة متخصصة فى النصب والاحتيال، إذن نحن لسنا أمام تعامل مع فرد بل عدد كبير يجب أن يرتبط به الجمهور ولا يتحولوا لنموذج منفر، وهو أمر فى غاية الصعوبة، لذلك لجأ الكاتبان للكوميديا حتى تخف وطأة خروج الابطال عن القانون وكونهم نماذج سلبية على الرغم من أن تصنيف العمل الأساسى هو الدراما والجريمة، وحتى يتخفف الكتاب من حالة الضغط التى يتسبب فيها عدد حلقات مسلسلات رمضان وهو 30 حلقة، بأن قسم المسلسل على مرحلتين الأولى انتهت فى الحلقة الـ 13 حيث وصل البطل عمر (آسر ياسين) إلى القاع بعد المشاجرة ومشهد المصارحة بينه وبين ماجى (علا رشدى) وفى الوقت ذاته وصلت سكر (نيللى كريم) ومعها رضوى (زينب غريب) إلى القاع أيضًا بعد أن صرفت معظم نقودها فى الحصول على محل وتحاول أن تحدث ديكوره وتزوده بالمعدات، حتى هذه النقطة توقف كل شيء واستقر فى محله.

من الحلقة الـ14 نستطيع القول أننا بدأنا من جديد فى موسم تال، بعد أن تقدم عمر وسكر بخطى حذرة للقاء بعضهما البعض ومحاولة كل منهما أن يقترض نقود من الآخر وهى محاولة فاشلة فكلاهما فى القاع ويحتاجان نقودًا أكثر، لذلك وبشكل طبيعى تتولد لديهم الرغبة فى القيام بعملية جديدة لكن ينفذانها معًا دون اشراك أى شخص آخر، لكن عمر يحتاج ماجى وسكر تحتاج رضوى وحمادة (إسلام إبراهيم) ودون أن ندرى ويتكرر الخط الاساسى مرة أخرى وهى ظروف عبثية تعيد جمع الفريق المكون من 10 أفراد مرة أخرى لا فى عملية واحدة بل اثنتان على أثرهما نقفز بالزمن لنرى الأبطال بعد مرور وقت قليل وقد استقروا مرة أخرى ولكن بشكل إيجابى.

الذكاء الذى تعامل به كتاب السيناريو على الرغم من الصعوبة والتحدى الذى واجهوه مكلل بالنجاح ودعمه رسمهم للشخصيات، فجزء كبير من محبة الجمهور لعصابة السطوح هو تعاطفه معهم، كل شخصية منهم تعرف الجمهور على تفاصيلها بشكل مقرب، وزرع الكاتبان التعاطف معها فكل منهم لديه أسبابه حتى أكثرهم قسوة وجحودًا وطمعًا سامح (محمد عبد العظيم) لن نجد سبيلاً إلا حبه، كما أن هذه العصابة لم تسرق فقيرًا أو محتاجا أو تفعل ما يجعلها سببا لصب الغضب عليها، حتى ورثة غزال هم شخصيات منفرة تعاملوا بقسوة مع ممرضته نجلاء (دنيا ماهر).

اختيار الممثلين المناسبين للشخصيات هو أيضًا عامل كبير للنجاح، للتفاعل مع ما قدمه الكاتبان يجب على المخرجة كاملة أبو ذكرى أن تختار فريق عملها جيدًا وأن يتوفر فى الممثلين ملكات الأداء التمثيلى حسب ما يقتضى الموقف، لذلك فريق العمل على اختلاف خبراته وقدراته يقدم أداء أكثر من جيد مع تناغم شديد يعكس بالضرورة حجم التحضير الذى جرى بين هذا الفريق والذى يتضمن سباعى (شريف دسوقى) وفتحى (مصطفى درويش) وزيزو (حسن أبو الروس).