شيخ الأزهر: لا علاقة بين الابتلاء وحال العبد المبتلي (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


أكد الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، أن شكر الله على الابتلاء بالنعم لابد أن يكون من جنس النعمة، ولا يصح أن يكون بالكلام فقط، فالشكر الحقيقي أن يخرج مما يمتلك مالًا أو عقارًا أو علمًا، موضحًا أن الطب نعمة يبتلى بها البعض وشكر هذه النعمة لا يمكن أن يكون بالمال، وإنما بإتقان العمل وتقديم جزء منه مجانًا للمرضى المحتاجين حتى يحدث التكافل الاجتماعي المبني على أساس ديني وشرعي.

وأضاف "الطيب"، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الاثنين، أن النبيّ ﷺ يتعجب من بلاء المؤمن، قائلًا: "عَجبًا لأمرِ المؤمنِ، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ، وليسَ ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ: إن أصابَتْه سراءُ شَكرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضراءُ صبرَ فكان خيرًا له"، مشددًا على أن سبب الثواب في الصبر على البلاء والشكر على النعم هو المعاناة فلا ثواب إلا بتكليف والتكليف مشقة، فالمشقة واضحة للفقير الصابر، ولكن المشقة بالنسبة للغني الشاكر الذي أعطى الكثير من النعم أكبر، فمعاناة الشكر العملي المقصود في الأحاديث بالنسبة للغني هي نفسها معاناة الفقير الذي يعاني من الفقد.

وتابع شيخ الأزهر، أنه لا علاقة بين الابتلاء وحال العبد المبتلى، ولا يصح تفسير البلاء على أنه دليل على سوء حال المبتلي، فأشد الناس بلاء كانوا الأنبياء.

ونشرت الصفحة الرسمية لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الرسالة الثالثة ضمن الأخلاق العشرة التي ينبغي الالتزام بها لمواجهة فيروس كورونا.

وأكد الأزهر أن سُنَّة الله تعالى في خَلقِه أن يبتليهم ببعض المِحن؛ ليختبر إيمانهم به، وصدق توكلهم عليه، وإحسان بعضهم لبعض؛ قال تعالىٰ: {وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ}.

وشدد الأزهر على أنه يجب على المُسلم أن يكون وقت البلاء عند مُراد الله تعالى منه، وأن يتحلى بصفات وآداب تحفظ عليه عبادته وأخلاقه وإنسانيته، ويواجه بها البلاء، نذكر منها.

وأشار في رسالته الثالثة إلى ضرورة التَّأدب مع الله تعالى وقت البلاء، والاستكانة بين يديه، وصدق اللجوء إليه، والإلحاح في دعائه، والاقتداء بسيدنا رسول الله ﷺ وصحابته الكرام في تضرُّعهم واستغاثتهم بربهم في أوقات الشِّدة والبلاء.