مينا صلاح يكتب: "البغبغان الأزرق" في خدمة الإعلام المأجور

مقالات الرأي

بوابة الفجر


لم يكتفى أخطبوط التغريدات القصيرة، الأكثر شيوعًا حول العالم "تويتر"، بتوظيف المال السياسي من أجل طمس الحقائق وتكميم أفواه الأراء التي لا تمده بملايين الدولارت، حتى طالت حملاته المشبوهة المؤسسات الإعلامية والصحفية، حد التشهير، من المنتقدة لمحور الشر المتمثل في إيران وقطر وتركيا فقط، عن غيرها من البلدان، دون الاكتراث في الإفصاح عن تفاصيل حجب الحسابات، غير أنها لاتتبع سياسات الاستخدام فقط، ولكن عن أي استخدام يحدثنا عملاق التسويق الخبري في العالم؟!

 

بدأ تويتر في توفير خدماته، لا لمن يستخدم أفضل، بل لمن يدفع أكثر، لمن يريد إعلان الحرب الإعلامية، فهو الحكم والفيصل في الحروب النفسية، وهو الأداة الأخطر لتبني حروب الجيل الرابع، من شائعات، أو تضليل، لن أحدثكم عن غياب تدقيق المعلومات فيما ينشر على هذا الموقع الأزرق، بل سأحدثكم عن أولويات حقوق المستخدمين، في معرفة أسباب مسح حساباتهم، أولا، وعدم الاكتفاء ببيانات مرسلة، لا تحمل الحقيقة ثانية، في سابقة تعد هي الأكثر خطورة على البشرية، وتعقيدًا على الدول عفيفة اليدين التي تملك إعلامًا شريفًا لا يفقه في لغة التمويل أو التوجيه، كالذي تشهده مصرنا الغالية.

 

أعلن تويتر الحرب، على العالم العربي، بعد 4 سنوات من تأسيسه، ليروج لأحد خدمات صحافة المواطن، دون أن يفرض قواعد لتنقية الكذب من الحقيقة، والإدعاء من اليقين، معتمدًا فقط على طرق تكنولوجية متطورة تساعده في الانتشار بين كل بلدان العالم في ثوان معدودة، ليتولي مهامها حملات مأجورة تسدد فواتيرها من جعبة الدويلة، وكباريهات أنقرة، بواسطة مأجورين من ضعاف النفوس، حتى بدأ الوعي التكنولوجي في التزايد، ليصبح لدولتنا درع وسيف على الجبهة، وعقلا وفكرا على  الكيبورد، نكشف الأكاذيب، ونصحح المفاهيم، ونفضح الإدعاءات، ليلجأ من يمول ذلك الموقع الأزرق، وحملاته إلى الحلول الجذرية، بحجب حسابات المؤسسات الصحفية الوطنية، التي تثأر لهيبة وطنها، وتكشف مخططات عدوها، بعد أن أصبح المأجورين الـ 10  منهم بـ50 سينت على كورنش الدوحة، حدث ولا حرج لا تأثير ولا لهم أهمية في ترويج وتبني الكذب على نحو كبير.

 

بدأ تويتر حملة واسعة من المضايقات، طالت موقعنا العريق، الفجر الإخباري، الذي أشرف بالعمل تحت رايته، ومظلته، حيث قام بحذف كل حسابات الصحفيين، ومسئولي التحرير، ورئيس التحرير، ليلحق به في نفس الساعة، فيسبوك ليضيف على ما فعله إغلاق الصفحات الخاصة بالمؤسسة، والجروبات المعنية بتنسيق مهام العمل، ليشاركهما إنستجرام، في سباق هو الأغرب لمعقابة موقع الفجر، على ما يبناه من موضوعات تتناول طرحا إعلاميا ينتقد دويلة قطر، وسياسات تركيا، ومنهجية إيران، وبعد محاولات شاقة لمعرفة الأسباب خرج إلينا بيان مهترئ يزعم أننا ننتقد تركيا وقطر وإيران، لنؤكد جميعًا أن هذا الأمر هو شرف مساندة الدولة، قلبا وقالبا، حيث طلبنا منهم بيانا تفصليًا بالأسباب، ليغلقوا باب التساؤل في وجهنا، وعلى رأسهم تويتر، وربما أن ما تلقته المنصات الثلاث من تمويلا كان كافيًا، ليمنعونا من تدشين حسابات جديدة، في سابقة هى الأخطر، تعكس انفصام إدعاء ما أوسعونا حديثًا عنه في حرية الرأي والتعبير.

 

واليوم، وبعد مرور عدة أشهر، ربما أوجع المنتج المعروض من الفجر، على طاولات منصات الأخبار العربية، من يمول الحملات الممنهجة المضادة ضدنا، ليخرج علينا تويتر ببيان هزيل مرسل، يخوض في سمعة الفجر ويشوه صورتها عالمية، معلنًا إغلاق قرابة 2500  حساب، مدعيًا أنهم للفجر، فإذ نتحدى الموقع الأزرق أن يخرج علينا بأدلة قاطعة، تجزم أن مؤسستنا على صلة بهذه الحسابات أولا، وتكشف أسباب الحرب علينا ثانية.

 

ونصيحتي إلى القائمين على تويتر، لما لا تستبدلون اللون الخاص بعلامتكم التجارية من الأزرق للأخضر، مع استبدال رأس اليمامة برأس جورج واشنطن، فسيصبح متماشيا أكثر مع ما تتبنوه من حملات مدفوعة لتكميم الأفواه، وتكبيل الرأي بسلاسل الرقمنة.

 

أما نحن في موقع الفجر، إن راهنتم على عودة حساباتنا مقابل، ترك قضيتنا، فإذهبوا بشبكاتكم المشبوهة إلى حجيم مقابر مصر، ولنبقي نحن بقضايانا ومبادئنا حتى وإن أغلقتكم ألف باب، فسنجمع صالة التحرير، وسنتقدم بطلب عاجل لرئيس التحرير بأن يستبدل أقلامنا، وأجهزتنا الإلكترونية بعلب ألوان، لندون  فضائح محور الشر على الجدران والطرقات في كل شوارع المحروسة.


وستضمي مصرنا أبية، شامخة، نحو غد هو الأفضل، يعبر بسفينتها الربان عبدالفتاح السيسي، وجيشها العظيم، إلى بر الأمان، بأهلها، وحاضرها، نحو مستقبل أشرقت شمسه، وتعامدت على حضارة الأجداد، عظيمة لا تلتفت للصغار، محققة الإنجازات رافعة راية النصر.