"مافيا الأبحاث" تبيع "الوهم أون لاين" بـ200 جنيه مقابل المشروع الواحد

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بينما تواجه أجهزة الدولة المصرية أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، بتعطيل أغلب المصالح الحكومية، خاصة التعليم، ظهر بعض المنتفعين، الذين يلهثون خلف التربح من هذه الفترة الصعبة، لجنى المال، مستغلين تخوف أولياء أمور التلاميذ من القرارات الجديدة، والمتعلقة بمستقبل أبنائهم الدراسى.

وقبل عدة أيام، أعلنت وزارة التربية والتعليم، عن الاكتفاء بالفصل الدراسى الأول، فى جميع سنوات التعليم الابتدائى والإعدادى، وتحديد النجاح على أساس اجتياز مشروع بحثى لكل مادة، وأوضح الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أنه سيعلن عنه خلال أيام.

وبمجرد تداول وسائل الإعلام تصريح الوزير، بدأ تجار «السبوبة» فى الترويج إلى توفر مشروعات الأبحاث لديهم، وأنشأوا مجموعات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى لهذا الغرض، كما بدأوا الترويج لذلك فى أسواق المستلزمات المدرسية.

لذا، تقدم النائب فايز بركات، بطلب إحاطة حول وجود صفحات مزورة، تحمل اسم وزارة التربية والتعليم، تروج لبيع الأبحاث جاهزة، مقابل 200 جنيه فقط للبحث الواحد.

بدورها، قامت «الفجر» بالاتفاق على شراء مشروعات البحث التى تباع عبر السوشيال ميديا وبالمكتبات، للتعرف على محتوياتها ومصادر حصولهم عليها وأسعارها. فى البداية رصدنا مجموعة عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تحت اسم «دفعة المشروعات البحثية 2020».

تواصلنا مع المسئول عن المجموعة، زاعمين الرغبة فى شراء مشروعات كافة المواد، فطلب منا إحضار فلاشة ولقائه بإحدى مكتبات منطقة شبرا، تحمل اسم «المصطفى»، للحصول على نسخة إلكترونية خاصة من مشروع كل مادة، مقابل 25 جنيهاً للمادة الواحدة، وطالبنا بالسؤال عن شخص يدعى «سيد شيكا».

وعندما أبدينا رغبتنا فى الحصول على النسخة مطبوعة، أوضح لنا أن وزارة التربية والتعليم قررت أن تسلم المشروعات عبر موقع إلكترونى إلى المعلمين، لتقييمها، مشددًا على أنها معلومات مؤكدة، وصلت إليه من أحد الموظفين العاملين بالوزارة الذى ساعده فى الحصول على النماذج، مقابل نسبة من الأرباح.

وحول محتوى هذه الأبحاث، قال: إنها تضم موضوعات تعبير لمادة اللغة العربية، ونماذج لمسائل عن المنهج وحلولها فى مواد العلوم والرياضيات، ورسم خريطة وكتابة الدول والقارات عليها، بحسب كل مرحلة دراسية فى مادة الدراسات الاجتماعية.

ومن صفحات «السوشيال ميديا» إلى الواقع، رصدنا إعلانات بمنطقة الفجالة، يفيد بتوافر مشروعات الأبحاث لطلبة جميع السنوات الدراسية، من الأول الابتدائى وحتى الثالث الإعدادى، على الفور، توجهنا إلى أحد مكتبات المنطقة، وبدأنا فى السؤال عن كيفية توفير المشروعات، بينما لم تعلن عنها الوزارة بعد، فأجاب أحد التجار: كل عام تخرج الكتب الدراسية من هنا قبل أن توزع فى المدارس، وبالتبعية نحصل على المعلومات المتعلقة بالمناهج الدراسية والامتحانات قبل أن تعلن بشكل رسمى.

وحال طلبنا شراء بعض المشروعات، قال لنا تاجر يدعى أحمد، إنه يوفر نماذج يمكن الاختيار من بينها لمواد اللغة العربية والرياضيات والعلوم فقط، وأرشدنا إلى مكتبة مجاورة تبيع مشروعات باقى المناهج، وأوضح أن سعر النموذج الواحد 65 جنيهاً، ويمكن الحصول على أكثر من نموذج بسعر مخفض، من خلال «سى دى» يضع عليه المشروعات التى نقوم باختيارها، محذرًا من طباعتها أو بيعها ورقيًا، حتى لا يتم تداولها من قبل مكتبات التصوير والطباعة.

الغريب، أن الأمر لم يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعى والمكتبات المدرسية فحسب، إذ رصدنا مواقع إلكترونية توفر أكثر من 1200 بحث تعليمى، لتقديمه إلى مدرسى المواد، وتضم هذه الأبحاث معلومات عن الانفجار العظيم وتطور البشرية والأنواع المهددة بالانقراض والبصمات والبروتينات والبرج الشمسى، بالإضافة إلى معلومات عن النظرية النسبية وأينشتاين، وكذلك مئات موضوعات التعبير، عن عقوق الوالدين والتدخين والبيئة والتلوث.