الأزهر: عمال مصر سند الوطن في ظل جائحة كورونا

أخبار مصر

شيخ الأزهر الدكتور
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب


تقدم الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، فضيلة الدكتور الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بأسمى آيات التهاني لعمال مصر بمناسبة عيد العمال الذي يحل في الأول من مايو كل عام.

وأعرب الأزهر الشريف عن خالص تقديره لكل عمال مصر الذين يُستند عليهم لتحقيق التقدم والازدهار لوطننا الحبيب، ولا يزال العمال في تلك الجائحة يؤدون أعمالهم بهمة وكفاءة وإتقان في مختلف المجالات، حاملين أرواحهم على أيديهم، مبتغين وجه الله تعالى، واضعين استقرار الوطن وأمنه وتقدمه نصب أعينهم.

ودعا الأزهر عمال مصر بهذه المناسبة إلى الأخذ بالأسباب في المحافظة على الأنفس، والعمل بإرشادات ونصائح الوزارات والمؤسسات المعنية، والالتزام بكآفة الإجراءات الوقائية، سائلًا الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.

شيخ الأزهر: الابتلاء بالمصائب يعرض المبتلى لثواب عظيم يناله جزاء ما قدم من شكر أو صبر

وفي سياق آخر، بيًّن فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس الأربعاء، في رسالته السادسة عبر برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب"، أن الابتلاءَ بالمصائبِ كالفقرِ والمجاعةِ والأمراض وفَقْدِ الأحبَّةِ ليس أمارةً على سُوءِ حالِ المبتلَى؛ بل هو خير للمبتلى يُعرِّضُه لثوابٍ عظيمٍ ينالُه جزاءَ ما قدَّمَ من شكرٍ أو صبر.

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن صفوة البشر هم الذين يصيبهم البلاء، وأن البلاء كثيرا مايكون طريقًا معبَّدًا إلى جنةِ الرضوانِ والنعيمِ المقيمِ، بل إن العبدَ قد تكونُ له منزلةٌ في الجنةِ لا يَصِلُ إليها بعملِه الذي اعتادَ عليه لعلوِّ هذه المنزلةِ وسُموِّها عن درجةِ عملِه، فيُبتلَى من اللهِ، فيبلغُ هذه الدرجةَ بثوابِ الصبرِ على قضاءِ الله، مشيرا إلى قول النبيُّ ﷺ: «عَجبًا لأمرِ المؤمنِ، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ، وليسَ ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ؛ إن أصابَتْه سراءُ شَكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضراءُ صبرَ فكان خيرًا له». 

وأشار فضيلته إلى أن الصبرِ ومُشتقاته قد وردَ ذِكرُه في القرآنِ الكريمِ أكثرَ من مائةِ مرةٍ، وهو يدورُ على معنى واحد "حبس النَّفسِ على ما تَكرَه ابتغاءَ مرضاةِ الله"، لافتا إلى أن القرآنُ الكريمُ، والسنةُ المشرفةُ قد ربطا بين الصبرِ وبين أعظمِ الدرجاتِ في الدنيا وأجلِها ثوابًا في الآخرةِ، فالصابرونَ هم أئمةُ المتقينَ، وهم الذين يُؤتونَ أجرَهم مرتيْنِ بما صبروا، وأنَّ اللهَ مع الصابرينَ، قال تعالى:{وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ}، وقال تعالى:{وَإِنْ تَصْبِرُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم}، وقد وصفَه النبيُّ ﷺ بأنَّه نصفُ الإيمانِ.

وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن فضيلة الصبرِ قد بلغَت هذه المنزلة لضرورتِها القُصوَى في تحقيقِ الآمالِ في الدنيا والآخرةِ، وأنها ضرورةٌ دينيةٌ وضرورةٌ دنيويةٌ سواءً بسواءٍ، وأن الإنسانَ لا يبلُغُ مجدًا ولا نجاحًا إلَّا إذا اتخذَ الصبرَ مطيةً في السعيِ لبلوغِ المقاصِدِ وتحقيقِ الآمالِ، موضحا أنه ما من زمنٍ نحن فيه أحوج إلى الصبرِ على ما نزلَ بنا مثلُ زمنِ هذا الوباءِ، الذي يَجثُمُ على الصدورِ ويخنُقُ الأنفاسَ، ويَقُضُّ المضاجعَ، ويَحدُّ من الحرياتِ العامةِ والخاصةِ.. وإنه لَبَلاءٌ عظيمٌ لا يعالجُه إلا الصبرُ والدعاء الدائمُ عَقِبَ الصلواتِ أن يَكشِفَ اللهُ عن عبادِه ما نَزَلَ بهم.

ويذاع برنامج "الإمام الطيب" يوميا على عدد من القنوات في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى الصفحة الرسمية لفضيلة الإمام الأكبر على «"يسبوك"، وقناة فضيلته الرسمية على اليوتيوب، والصفحات الرسمية للأزهر ‏الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي.