د. بهاء حلمي يكتب: كبار السن فى زمن الوباء العالمي

مقالات الرأي

د. بهاء حلمي
د. بهاء حلمي


يحظى كبار السن على المستوى الوطنى والعالمى بتقدير الأديان السماوية، ومن الأمم المتحدة لما يقدمونه من مساهمات فى مجتمعاتهم.

فعلى المستوى الوطنى تلتزم الدولة بضمان حقوق المسنين صحيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وترفيهيا دون تمييز.

وفى هذا السياق تقوم مصر بجهود كبيرة ومتنوعة لرعاية المسنين فى المجالات المختلفة وذلك كونه التزاما أخلاقيا ودينيا، والتزاما دستوريا أيضا.

وعلى المستوى الدولى فقد أرست الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية العديد من المبادئ لتشجيع الحكومات على إدماجها فى البرامج الوطنية مثل «الاستقلالية، المشاركة، الرعاية، تحقيق الذات، الكرامة».

كما تتضمنت هذه المبادئ وجوب إتاحة الفرصة لكبار السن للحصول على ما يكفى من الغذاء والماء والمأوى والملبس والرعاية الصحية وإدماجهم فى المجتمع، والاستفادة من رعاية وحماية الأسرة والمجتمع.

وأن تتاح لكبار السن إمكانية الحصول على الرعاية الصحية لمساعدتهم على حفظ أو استعادة المستوى الأمثل من السلامة الجسمانية والذهنية والعاطفية، ولوقايتهم من المرض أو تأخير إصابتهم به.

وأن يعاملوا معاملة منصفة بصرف النظر عن عمرهم أو نوع جنسهم أو خلفيتهم العرقية أو كونهم من أصحاب القدرات الخاصة أو غير ذلك.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى وجود العديد من التحديات التى تواجه كبار السن على مستوى العالم فى الاحوال العادية أهمها «التمييز، العنف وسوء المعاملة، الحماية الاجتماعية، الرعاية طويلة الأجل، الخدمات التى تقدم خصيصا فى سن محددة، المشاركة، إمكانية اللجوء للقضاء، والمعاشات التقاعدية مدى الحياة».

علما بأن عدد الأشخاص الذين تخطوا الـ 65 عاما فى العالم يزيد على عدد الاطفال الذين لم يبلغوا بعد الـ 5 سنوات بحسب تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ومن المتوقع أن يتضاعف عالميا عدد الأشخاص الذين تخطوا الـ 65 عاما مع حلول العام 2050م.

اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الشيخوخة الصحية هى قضية من قضايا الرعاية الصحية وحقوق الانسان ومن القضايا الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء، ولا يقتصر الأمر على العيش طولا فقط بل على عيش حياة صحية أيضا.

ويأخذنا الحديث حول حقوق كبار السن فى العلاج من الإصابة بالفيروس الذى تم تصنيفه وباءً عالمياً وذلك فى ضوء اعتبارين مهمين، الأول، أن تبعات المرض تكون أشد خطورة كلما زاد سن المريض حيث أظهرت الارقام أن نسبة الوفاة لدى المصابين تحت سن الستين أقل من 2%، وبين سن الـ 60 و69 زادت نسبة الوفاة لتبلغ 4.6 %، ومن الـ 70 الى 79 بنسبة 9.8%، وبنسبة 18% للأشخاص فوق الثمانين وفقا لتقرير فوكس نيوز.

الأمر الذى يشكل قلقا فى ألمانيا من انتشار الفيروس لهذا السبب حيث يوجد فيها حوالى 18 مليون شخص فوق الستين، وتُعد ثانى أعلى نسبة لكبار السن بعد إيطاليا.

والاعتبار الثانى، أن التدخلات والمساعدات تركز على الشباب والأطفال وإغفال كبار السن.

لقد كشف الوباء العالمى فى الدول التى تشهد تسارعا فى وتيرة الاصابات والوفيات وعجز فى المعدات الطبية واجهزة التنفس عن مسألة صعبة، وهى من أولى بالرعاية المركزة كبار السن أم الأصغر؟ مما يضع الاطباء فى خيار صعب للغاية لاتخاذ قرار من يعالجه، ومن يتركه ليلقى مصيره بنفسه.

وأيا كان صعوبة الوضع فإن حقوق الانسان لصيقة به منذ ولادته دون أى تمييز، وهى لا تقبل التجزئة، كما أنها لا تمنح من جانب الدولة أو السلطة، ومن ثم فالرعاية الصحية للمسنين والشباب والاطفال حق أصيل لهم دون تمييز لأى سبب كان، ونسأل الله الحماية والشفاء للجميع.