النور المٌقدس.. لما لا يخرج إلا على يد بطريرك الروم؟

أقباط وكنائس

النور المقدس
النور المقدس


يسأل البعض عن "النور المٌقدس" من قبر السيد المسيح؛ هذه الظاهرة العجيبة؛ التي تحدث في كنيسىة قبر القيامة المُقدس في مدينة القُدس، مرة سنويًا في نفس الوقت والمكان، مُنذ قيامة المسيح في عيد الفصح الشرقي الأرثوذكسي بكنيسة القيامة؛ فهي أقدس مكان في العالم كله، حيث صُلب السيد المسيح له المجد ومات بالجسد ودفن وقام من القبر في اليوم الثالث ساحقًا قوة الجحيم بحسب الإيمان المسيحي، وتكشف "الفجر"، عن سبب عدم خروج هذا النور العجيب إلا علي يد بطريرك الروم الأرثوذكس؟ كما تُجيب عن تساؤل أخر هو "لماذا هو الوحيد الذي له الحق الدخول إلى القبر دون عن رجال الكنائس الأخرى؟".

يقول القس بولس حليم، المتحدث الرسمي بأسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن دخول بطريرك الروم الأرثوذكس أو بطريرك من كنسة أخرى يترتب بناءً علي الاتفاقيات القديمة مُنذ زمن حُكم الدولة العثمانية.

وأوضح " حليم" في تصريح إلى بوابة الفجر، إن قبل هذه الإتفاقيات كان الدخول إلى القبر المُقدس في سبت النور مُصرح لبطريرك الأرمن الأرثوذكس؛ وكان ينبعث شعاع النور المُقدس علي يده؛ كما الأن علي يد بطريرك الروم الأرثوذكس.

ويوضح الأنبا نيقولا أنطونيو، مٌطران طنطا، المُتحدث الرسمي بأسم بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، إن بطريركية الروم الارثوذكس هي الكنيسة الأم التي أسسها السيد المسيح في أورشاليم.

وأضاف " نيقولا" إلى بوابة الفجر، أن الصلاحية الوحيدة لبطريرك الروم الأرثوذكس لدخول القبر المقدس يوم سبت النور هو بيان لصحة عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية الرومية.

ويؤكد القمص يوحنا فايز زحاري، كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أستاذ العهد الجديد بالكلية الاكليريكية اللاهوتية في الأنبا رويس بالعباسية، أن كنيسة الروم الأرثوذكس لها السيطرة علي كنيسة القيامة مُنذ زمن قديم.

وأوضح " فايز" لبوابة الفجر، إن السلطات الإسرائلية قد سحبت جميع إمكانيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القُدس من بداية عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، نتيجة الخلافات السياسية بيننا وبينهم ما عدا قصة دير السلطان الذي حصلنا عليه بحكم قضائي بأحقيتنا به بالرغم أن الشرطة الإسرائلية كانت تُخالف هذا الحكم وترغب بتسليم الدير الي الحبشة الي أن تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل هذه المشكة، مؤكدًا أن دير السلطان هي ملكية مصريه وحق لمصر وليست من حق الكنيسة فقط، لافتًا الي أن الحقوق المصرية مطلوب مننا أن نُحافظ عليها.

وأضاف أن كنيسة الروم الأرثوذكس من حقها أن تُحافظ علي مكانها داخل كنيسة القبر المقدس؛ لذا من حق بطريركها أن يدخل القبر في سبت النور ويخرج بالنور منه ليتم توزيعه؛ وعلي كل كنيسة حول العالم من حقها أن تأخذ من هذا النور، مؤكدًا أن هذه القضية سياسية.

واستطرد قائلًا: أن هذا القبر المُمجد يتلألأ كل سنة بالنور في سبت النور، وقد حدث في القرن التاسع عشر، بين سنة 1835، 1840، إذ كان إبراهيم باشا ابن محمد علي رأس العائلة المالكة في العهد العُثماني مصر موجودًا بمدينة القُدس، فوشى إليه أعداء المسيحية أن النور الذي يفيض من القبر كل سنة في سبت النور ليس حقيقيًا.

وتابع: فطلب إبراهيم باشا من البابا البطريرك الإسكندري؛ الأنبا بطرس السابع بأن يتحقق من هذا؛ فسافر البابا إلى القدس، واستقبله الباشا هناك، وهمس في أُذُن البابا قائلًا له "لقد طلبتك ليظهر النور على يديك"؛ ودخل البابا بطرس مع بطريرك الروم ومعهما إبراهيم باشا إلى القبر، وما هي إلا لحظات بعد الصلاة حتى ملأ مجد الرب المكان من داخل القبر وخارجه، حيث شقَّ نُوره عمدان باب القيامة؛ وخرج منه إلى الذين هم في الخارج فهتف الشعب، أما إبراهيم باشا فوقع عليه ذهول واضطراب؛ وهتف قائلًا: " أمنت أمنت"؛ وكاد أن يسقط من خوفه فاستند على البطريرك.

ولفت إلى أن سبت النور ينبثق فيه النور من القبر المُقدس في القُدس، كما تنبأ إشعياء النبي: «وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى...، إيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا.» (إشَ10:11)