حمدى نصر يكتب: مديرتى العزيزة.. شكرا

ركن القراء

بوابة الفجر


فى ظل هذه الأجواء المشحونة ومخاطر الاصابة بعدوى فيروس كورونا المستحدث ومطالبات كبار رجال الأعمال باستمرار العمل بمصانعهم وشركاتهم وأن الخسائر أصبحت لا تحتمل وجميعهم يئن ويشكو تعطل العمل وتجاوز الخسائر الحدود.

يشعر العمال لدى رجال الأعمال هؤلاء بالكسرة وانحياز رب العمل الى زيادة رأس ماله بغض النظر عن مشاركة العاملين مخاوفهم أو احتمال اصابتهم بالوباء المتفشى بشكل بالغ الخطورة ويهدد الجميع.

فى مثل هذه الأجواء تجد رجل الأعمال قد اتخذ كافة الاحتياطات الأمنية والصحية وابتعد عن الجميع وعزل نفسه وطهر كل مليمتر من حيز حياته الضيق من حيث الاصل وعلى الرغم من ذلك يبادر الى مهاجمة مخاوف الناس والعاملين لديه ويهدر على الناس حقهم فى الحياة بل ولا يجد غضاضة فى البوح بأنه لا مانع من موت بعض الناس حتى لا يصيب الدولة  الفقر وقد فعلها ماو تسى تونج حين قال إن قتل بعض الملايين الأن هو تضحية مقبولة لتعيش الأجيال القادمة بشكل أفضل وفى سبيل ذلك جعلهم يأكلون كل شىء يمشى على وجه الأرض وحتى الأجنة الميتة.

فهل نسى مثل هؤلاء بلادهم التى زاد مالهم من فترات رخاء الدولة واستقرار أعمالهم ومساعدة الدولة وما يحصلون عليه من دعم حكومى لضمان نجاحهم وأنه أصبح عليهم تحمل عبء بعض العمال لفترة كما استفادوا من عرق جبينهم فترات.

وعلى الجانب الأخر من تلك الوجهة تجد العاملين ينتابهم الهلع ولا يدرون اى خيار يختارونه فلا خيار جيد فى الأمر كلا الخيارين مر إما الفقر والجوع أو العمل وتقبل ظروف العمل ومخاطرها.

وسط كل هذه الأحداث تجد رجل أعمال من نوع أخر يتحرك بشكل جيد ويطمئن عماله وموظفيه ويعلن أنه سيتحمل كافة الخسائر بل وسيصرف كافة المرتبات وأن اولوياته تنحصر ضمان حماية العاملين لديه من الوباء فيحظى بحب ودعوات الجميع ويقدم للمجتمع خدمة انسانية تحظى ببالغ الاحترام، وكل تلك العينات تختلف عن شخصية المرأة المديرة التى شهدت أفعالها بعينى وللأسف لم أكن احظى سابقا بمديرة.

تقف تلك المرأة وسط الشركة وتطلب من الموارد البشرية حصرا لجميع العاملين وحالتهم الصحية وتطلب من كل إدارة ألا يعمل موظف أكثر من ثلاثة أيام وتبكير انصراف الجميع واتخاذ كافة اجراءات التعقيم والتطهير لجميع أرجاء مكان العمل وتشرف بيديها على كل شىء وتمنح المرضى اجازة مفتوحة بمرتب كامل لحين انتهاء الوباء وتكمل الشركة مسيرتها فى خلال الأزمة وتباشر الشركة نشاطها وفى كل ذلك لم تنصرف باكرا ولم تغب يوما عن عملها مثل بقية العاملين وطمأنت الجميع واراها تبحر بقاربها بشكل جيد ومنقطع المثيل .

لا أجد شكرا كافيا على حنكتها وقوتها فقد اعطتنى مثالا لحنكة الإدارة بدلا عن العويل والبكاء والتهديد بتسريح العاملين وهدم المجتمع، كل الشكر لتلك المرأة المصرية المدبرة والمحنكة والقائدة عند اللزوم.