شيخ الأزهر: نأمل أن يكون التباعد الاجتماعي بسبب كورونا "مؤقتا" (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن رجلًا قال: يا نبيَّ اللهِ أخبِرْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ فقال القومُ: ما له؟ ما له؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أَرَبٌ ما له ) قال رسولُ اللهِ: ( تعبُدُ اللهَ لا تُشرِكُ به شيئًا وتُقيمُ الصَّلاةَ وتؤتي الزَّكاةَ وتصِلُ الرَّحمَ، وصلة الرحم ليست ركن من أركان الإسلام، ولكن سوقها في الحديث مع أركان الاسلام يفيد عظم شانها، وتحذير لمن يقع في هذا المحذور الشرعي، منوهًا بأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول: " لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ".

وأضاف "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن قطع الرحم آفة أصبحت اليوم سلوك معتاد بين الأقارب، وأدى لتقطيع ـواصر العائلات وزرع الكره والأحقاد بين الأخ وأخيه، والولد وأمه وأبيه، وهو أمر غريب على مجتمعاتنا الشرقية التي لا تزال تعول كثيرًا على عنصر الدفء الأسري والتواصل والتراحم بين أفراد الأسرة والأقارب وأولى الأرحام. 

وتابع الإمام الأكبر، أن الأسرة الحديثة التي تقوم في بعض البلدان على التفرد والاستقلال لها ظروفها الاقتصادية والاجتماعية التي صنعت منها هذا النموذج، مشددًا على أن هناك بشرى من الرسول –صلى الله عليه وسلم- لمن يبدأ بصلة رحمه بعد توقفها، حيث قال: "إن الصدقة وصلة الرحم يزيد الله بها في العمر، ويدفع بها ميتة السوء، ويدفع الله بها المكروه والمحذور"، مؤكدًا أن صلة الرحم لا تعني ان تصل من يصلك وتقطع من يقطعك، وإنما إذا كان أحد أقاربك قرر قطيعتك زيارة أو كلام، فالشرع يأمرك أن تسمو على هذا الموقف ومرارته وثقله على النفس وأن تبادر بالسؤال عنه في المناسبات والأعياد، وصلة الرحم بهذه الضوابط الشرعية قد تشق على النفس، ولكن حفت الجنة بالكاره وحفت النار بالشهوات.

وأردف، أن ما تحدث عنه يكون في الظروف الطبيعية، أما في الظروف الاستثنائية التي نعيشها حاليًا بسبب أزمة فيروس كورونا، يجب الالتزام بالتعليمات الصارمة للجهات المختصة التي تتعلق بمكافحة فيروس كورونا وفي مقدمتها التباعد الاجتماعي، معربًا عن أمله أن يكون مؤقتًا. 

وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن وجوب صومِ شهرِ رمضانَ ثابتٌ بنصٍّ قطعيٍّ، معلوم من الدِّينِ بالضَّرورةِ، وهو واجبٌ على كلِّ مكلَّفٍ مقيمٍ صحيحٍ خالٍ من الأعذار الشَّرعيةِ التي تمنعه من الصوم، كالمريض مثلا كما في قوله تعالَى: 
"فمَن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدَّةٌ من أيام أُخر".

وأضاف فضيلة الإمام في بيان له: "لا عبرةَ بما يُشيعُه بعض الناس من أنَّ الصوم يُضعِفُ مناعةَ الإنسانِ الصحيحِ، ويُعرِّضه للإصابةِ بـ "فيروس كورونا" فهذه كلُّها دعواتٌ متهافتةٌ لا أساسَ لها عند علماءِ الطبِّ وأساتذته المختصِّينَ، ولا عند ممثلي منظمة الصِّحَّة العالميَّة وقد عقدوا اجتماعًا خاصًّا لمناقشة هذا الأمر في الأزهر الشريف، وانتهوا إلى أنه لا علاقة بين الإصابة بمرض كورونا وصوم رمضان".

وأوصى فضيلة الإمام الأكبر، المسلمينَ بعدة وصايا:
1- الحفاظ على الصلواتِ المفروضةِ وسنةِ التراويحِ في المنازل مع الزوجة والأبناء.
2 - ضرورة استغلال الوقت في العبادةِ وتلاوةِ القرآن.
3 - ألَّا يلتفتُوا للدعواتِّ الشاذَّةِ، وأن يتقيَّدوا بقولِ العُلماء والهيئاتِ الدِّينيَّة المعتمدةِ، والتي ترجِعُ في تقديرِ الحكمِ الشرعيِّ إلى أهلِ الاختصاصِ بهذه الجائحةِ {ذلكَ ومَن يُعظِّمْ شَعَائِرَ الله فإنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}.
4 - الفقراء أمانةٌ في أعناقِكم، فكونوا لهم عونًا وسندًا ولا تمنعوهم من فضلِ الله الذي آتاكم، فأكرموهم وابذلُوا لهم العطاءَ، واعلموا أن هناك طائفة منهم لا يسألون الناسَ ولا يطلبون شيئًا، تحسبونهم أغنياءَ من التعفُّفِ، فابحثوا عن هؤلاءِ، وصونوا عزةِ نفوسِهم، واجبرُوا خواطرِهم، وعجِّلوا بزكاتِكم، عسى الله أن يُعجِّلَ بأمرٍ من عنده يكون لنا فرجًا ومخرجًا من هذه الأزمةِ الإنسانيةِ.
5 - استغِلُّوا الوقتَ في العبادةِ وتلاوةِ القرآنِ، وغرسِ القيمِ والأخلاقِ في أفراد الأسرة.
6 - اجعلوا من هذا الشهرِ الكريم فرصةً للتضرُّعِ إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُزيحَ هذا الوباءَ، فالمؤمنُ ليس له ملجأ غيرَ الله تعالى يلجأُ إليه ويطمعُ في رحمته وعفوه، ولا ينفكُّ المسلمُ مُفتقِرًا إليه في جلبِ المنافعِ، ودفعِ المضارِّ.
7- الأخذِ بالأسبابِ، إن أصابتْه سرَّاءُ كان من الشاكرينَ، وإن أصابته ضراءُ كان من الصابرينَ.
8- وعليكم بحسن الظن بالله، وثقوا بأنه سبحانه سيرفع البلاء وستعود حياة الناس إلى طبيعتها دينًا ودنيا، فهو سبحانه القائل عن نفسه في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي".