مفاجأة.. عيد الربيع أوروبي وشم النسيم مصري قديم

أخبار مصر

ارشيفية
ارشيفية


تعتبر أعياد الربيع من المناسبات المهمة في مصر، والتي يحتفل بها جميع طوائف الشعب المصري دون تمييز، وضمن طقوس تميز هذا العيد من تلوين البيض وأكل السمك المملح، وخضروات الأرض الطبيعية مثل الخس والجعديد والسريس، والبصل، فما قصة هذا العيد عند المصريين، ولماذا هذه الأكلات، وكيف احتفلوا به. 

المسلمون والمسيحيون احتفلوا به أمام مسلة المطرية 

قال مجدي شاكر كبير أثريين، في تصريحات صحفية، اليوم: نقل لنا مكفرسون في كتابه "الموالد في مصر" واصفًا فيه ما رأه من احتفال المصريين بعيد شم النسيم، عام 1911م قائلًا "ذلك العيد الذي يحتفل به المسلمون والمسيحيون على السواء يماثل الموالد، لأنه في الأصل احتفال بعيد ميلاد الشمس "رع" في العهود القديمة للمصريين، ومن يشك في ذلك عليه أن يزور المطرية، هليوبوليس القديمة أو مدينة الشمس، قبل الفجر في ذلك اليوم ليرى الحشود تنام في الحقول والطرقات تترقب الشمس لحظة بزوغها قرب المسلة التي تحدد الموقع القديم لمعبد "رع"، وقليل من هؤلاء هم الذين يعرفون السبب الذي جذبهم إلى هناك، فهم ليسوا أكثر من طيور مهاجرة يحثها شئ ما على الطيران إلى نفس المكان وفي نفس الوقت كما فعل أسلافهم في أزمنة مضت، لكنهم مرحون وسعداء بالعيد، عيد شم النسيم".

عيد الربيع أوروبي وشم النسيم مصري قديم

أوضح شاكر أن شم النسيم هو عيد الحصاد في مصر القديمة، وهو عيد محلي مصري الهوى والهوية وهو العيد الوحيد الذي لم تتغير ملامحه ولا طقوسه من 4700عام، والسنة في مصر القديمة كانت تتكون من ثلاثة فصول فقط أخت - برت - شمو أو فيضان الذي هو الإنبات أو الحصاد، فلم يكن هناك فصلًا للربيع في مصر القديمة، أما عيد الربيع فهو عيد أوروبي كان يحتفل فيه الأوروبيون بذوبان الثلج بأوروبا وتزامن هذا مع عيد الحصاد المصري الذي كان عبارة عن عدد من الأعياد مجتمعة في هذه الفترة من السنة وليس عيدًا واحد "عيد مين - عيد خونسو - عيد الوادي - عيد الجنازة - عيد رنونت ربة الحصاد - عيد آمون" 


أكلات شم النسيم

وأضاف أن أشهر الأكلات التي اعتادها المصريون في هذا العيد الملانة، والخس والجعديد والسريس، أما الفسيخ أو "السمك المملح" فهي تأتي من كلمة باسخ المصرية القديمة، والذي ظهر بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد في عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ.

وذكر "هيرودوت" –المؤرخ اليوناني الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وكتب عنها: "أنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم". 

وختم شاكر كلامه قائلًا شم النسيم كان فرصة دائمة في مصر القديمة لتسوية الخلافات والتصالح بين الأفراد باستخدام لغة الزهور حيث أن إهدائها يعتبر تعبيرًا عن المودة والألفة والمحبة واستمرار الوصل.