طارق الشناوي يكتب: قلشوا في القلش!

الفجر الفني

بوابة الفجر


قالها بيومى فؤاد على إحدى الفضائيات وقدم اعتذاره عن مسلسل (رجالة البيت)، بعد لحظات خفف قليلا مما اعتبره تسرعا فى الفهم لحقيقة ما أدلى به، إلا أنه لم يستطع أن ينفى أبدا اعتذاره، وجاء تصريح أحمد فهمى على صفحته أكثر مباشرة وبلا أى خطوط رجعة، وهو ما دفع كريم فهمى إلى كتابة (بوست) يؤازر فيه شقيقه، مذكرا الناس بأهم أعماله التى كتبها أو شارك فى تمثيلها.

من أولى بالاعتذار عن سوء مستوى العمل الفنى؟ إنه قطعا المخرج، وحتى الآن لم يصدر عنه شىء، يظل السؤال عن التوقيت، المسلسل لا يزال يُعرض، وهو ما سيثير غضب المنتج والقناة الفضائية التى تترقب كثافة المشاهدة لتتحول إلى مردود فى حصيلة الإعلانات.

تستطيع أن تقرأ الوجه الإيجابى للصورة، فنان يعترف بخطئه على الملأ، وهذا يعنى أنه لن يكرر الخطأ، ما نراه ويطلق عليه صُناعه كوميديا يدخل فى إطار العشوائية ويتدثر عنوة بهذا الفن الراقى، هم يتعاملون مع تلك الأعمال وفقا لقانون (القلش)، يأخذون كلمة ثم يستعرض كل منهم قدرته على انتزاعها من سياقها، بإضافة قفشة هنا أو هناك، معتمدين على سرعة البديهة فى التقاط ظلال الكلمات، بينما الحقيقة تؤكد أنهم (قلشوا حتى فى القلش)!!.

أغلب ما نراه ويقع تحت مظلة الكوميديا يتدثر عنوة بهذا الفن الراقى، ويستحق قطعا أن يرسل صُناعه صفحات اعتذار للجمهور. أتذكر قبل 15 عاما أن يحيى الفخرانى أجرى حوارا مع محمود سعد فى برنامج (البيت بيتك) وقدم اعتذاره للجمهور عن مسلسله (المرسى والبحار)، كان متبقيا على نهاية رمضان بضعة أيام، وقال لى يحيى بعدها إن الأمور نسبية، فلقد كان فى زيارة للمملكة المغربية، واكتشف أنهم أحبوا المسلسل، ولكنه أراد أن يرضى ضميره، فاعتذر للجمهور، ويبقى توقيت الإعلان عن الغضب، هل والعمل الفنى لايزال فى متناول اليد أم بعد انتهاء عرضه؟.

حكى الشاعر عبدالرحمن الأبنودى أنه بمجرد أن استمع إلى أغنية (أنا كل ما أجول التوبة) تلحين بليغ حمدى وتوزيع على إسماعيل، أزعجه التوزيع ووجده يتناقض مع روح الكلمات الشعبية، ونشر رأيه، وتلقى بعدها عتابا من عبدالحليم، لأن العمل الفنى كما يراه حليم صار فى الشارع، وهناك من يتكسبون منه، وعليه إذا لم يعجبه التزام الصمت، فلا يروج له ولكن أيضا لا يهاجمه.

لا تنس عزيزى القارئ أن حليم ليس مجرد مطرب ولكنه مشارك أيضا فى الإنتاج عن طريق شركة (صوت الفن)، نجحت الأغنية ولا تزال، والغريب أن الأبنودى ظل على موقفه منها، حتى أعادتها ماجدة الرومى قبل بضعة سنوات بتوزيع موسيقى جديد فأحبها، الأمر فى كل الأحوال يستحق فعلا شجاعة المواجهة، بعيدا عن أى حسابات أخرى.

العديد مما نشاهده، ولا أعنى فقط الكوميديا، يستحق أن يعلن صُناعه الاعتذار للجمهور، فهو مجرد ملء ساعات بمادة تخاصم العقل والوجدان، مع الأسف أغلب الفنانين لديهم قناعة بأن الجمهور ليست لديه أى حقوق، وعليه أن يطفح ما يقدم له وهو ساكت ويحمد ربنا ويبوس إيده وش وضهر!!.