طارق الشناوي يكتب: هل استسلم مهرجان كان؟

الفجر الفني

بوابة الفجر


يبدو أن (كورونا) فرض على الدنيا كلمته النهائية، الأمر الواقع يؤكد أن مهرجان (كان) من المستحيل إقامته هذا العام، برغم أنهم لم يعلنوها صراحة و(على بلاطة).

إدارة المهرجان دخلت فى معركة خسرت جولتين متتاليتين، الأولى عندما أعلنت قبل شهر ونصف الشهر عن إقامته فى موعده 14 مايو، والثانية عندما أرجأت انعقاده إلى نهاية يونيو ومطلع يوليو، ولا تزال فى غمار الجولة الثالثة، أعلنت الإدارة قبل 48 ساعة أنها لن تستطيع الالتزام، حتى بمطلع يوليو، وسط قوانين الحظر فى العالم وبينها قطعا فرنسا، إلا أنها لم تعلن بعد الهزيمة النهائية.

مدينة (كان)، التى كانت تتأهب بعد ثلاثة أسابيع لعرسها السنوى، ستعيش هذا العام أسوأ أيامها، المدينة تتنفس خلال خمسة عشر يوما من كل عام، وذلك منذ أن انطلق المهرجان عام 1946، ولم يخلف موعده سوى عام واحد فقط 68 بسبب مظاهرات الطلبة التى اجتاحت العالم، فتضامنت إدارة المهرجان مع الطلبة وأوقفت الفعاليات، بعض أحاديث يتم تداولها همسا، تشير إلى أن هذه الدورة من الممكن أن تنتقل إلى شهر أكتوبر، لا أتصور أن الأمر بهذه البساطة، المهرجان يعقد وفقا لأجندة دولية، فهو يتبع الاتحاد الدولى للمنتجين الذى يضع الجدول، والعام كله متخم بمهرجانات كُبرى، ومهرجان (كان) يبحث عن خُرم إبرة.

آخر مهرجان دولى ضخم حضرته هو (برلين) وظل حتى نهاية أيامه مع مطلع مارس بدون أن تعثر على كمامة واحدة بين الجمهور، الآن أصبح من الصعب أن تلمح إنسانا فى الشارع الأوروبى بلا كمامة، أول مهرجان دولى عالمى أكد أنه سيعقد فى موعده وهو (فينسيا) من 2 حتى 12 سبتمبر، كما أن (الجونة)، والذى اختار منظموه الأسبوع الأخير من سبتمبر، سيصبح هو المهرجان المصرى والعربى الأول الذى سيواجه كورونا، المشكلة أن منظمة الصحة العالمية تشترط قبل الانتقال من بلد إلى بلد العزل خمسة عشر يوما، وهذا الالتزام لو لم تتراجع عنه المنظمة الدولية، فلا يجوز فى حالة استمرار تطبيقه الحديث عن إقامة أى مهرجان. سيظل شبح كورونا مسيطرا على المشهد، حتى لو وجد علاج ناجح للفيروس، الخوف من العدوى لن يموت، طالما لم يتم اكتشاف مصل، بعض المتفائلين يؤكدون أن شهر سبتمبر سيشهد هذا المصل، والأغلبية ترى هذا الخبر مجرد (فنكوش)، وفى حالة بقاء الحال على ما هو عليه ستظل الإجراءات الاحترازية مهيمنة على المشهد، دور العرض مثلا ربما تفتح الأبواب فى عيد الفطر، أكرر ربما، فهى ليست أبدا معلومات، ولكن مجرد تكهنات، وسيظل الباب مواربا، بمعنى أن القاعة التى تتسع لنحو 200 مقعد، لن يسمح بالدخول لأكثر من 50، حتى لا تتحول دور العرض إلى بؤرة لانتشار الجائحة.

الحياة التى توقفت ستعود بالضرورة تدريجيا، آخر من سيعود هو التجمعات البشرية، الثمن فادح جدا، بينما الفيروس يرقص فرحا على إلغاء كل الفعاليات والتجمعات البشرية وحتى إشعار آخر عندما يتم اكتشاف مصل واق، ولكن قبل ذلك (انسى)!!.