تنبأ بكورونا وعلاجه.. "العراب" وحيدا فى ذكراه الثالثة (صور)

محافظات

قير أحمد خالد توفيق
قير أحمد خالد توفيق


"‏سيكون مشاهد جنازتي جميلة ومؤثرة لكني لن أراها للأسف برغم إنني سأحضرها بالتأكيد" جملة سطرها الدكتور الراحل أحمد خالد توفيق الملقب بـ"العراب"، قبل وفاته يوصف خلالها مشهد جنازته.

الأحد 2 إبريل 2018، جنازة مهيبة شيعت "العراب"، عن عمر يناهز 55 عامًا، من مسجد "السلام "بمسقط رأسه ومحل إقامته بمدينة طنطا، بعدما أثرى المكتبة العربية، بكثير من مؤلفات أدب الرعب والخيال العلمي والفانتازيا. 

أوصى أن يُكتب على قبري (جعل الشباب يقرأون) "ليذكر أبنائه ألا يتركوه وحيدا وكانوا على الموعد معه دائما فى كل ذكرى عقب وفاته إلا أنهم حجبوا عن رؤياه هذا العام والسبب فى مرض تنبأ به فى فصل بعنوان "وفاة فيروس" بدأ أحمد خالد عن خطورة الفيروس في مصر قائلًا: "لا أشعر أن مشكلة فيروس كورونا خطيرة لهذا الحد إذا وصل إلى مصر والسبب سأشرحه حالًا: هناك درجة معينة من سوء الأحوال الاقتصادية قد تحميك من الأخطار، الأطفال الأفارقة تخزن أجسامهم "الافلاتوكسين" سم الفطريات، في صورة غير سامة في البداية، تحتاج هذه المادة إلى بروتين كي تعطينا السمية الكاملة، هذا لا يحدث بسبب سوء التغذية وقلة البروتين، عندما تتحسن الأمور نوعًا ما يأكل الصبي اللحم، ينشط الافلانوكسين، ويحدث سرطان الكبد! هكذا تجد أن الجوع يحمي الأطفال السود من سرطان الكبد، فهل يحمينا جو مصر من الفيروس؟ يمكننا تخيل ما حدث".

وأخذ العراب يحكي قصة كورونا بداية من وصوله مصر ثم محاولة نيله من الجهاز المناعي للمصريين، فقال: "عندما وصل الكورونا إلى مصر، كان يحمل هذا الاسم المخيف MERs-Co  ومعناه (المتلازمة التنفسية الخاصة بالشرق الأوسط الناجمة عن كورونا)، هبط من الطائرة وهو يتحسس شاربه في ثقة كما يفعل مستر اكس في الأفلام، غدا سوف يغزو البلاد وتمتلئ عنابر المستشفيات".

وأوضح أحمد خالد توفيق علاقة فيروس سارس بالكورونا، قائلًا: "هل تذكر السارس الذى ارتجفنا من هوله منذ أعوام، والذى فتك بمكتشفه الطبيب الإيطالى كارلو أوربانى، إن فيروس سارس هو أخو فيروس كورونا، مع اختلاف بسيط، بل إنه يتذكر أوبئة الأنفلونزا الشهيرة وباء 1917 مثلا الذي لم يترك مخلوقا على ظهر الأرض إلا وأصابه، وقد دفنت قرى كاملة تحت الثلوج بعدما مات كل أهلها، كان فيروس الكورونا يأمل أن يكرر هذه الأمجاد عندما وصل إلى مصر، خاصة أن الكثافة السكانية العالية والتكدس يسمحان له بالبقاء والتكاثر للأبد.

ثم أخذ يحكي رحلة كورونا في مصر فقال: "من البداية كانت العملية صعبة، إن عبور الطريق بالنسبة الفيروس مسالم عملية شبه مستحيلة وسط أزمة المرور المستعصية والميكروباصات المجنونة، وعندما حاول أن يستعمل أحد سائقي السيارات كوعاء فإنه فوجئ بأن السيارات لا تتحرك بتاتا.. هذا موقف سيارات كبير بحجم مدينة.. لاحظ أشياء عديدة في جسم من حاول أن يصيبهم.. هناك الكثير جدّا من دخان العادم ودخان السجائر ودخان الشيشة والغاز المسيل للدموع.. هؤلاء القوم يتنفسون دخائا لا هواء، والجو ملوث بشكل لا يوصف.. لقد أصيب الفيروس بالربو ولم يعد يستطيع التقاط أنفاسه..  يحتاج لجلسة استنشاق، وعندما حاول أن يتسرب إلى دم هؤلاء، وجد أنهم يعانون فقر الدم بشكل أو آخر.. هذا دم لا يسمح بتكاثر فيروس مكتمل العافية مفعم بالفحولة.. هناك نسبة عالية من مادة « ترامادول » كذلك.. وهذا جعله يترنح وبدأ يصيح".

واستطرد: "حاول أن يحتمى في أعلى الجهاز الهضمى، لكنه فوجئ بكميات من اللبن المخلوط بالسيرامك واللحم منتهى الصلاحية، والزيتون الأسود المطلى بالورنيش، والجبن المحفوظ بالفورمالين، ثم غرق من ماء المجارى العطن، عرف أنها مياه معدنية ابتاعها صاحب الجسد ليشرب ماء نقيا غير عالم أنها مملوءة من الحنفية".

وواصل: "فجأة ساد حر رهيب، وارتفعت الحرارة إلى حد غير مسبوق، بعد هذا أدرك الفيروس البائس أن الأمر يتكرر خمس مرات يوميا"، وبعد قليل عرف أن وعيه ينسحب، الحياة تتسرب منه، سقط، لقد قضت مصر على الفيروس.. كما ترى أنا مطمئن، هذا الفيروس الرقيق الواهن سوف يصاب بالتسمم ويموت، فلا مكان له في مصر، لا داعى للقلق."


حل على العالم قبل شهرين فيروس "الكورونا" الذى حصد آلاف الأرواح حول العالم وبات الأمر مخيفا ما اضطر العديد من الدول إلى إجراء الاحتياطات اللازمة للحد من انتشار الفيروس وكانت مصر من الدول التى طالها الفيروس، فقررت الحكومة على أثرها فرض حضر التجول وتعليق الدراسة وإجراء الاحتياطات اللازمة ما أثر على مجيء "أبناء العراب" لإحياء ذكراه الثالثة بمقابر عوارة فى مدينة طنطا. 


"لأول مرة أكون حزين أننا مش هنروح نزور قبر والدنا فى ذكراه الثالثة، بس هنعمل إيه بعد ما الأزمة تعدى هنيجى نزوره ونحكيله أن نبؤه بتاعته اتحققت" بهذه الكلمات المؤثرة أبدى "فريد السيد " أحد محبي "العراب" ورئيس رابطة "أبناء العراب" عن حزنه الشديد لعدم مجيئهم لزيارة قبر دكتور أحمد خالد توفيق، وتعليق رسائلهم الذين اعتادوا أن يعلقونها على قبره.

"والدنا يعلم مدى حبنا الشديد له ويمنعنا عن زيارته المرض اللعين الذى تنبأ به فى أحد كتابته"، بهذه الجملة التى تحمل أسمى معانى الحب تحدثت "خلود السيد"، أحد محبي العراب عن عدم مجيئهم لإحياء ذكرى وفاة العراب.