"إحنا عون للمدربين".. حلم "أطفال فلسطين" في الكاراتيه يُزيح معاناة محدودي الدخل برمضان

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تَبارى الكابتن حس الراعي، مع العديد من اللاعبين الفلسطينيين، على اِستجابة الأندية الرياضية، والأسر، لمُبادرة صندوق الأخوة الرياضي، لمعاونة المُتضررين من المدربين، الذين يعتاشون على عائدات التدريب فقط، وتَعاضد الكثير مع الفكرة، ولم يصمت هاتفه المحمول عن صفير الإشعارات المُتضامنة "حقهم علينا في شهر رمضان وفي ظروف العزل المنزلي أن نشيل بعض.. وفش حد فينا اتحمل أن يكون زميله مستنيه بالبيت وما نكون عون له.. حتى الأطفال اللي مارسوا الرياضة من بيوتهم ساندوا أساتذتهم".






سَعى صاحب الـ(42 ربيعًا)، بِجهده إلى بُلوغ مرَاميه، بعدما اسْتدامَ في فكرته "رياضتك في بيتك أحلى" -التي نالت استِحسان الأهالي قبل الأطفال-؛ لتواصل مع المُتدربين، للحفاظ على مستوى الفني والإداري واللياقة البدنية، لاسيما مع إِطالة فترة الحظر، وإغلاق كافة المؤسسات الرياضية، ضمن الإجراءت الإحترازية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وإِستنزاف طاقتهم ووقتهم "طبقت المبادرة على ولادي قبل انطلاقها وبعدين لاقيت تفاعل كبير منهم.. فعملت مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وضفت أولياء الأمور واللاعبين المنتسبين في النوادي اللي بدرب فيها.. و بدأت أنزل حصص تعليمية مصورة ونصحح الاخطاء مع بعض.. حتى ما يصير اختلاط بين اللاعبين والاندية وينتشر الوباء".






أَطَّرَ المدير الفني للمنتخب الفلسطيني للكاراتيه، المُتدربين، حتى تطوروا وشاركوا في بطولات دولية ينظمها الاتحادات الدولية، عبر الإنترنت "أون لاين"- عبارة عن مقاطع فيديو-، عقب دعوات إليهم بالمشاركة "ما وقفنا هون بل صرت كل يوم استهدف بطل من المشاركين واستضيفوا بالبيت بعد التواصل مع أهله لاخذ كل تدابير الوقاية والسلامة من أول ما يفوت البيت.. ويتمرن منيح واتابعه وأقوم بتصويره للمشاركة بالمسابقة"، حتى لاقت هذه المبادرة اهتمام الأسر بأطفالهم، خاصة الفتيات، الأكثر تأثرًا بالحجر المنزلي "وهم كانوا أول الفائزين بالمسابقات والداعمين لمدربينهم المتقاعدين.. فيهم حنية رغم قوتهم في لعب الكارتية جعلتهم يصروا على جمع التبرعات من كل من حولهم". 






أوطَن الأسير- الذي مكث 32 يومًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة تدريب أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد حصولهم على المركز الثالث على العالم، عقب وصفهم إياهم بـ"مُخربين"، في أحد المسابقات بدولة الإمارات العربية المتحدة، نفسه على الوضع الحالي، والتعامل مع أزمة جائحة كورونا، خاصة في الشهر الكريم، مُواصلًا مهامه وحلمه في الدخول لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، في تدريب أكبر عدد من الاشخاص المكفوفين، لرياضة الكارتية حول العالم، بعدما بدأ معاهم مشواره منذ فترة طويلة، واِنتقدهُ الجميع بداية من المؤسسات التعليمة حتى أولياء الأمور "سخروا مني وقالوا أنت بتحكي خيال.. ومحد اقتنع ببرنامجي"، الذي يعمل على الإدراك الحسي. ظفِر بفكرته، بالتعاون مع مؤسسة النور والأمل لرعاية الكفيفات، ودُرب (12 فتاة)، بشكل مكثف أربع حصص في الأسبوع، كل حصة اربع ساعات "استنزفت مني وقت كبير جدا.. ومع ذلك مستمر لأخر نفس.. هادول أمل المستقبل وداخلهم طاقة ولابد تظهر للنور".






عَهن الراعي، في العمل، تزامنًا مع ساعات الصيام، واضعًا أمامه حلمه، الذي تخلى عنه بعد نجاح فكرته، تلبية لرغبة أحد اللاعبين المكفوفين، عندما علم أنه سوف يوقف التدريب معهم لفترة مؤقتة، لتشكيل مجموعة أخرى "فجأني اتصال من اللاعب يبكي وخايف اتركهم"، فتراجع حتى جاءتهم دعوة بعد تسعة أشهر من التدريب، للمشاركة في بطولة دولية، ودعم الفريق ورعايته من طارق عباس، نجل الرئيس الفلسطيني، وغادر الجميع لدولة الإمارات، "وهادا أول مرة فلسطين تحضر في المحفل الدولية.. وأن الطفل الفلسطيني اللي عمره لا يتجاوز 16 سنة لفت أنظار العالم بينافس أبطال العالم.. كمان إسرائيل اعتقلتني علشان تاخد فكرة برنامجي.. ولكن مستحيل اتخلى عن حلم الطفل الفلسطيني.. اللي اليوم هو أمل بلده ويد العون لأبناء بلده من المدربين في أزمتهم".