شيخ الأزهر: كورونا رسالة إنذار من الله للعالم بسبب انحرافاته (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


أكد الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، أن الله سبحانه وتعالى له أن يفعل مع عباده ما يشاء، وهناك مرجحات لأن نعتقد بأن وباء كورونا المنتشر في العالم أجمع رسالة من الله فيها تحذير وإنذار؛ ليرجعوا عما هم فيه من انحرافات.

وأضاف "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن من يتتبع تاريخيًا وضع النهضة الغربية يجد أن هناك انحرافات كثيرة أدت بها للانحراف انحرافًا كاملًا عن آفاق وطريق الأخلاق، وهناك دراسات كثيرة أكدت أن هذه الحضارة تنكرت لله وللأديان وللأخلاق وللأسرة ولكل قيمة بنيت على الفطرة الإلهية التي فطر الله الناس عليها. 

وتابع شيخ الأزهر، أنه يؤمن بأن ما يحدث في الغرب لا يضرنا فقط لو كان الغرب يكتفي بضلاله ولا يحاول محاولات جادة في نشر هذه الضلالات وفرضها على الأمم الأخرى وخاصة المسلمين، مشددًا على أننا أمام غزو متدفق لنشر ثقافة الغرب، وهذا يتضح من خلال مؤتمرات المرأة التي تدعو لإزالة كافة الفوارق بين الرجل والمرأة وتدعو لزواج المرأة بالمرأة وزواج الرجل بالرجل، ووصل الأمر لمحاربة كلمة الزواج واستبدالها بمؤاخاة أو مشاركة.

وأوضح "الطيب"، أن مشكلتنا مع الغرب أنهم يريدوا أن يفرض علينا ثقافة تدمر ثقافتنا، منوهًا بأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول:" مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا"، معقبًا: "هذا هو موقفنا مع الحضارة المنفلتة من قيم الدين والأخلاق والضوابط الانسانية، إن تركناهم وما يريدون ليس أمامنا إلا الهلاك جميعًا". 

وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال تصريحات له بحلقة سابقة من البرنامج، إن الابتلاءَ بالنسبةِ للمؤمنِ بالله تعالى كله خير؛ لأنه يُعرِّضُه لثوابٍ عظيمٍ ينالُه جزاءَ ما قدَّمَ من شكرٍ أو صبرٍ، والابتلاء نراه فى المصائبِ كالفقرِ والمجاعةِ والأمراضِ وفَقْدِ الأحبَّةِ، وهو ليس أمارةً على سُوءِ حالِ المبتلَى، فكثيرًا ما يكونُ البلاءُ طريقًا معبَّدًا إلى جنةِ الرضوانِ والنعيمِ المقيمِ.

وأضاف، أن العبد قد تكونُ له منزلةٌ في الجنةِ لا يَصِلُ إليها بعملِه الذي اعتادَ عليه لعلوِّ هذه المنزلةِ وسُموِّها عن درجةِ عملِه، فيُبتلَى من اللهِ، فيبلغُ هذه الدرجةَ بثوابِ الصبرِ على قضاءِ الله، يقولُ النبيُّ ﷺ: «عَجبًا لأمرِ المؤمنِ، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ، وليسَ ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ: إن أصابَتْه سراءُ شَكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضراءُ صبرَ فكان خيرًا له».

وبيَّن شيخ الأزهر، أن سبب الخيرِ فى عمومِ البلاءِ هو التحقُّق بمقامِ الصبرِ أو مقامِ الشكرِ، وقد وردَ ذِكرُ الصبرِ ومُشتقاتُه في القرآنِ الكريمِ أكثرَ من مائةِ مرةٍ، وهو يدورُ على «حبس النَّفسِ على ما تَكرَه ابتغاءَ مرضاةِ الله»، وقد أشارَ النبيُّ ﷺ إلى مناطِ الثوابِ في الصبرِ، بقوله: «واعْلَمْ أنَّ فى الصبرِ على ما تَكرَه خيرًا كثيرًا»، والصبر المقبول هو ما كانَ في وقتِه الصحيحِ: «إنَّما الصَّبرُ عند الصَّدمةِ الأُولَى».

وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن الصبر ضرورةٌ دينيةٌ وضرورةٌ دنيويةٌ سواءً بسواءٍ، فهو الوسيلةَ الوحيدةَ لتحقيقِ الآمالِ وبلوغِ الغاياتِ، وما من زمنٍ نحن فيه أحوجُ إلى الصبرِ على ما نزلَ بنا مثلُ زمنِ هذا الوباءِ الذي يَجثُمُ على الصدورِ ويخنُقُ الأنفاسَ، ويَقُضُّ المضاجعَ، ويَحدُّ من الحرياتِ العامةِ والخاصةِ.. وإنه لَبَلاءٌ عظيمٌ لا يعالجُه إلا الصبرُ والدعاءُ الدائمُ عَقِبَ الصلواتِ أن يَكشِفَ اللهُ عن عبادِه ما نَزَلَ بهم.