طارق الشناوي يكتب: لا يعرفون الله

الفجر الفني

بوابة الفجر


نتابع (البرومو) لأكثر من مسلسل في عدد من المحطات الفضائية، ولدينا عدد آخر، يجرى الآن استكمال تصويرها، وبعضها تفرغ مخرجوها لاستكمال المونتاج حتى يعاودوا الأيام القادمة تنفيذها، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة وضع كل الإجراءات الاحترازية، الأعمال التي ستكتمل كما يقول نقيب الممثلين أشرف زكى لن تتجاوز 25%، مما هو كان منتظرا.

لم تصدر الدولة قرارا ملزما بالإيقاف، الملزم فقط هو منع تصوير المجموعات طبقا لقرار رئيس الوزراء، وترك أمر الأعمال الفنية لما يراه فريق الإنتاج مع المشاركين من الفنانين والفنيين، بينما دور العبادة، المسجد والكنيسة، صدر قرار رسمى من الأجهزة المعنية بتعليق الصلاة، حتى صلاة الجنازة تمت مراعاة تقليل العدد لأقصى حد ممكن، وهو ما شاهدناه مؤخرا، في وداع الفنان الكبير جورج سيدهم بالكنيسة، في الأحوال العادية كانت ستتحول إلى جنازة شعبية.

على (السوشيال ميديا) بدأنا نقرأ، هل يجوز إلغاء صلاة الجماعة في المسجد والكنيسة بينما يسمح بالذهاب للأستوديو؟ هل استكمال العمل الفنى أجدى، أم إقامة الصلاة في بيوت الله خاصة في تلك الأيام التي يستجير فيها الجميع بالعلى القدير؟

مؤكد تلك المعادلة المتعسفة ليست بريئة، وهى أيضا كثيرا ما تُطرح بعدة طرق، ومهما تعددت المواقف فلم يكن أبدا (كورونا) سوى (تلكيكة) لإعادة ترديد تلك النغمة النشاز.

لا مفاضلة بين دور العبادة والأستوديو، صحة الإنسان هي الهدف الأسمى، الوظائف الحيوية لم تتوقف، عامل القمامة والصرف الصحى والأطباء والممرضون والخبازون والسائق والكمسارى وغيرهم، الكل يغادر بيته عند الضرورة، لأنه لا بديل أمامنا، وبات علينا أن نصلى في بيوتنا، وإذا كنت صحفيا وغير مطالب بأن تغادر فأنت تكتب من البيت، بينما هناك زميل آخر لى بحكم الضرورة يتابع العمل داخل الجريدة.

المسلسل، الذي يتم الآن استكمال عدد من مشاهده، وجد فريق العمل أن الأجدى لهم- مع كل الإجراءات الاحترازية- هو الذهاب للأستوديو.

مكان التصوير مثل المصنع والفرن والمستشفى ضرورة، لأن هناك مستهلكا، وهو المشاهد، من حقه أن يلتقى مع الفنانين الذين ارتبط بهم في رمضان، بل إن المشاهد الذي صار حبيسا في بيته أصبح متشوقا أكثر لرؤية الأعمال الدرامية، البعض سوف يحسبها اقتصاديا، ولا بأس من حساب الأرقام، بعد عدد من الأسابيع تطول أم تقصر، ستعود الحياة في العالم كله إلى إيقاعها الطبيعى، وكل تلك الإجراءات مع الزمن سنتحرر منها، وطبعا سيختلف المعدل بين دولة وأخرى وقطاع وآخر، وكلما كانت إجراءات الحظر غير معوقة سنجد أن زمن التعافى قد تقلص بمعدل أكبر. بمجرد أن ينتهى هذا الكابوس سيدخل العالم في كابوس أشد إيلاما وقسوة وهو من يسدد الفاتورة؟

سندفعها جميعا وبالتحديد الفقراء، هؤلاء هم الضحايا لأى أزمة، الامتناع عن الذهاب لدور العبادة لا يعنى أننا فقدنا التواصل مع الله الذي يستجيب لدعائنا وصلاتنا في دنيا الله الواسعة، بينما من يريدون وضع الأستوديو مقابل الجامع والكنيسة، فهؤلاء قطعا لا يعرفون الله