طارق الشناوي يكتب: ريهام قبل النبوي وحميدة!

الفجر الفني

بوابة الفجر


حاول عبدالسلام النابلسى عام 60 أن يسبق، ولو مرة واحدة، اسم صديقه إسماعيل يس، فأنتج فيلم (حلاق السيدات)، ووجد أن هذه الصياغة فى كتابة (التتر) تحقق له الهدف (أفلام عبدالسلام النابلسى تقدم إسماعيل يس)، وكان الفيلم هو أقل أفلام هذا الثنائى نجاحًا على المستويين الفنى والجماهيرى.


لاشىء يتم فى كتابة الأفيشات والتترات إلا بعد الاتفاق، وعلى كل التفاصيل، تعجب البعض عندما شاهدوا صورة ريهام حجاج متصدرة الأفيش سابقة محمود حميدة وخالد النبوى، برغم أن أول شىء يتم الاتفاق عليه قبل الدور والأجر، هو كتابة الاسم وأسلوب الدعاية، وتختلف ردود الفعل وتحديد الأوليات بين نجم وآخر.

مسلسل (لما كنا صغيرين) وقبل أن أشاهد الحلقات، تم إنتاجه قطعًا من أجل تدشين نجومية ريهام، ولإثبات أنها تتحمل بمفردها البطولة المطلقة، مثلما سبقتها فى آخر عامين دينا الشربينى وياسمين صبرى، كل من تعاقد على المسلسل، الكاتب والمخرج والأبطال يدرك الهدف، ووافقوا على الشروط.

هناك فارق فى التعامل مع تلك القضايا بين خالد النبوى ومحمود حميدة،، دائمًا لدى النبوى معركة، وهكذا قبل عامين أوقف عرض (تتر) مسلسل (واحة الغروب) فى عدد من الفضائيات، لأن منة شلبى سبقته فهى إنتاجيا بحساب الورقة والقلم، الأكثر جاذبية وقدرة على التسويق، مما دفع المنتج جمال العدل إلى إعلان إنهاء التعامل معه، رغم أنه قبلها بعامين، مثلًا، وافق على أن تسبقه وتحتل المساحة الأكبر، هيفاء وهبى فى مسلسل (مريم)، ولكن كانت لديه وقتها خطة بديلة، أن يُنشر أخبار فى كل الجرائد والمواقع تشير إلى أن المسلسل بطولته، وهيفاء مشاركة له. إنه سلاح تراكمى، فهو من أكثر إن لم يكن أكثر، نجوم جيله، قدرة على فك شفرة التواصل الإعلامى.

محمود حميدة على الجانب الآخر لا تشغله من قريب أو بعيد هذه التفاصيل، لديه قناعة بأن المنتج فى نهاية الأمر يحتاج إلى التباهى باسمه على التترات والأفيش، ليس شرطًا أن يحتل المكانة الأولى، غالبًا هناك نجم أو نجمة يتصدر الليلة، ولهذا يوافق ببساطة أن يسبقه أمير كرارة أو عمرو سعد أو منة شلبى وغيرهم ولا تفرق معه، فهو لا يتنازل أبدا عن الدور أقصد أهميته، وليس مساحته، ولكن الأجر ممكن، والترتيب ممكن جدا.

ستجد فى الألفية الثالثة أن رصيده لا يزال مرتفعا، بالطبع يخطئ أحيانا فى الاختيار، إلا أن المحصلة العامة تصب لصالحه، وبالمناسبة خالد الصاوى وفتحى عبدالوهاب وماجد الكدوانى، هذا هو دستورهم فى الحياة الفنية، وهو ما يمنحهم عمرا ومكانة ورصيدا أفضل.

ترتيب الاسم والصراعات والضربات فوق وتحت الحزام، تحتل مساحة معتبرة فى الحياة الفنية، وتستنفد قسطا وافرا من الطاقة، رغم أنك مع مرور الزمن تكتشف أن لا أحد يتذكر (من سبق من؟)، العباقرة محمود المليجى وزكى رستم وصلاح منصور وسناء جميل وعبدالسلام النابلسى وعبدالفتاح القصرى وزينات صدقى، وغيرهم لم نقرأ أسماءهم (نمبر وان)، ولكن ما تبقى فى الوجدان أنهم كانوا (نمبر وان)!.