مينا صلاح يكتب: مهتز قطر.. يهوذا العصر

مقالات الرأي

الكاتب الصحفي مينا
الكاتب الصحفي مينا صلاح


ربما لم يصل إلى مسامعي نموذجا ينطبق عليه الأكثر خسة في البشرية، مثل يهوذا أحد تلاميذ السيد المسيح، الذي باعه بثلاثين قطعة من الفضة إلى اليهود، ليسلمه إلى الجلد والصلب، في أسبوع هو الأشد بئسًا وحزنًا على الكنيسة تحيي ذكراه سنويًا، لتتذكر طريق الألام الذي سار فيه المعلم الصالح، ولكني هنا أمام نصف نموذج، فيهوذا حين اشتشعر خسته شنق نفسه وندم، وألقى بثمن خيانته في الهيكل، فبتسليمه لسيده وانتحاره حقق نبؤات أرميا النبي، ولكننا اليوم نرى يهوذا جديدًا، لم يبع نبي، ولا مرسل، بل باع وطن بأكمله، باع شعبًا، وأخذ سكينا ينبح كالكلب المصاب بسعار العملة الخضراء، حتى أصبح متطوعًا على رأس الخونة، يوجه مرضى النفوس، ويتآمر مع العملاء، ويتحد في صف الأعداء، ضاربًا بكل معاني الوطنية عرض الحائط، فقط أصبح عاهرة تقدم خدماتها لمن يدفع أكثر.

  

مهتز قطر، فتى الشرق المجنون، الذي لا يجيد سوى لغة "الردح" يخرج إلينا بفروته البيضاء يوميًا مدعيًا الأكاذيب، التي يطهيها لأسياده في مطبخ النجاسة الإعلامية بتركيا، التي أكسبته الإقامة فيها عن جدارة واستحقاق لقب العاهرة الإعلامية، التي يضاجعها العامة ليلا، وتدعى الشرف نهارًا، دون كلل أو ملل، فلا يهمها من يرافقها الليلة، المهم من يدفع، من يمول، وكم تبلغ فاتورة حساب الخسة والخيانة،  فـ"المنيو" أصبح دسمًا بأشهى أكلات الإدعاء والتزييف، ولكل  وجبة حساب، فالفأر الهارب أصبح شيفًا في الدعارة الإعلامية دون منافس، يراه منافسيه في شاشات الدم أيقونة يجب الإقتداء بها.

 

يخرج مولولًا، باكيًا، معتمدًا على الصراخ، عارضًا تسجيلات، وشهادات مفبركة، فهو لا يعمل بمفردة، وإنما تخدم عليه ماكينة إعلامية ضخمة، من الخونة، والمرتزقة، يصنعون مادة إعلامية معادية ويطلقونها عبر السوشيال ميديا لتمدح في صدقها اللجان الإلكترونية، ثم يتناولوها بعد أيام من خلال مهتز قطر، ليهيء للعامة أنه كشف المستور، وأنه يعرض ما لايجرؤ أحد على تناوله.

 

لن أستعرض لكم قذارة الهاربين في قطر وتركيا، بداية من التحرش بأحد المعدين، ولا واقعة تسهيل الاتجار في الحشيش مقابل 75 ألف دولار، ولا افتعال قصص ألحقوني أخويا في المعتقل يا خلق، ولكنى أسألك قارئي هل سمعت يومًا اسم عزام التميمي؟َ!


هو عراب الاستخبارات القطرية، الشيطان الأعظم في توظيف أموال الدوحة بالقنوات التركية، يدير "مقملين" و"الحوار"، ويباشر "الشرق"، التي يترأسها الهارب أيمن نور، معروف بكرهه الشديد لمصر، وولائه لتنظيم الإخوان الإرهابي،  فأصبح هو الرجل المناسب، ليتابع عن كثب خطط اللجان والكتائب الإلكترونية، التي تهاجم مصر نهارا جهارًا، فضلا عن أن قطر اشترت له شركة لتوريد أجهزة البث الفضائي، للتحكم في قنوات الجماعة بتركيا، ومن هنا أصبح هو المتحكم الأول في التمويل، لذا أصبح هو محل اهتمام الخونة، الذين يتكالبون على وطنهم مقابل إرضائه، حتى يلقي لهم سرة من الفضة على الأرض الملوثة بالشائعات، مقابل بث الفتن وتهييج الناس، وتأليب الرأي العام، ظنًا منه أن نباح الكلاب قد ينال من عزيمة المصريين، وهو مدركًا تمام الإدراك أن شعب مصر العظيم وقيادته السياسية، لن يلتفتوا إلى البناح، فدويلة تعدادها
300 ألف، كيف ظنت أنها قادرة على إعادة صياغة تاريخ أغلى أسم في الوجود، التي ذكر القرآن الكريم أن أهلها في رباط إلى يوم الدين، التي قيل عنها في كتاب الله أن بها خير أجناد الأرض، التي بارك الإنجيل شعبها، وبارك الله في كل زمان وأوان.

 

والسؤال إلى مشاهدي الشرق ومكملين والحوار وغيرها، إلى المنبهرين بمهتز ورفاقه، هل سألتم لما لا كل هذه التمويلات تنفق عبر الشاشات من أجل الهجوم على مصر فقط؟! دون الهجوم مثلا على السياسيات الدولية تجاه القضية الفلسطينة، أو الهجوم على الكيان الصهيوني، ولماذا يخرس الأراجوزات ألسنتهم عن ما يحدث في ليبيا وسوريا، من قوات المغتصب أردوغان، من قتل لسلب لهتك عرض النساء، فقط أعزائي أنهم ينفذون أجندة الدفاع عن الخليفة العثمانلي، ويقودون مخطط التقسيم باحترافية، أعيدوا النظر يرحمكم الله.

 

هؤلاء القابعين خلف خطوط العدو، هم الذين باعوا الأرض والعرض، هم من يستغلون البسطاء، من أجل التخديم على قضاياهم السياسية النجسة، وعلى رأسها النزول إلى الشوارع، والتي لقنهم الشعب المصري فيها درسًا قاسيًا في كل مرة دعوا إليها، وصولًا بمطالبهم للتظاهر في زمن الكورونا، للعمل على تفشي العدوى بين المواطنين، ليخرجوا بأبواقهم شامتين في الحكومة المصرية، مستكملين خطة الخسة، ولكن "إن ربك لبالمرصاد"، ولا ولم ولن يخيب ظن شعب وجيش وقيادة مصر فيه سبحانه، فهو العلي العظيم.

 

مصر التي كلما حققت إنجازًا أصابت مهتز ومن يمولوه بالجنون، مصر التي أعطت للعالم درسًا في 30  يونيو أن لها حراسا يضربون بيد من حديد كل من يعبث بمقدراتها وشعبها، مصر التي قاد رئيسها عبدالفتاح السيسي قاطرة شعبها من الهلاك إلى بر الأمان، مصر التي خضبت دماء أبنائها الأبطال من الجيش والشرطة كل شبر في أرضها للحفاظ على أهلها، مصر التي نسفت البينة المتهالكة، ونفذت بنية متطورة، مصر التعليم، مصر الصحة، مصر الأمن، مصر النمو الاقتصادي، مصر الاستثمار، مصر الصناعة، مصر التجارة، مصر التي أعادت أبنائها من بؤة كورونا، ولبت النداء، مصر فندق استضافة عابر السبيل وضال الطريق، العربي والعجمي، مصر التي صدرت الخير إلى الدنيا، هي الكبيرة العظيمة، التي لا تلتفت إلى مهاترات خراف المرشد والتنظيم، مصر الشهامة والكرامة، التي تعلو رايتها كل الأمم.

 

أنصح مهتز قطر ورفاقه، إن لم يشنقوا أنفسهم ندمًا، أن يبحثون عن عملًا جديدًا يوظفون به المال القطري الحرام، يتشاركون في ملهي ليلي، يقدم كل منهم نمرة استعراضية، لزواره، فشذوذ الفكر لن يختلف كثيرًا عن شذوذ الجسد. 

 

عذرًا لم أذكر أسمك لكونه لا ينطبق على صفاتك، وربما استخدمت التوصيف الأدق لوصفك الوضيع..