قصة الجندي الذى طعن المسيح على الصليب بالحربة

أقباط وكنائس

أرشيفية
أرشيفية


"ايلي ايلي لما شبقتني؛ أي الهي الهي لماذا تركتني"، إحدى الكلمات الاخيره السبعة التي قالها السيد المسيح علي عود الصليب قبل أن يُسلم الروح، وبعد أن مات يسوع قام أحد الجنود الرومان بطعن المسيح بالحربة في جنبه؛ حتي أن يتأكد من أنه قد مات، ويدعى هذا الجندي " لونجينوس" وهو قديس عظيم آمن بالمسيح وهو على الصليب مهانًا ضعيفًا لكنه أدرك أن هذا الضعف كان قمة القوة لأن محبة المسيح لأعداءه على الصليب غلبت كل قوى الشر.

وبحسب الكتاب التاريخ الكنسي (السنسكار)، تعود قصة حياة هذا القديس الي عندما قام ملك طيباريوس القيصر بعتين بيلاطس واليا علي أرض اليهودية وكان لنجينوس أحد الجنود الذين رافقوه، فلما أتي الوقت الذي شاء فيه ربنا أن يخلص الخليقة.

وكان لنجينوس أحد الجنود الذين تولوا أمر صلب رب المجد؛ وحدث بعد أن أسلم السيد المسيح روحه، أن طعنه لنجينوس بحربه في جنبه فخرج منه ماء ودم فتعجب من ذلك وزاد عجبه لما شاهد ظلام الشمس وانشقاق حجاب الهيكل وتشقق الصخور وقيام الموتى من القبور وتحققت لديه الآيات التي فعلها يسوع المسيح من ميلاده إلى يوم صلبه وعندما أخذ يوسف الرامى جسد المخلص وكفنه ووضعه في القبر كان لنجينوس حاضرا وقت ختم القبر. 

وبعدما قام المسيح والقبر مختوم تحير وسأل الله أن يعرفه هذا السر؛ فأرسل اليه بطرس الرسول فأعلمه بأقوال الأنبياء عن المخلص، فآمن وترك الجندية وذهب إلى بلده وبشر فيها بالمسيح وعندما سمع به بيلاطس كتب عنه إلى طيباريوس وأمر بقطع رأسه، فأرسل جنديا إلى القبادوقية لقطع رأس هذا القديس، حيث نفذ الجندي الأمر.

ثم أتى بالرأس إلى أورشليم وسلمه إلى بيلاطس البنطي، وهذا أراه لليهود فسروا لصنيعه، ثم أمر أن يدفن الرأس في بعض الأكوام التي خارج أورشليم، وكانت هناك قد امرأة آمنت علي يد القديس لما بشر بالقبادوق، وعندما ضُربت رقبته شاهدت استشهاده وهي واقفة تبكي، حيث أصيبت بعد ذلك بالعمي؛ فأخذت ولدها وقصدوا أورشليم لتُتبارك من الآثار المقدسة، والقبر المحي عساها تبصر، ولدي وصولها المدينة مات ولدها.

وبعد رحيل نجلها حزنت وأفرطت في الحزن علي حالها وعدم وجود من يعود بها إلى بلادها، وأثناء نومها أبصرت القديس لونجينوس ومعه ابنها الذي مات، فأرشدها إلى المكان الذي دفن فيه رأسه، وأمرها إن تحمله من هناك.

وعندما استيقظت بحثت عن المكان حتى وجدته وحفرت في الأرض فخرجت رائحة بخور زكية، ولما بلغت إلى رأس القديس ابرق منه نور فانفتحت عيناها وأبصرت في الحال، فمجدت السيد المسيح وقبلت الرأس وطيبته ووضعته مع جسد ابنها، ثم عادت إلى بلادها ممجدة السيد المسيح الذي يظهر عجائبه في قديسين.

يذكر أن الجندي لونجينوس هو من أصل يوناني الجنسية من إحدى بلاد القبادوق.