ما هي مبادرات دار الافتاء لدعم الفقراء خلال أزمة كورونا؟

تقارير وحوارات

مفتي الجمهورية شوقي
مفتي الجمهورية شوقي علام


أطلقت دار الافتاء المصرية عددا من المبادرات الخيرية التي دعت فيها جموع المسلمين لدعم الفقراء والعمالة المتضررة من وقف الأعمال بسبب فيروس كورونا، كما دعت لتعجيل الزكاة، وزيادة الصداقات وإخراج أموال عمرة رمضان لصالح أعمال الخير أو دعم الدولة في مكافحة كورونا.

1- كأني اعتمرت
أطلقت دار الإفتاء حملة (كاني اعتمرت) لدعوة المعتمرين الذين منعتهم الظروف هذا العام عن أداء المناسك لكي يتصدقوا بتكلفة العمرة، أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، إن الظروف منعت كثير من المصريين من العمرة هذا العام بسبب فيروس كورونا،

أضاف شوقي، أن الأعداد المعتمرين هذا العام 800 الف، أن تكلفة العمرة لهذا العدد ما يقرب من 3 مليار جنيه، أنه أطلق مبادرة يتمني من الله أن تنتشر من خلال التبرع بهذا المبلغ إلى الدولة أو أعمال الخير لمواجهة فيروس كورونا

أكد المفتى، من كان ينوى العمرة هذا العام له يتبرع بقيمتها للفقراء والمتضررين من العمالة اليومية، بعد ما قررت السلطات السعودية تأجيل العمرة، أن التصدق في وقت الأزمات وفك كربات المحتاجين أعلى للثواب عند الله سبحانه وتعالى.

2- هاشتاج الصدقة 
أطلقت دار الإفتاء المصرية هاشتاج بعنوان "الصدقة أولى"، كدعوة تبرع للوطن ولأبنائه من الذين تقدموا لأداء العمرة الرمضانية والاغنياء، أن ثواب الصدقة سيكون مثل العمرة لأن العمرة نافلة أو سنة وإطعام الطعام وتفريج الكربات وهموم الناس ثوابه أعظم عند الله.

أكدت دار الإفتاء، فى الهاشتاج الذى دشنته، أن الصدقة لكفاية وسد حاجة الفقراء والمساكين والذين فقدوا أعمالهم بسبب توقف حركة الحياة لها ثواب جزيل من الله تعالى؛ لتحقيق مقصد من المقاصد الشرعية بإحياء النفس، وهي تطبيق لقاعدة الساجد قبل المساجد، والإنسان قبل البنيان.

3- رسوم متحركة
نشرت وحدة الرسوم المتحركة بدار الإفتاء المصرية فيديو موشن جرافيك بعنوان: "الصدقة أولى"، كشفت الدار في فيديو الرسوم المتحركة، في ظل انتشار كورونا والالتزام بتعليمات السلطات السعودية بتأجيل العمرة، ترعي الشريعة الإسلامية في مقاصدها المصلحةَ العامة وقدمتها على المصالح الخاصة، أنه خلال هذا الوقت انتشرت المشاكل الاقتصادية 

انتشرت مظاهر الفقر، فإن كفاية الفقراء، وكفالة الأيتام، وعلاج المرضى، وسداد ديون الغارمين، وغير ذلك من وجوه تفريج كربات الناس وسد حاجتهم، كل ذلك مقدم على نافلة الحج والعمرة وأكثر ثوابًا.

نشرت الدار في الفيديو حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا».

4- تعجيل الزكاة 
كشفت دار الإفتاء المصرية، أنه يشرع تعجيل الزكاة في هذه الأوقات التي تمر بها مصر وبلاد العالم بسبب انتشار وباء فيروس "كورونا"، لدعم الفقراء وسد الفاقة، وإعمال المصلحة التي تستوجب التعجيل كما ورد في السنة النبوية المطهرة.

وأضافت الدار، في فتوى، هذا هو مذهب جماهير الفقهاء وعليه العمل والفتوى، إظهارا للدعم في أوقات الأزمات، وثواب الزكاة المعجلة يكون في هذه الحالة أعظم بسبب تفريج الكروب وإغاثة الملهوفين وسد حاجة المعوزين

وأشارت الفتوى، أن الأصل في الزكاة هو مصلحة الفقراء وسداد فاقة المحتاجين حتى يتحقق المقصد التكافل الاجتماعي، ويحصل الاكتفاء الذاتي، وتظهر العدالة المجتمعية، وتقل الفوارق الطبقية، وتحل المشكلات الاقتصادية، وتزداد زيادة الإنتاج وتضعف البطالة؛ فتتقدم أحوال الأمم والشعوب

وأضافت الدار، أن العالم يمر بكساد اقتصادي بسبب الإجراءات الوقائية التي تتبعها الدول لمنع عدوى فيروس كورونا منها مصر، تسبب الفيروس في ركود معايشة الناس وأرزاقهم، وزادت حالة الفقر ووسع الفاقة، اشتدت حاجة الفقراء والمساكين إلى أموال الزكاة لمواساتهم ونجدتهم.

واستدلت دار الإفتاء على جواز تعجيل إخراج الزكاة في أزمنة القحط والأوبئة، ما أخذ به جمهور الفقهاء، فعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "أن العباس رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل، فرخص له في ذلك".

ما روي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمر رضي الله عنه على الصدقة، فأتى العباس رضي الله عنه يسأله صدقة ماله، فقال: "عجَّلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقة سنتين، فرافعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "صدق عمي؛ قد تعجلنا منه صدقة سنتين".