كيف ساعد رجال الدين في مواجهة كورونا؟

تقارير وحوارات

شيخ الأزهر الدكتور
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب


في إطار الدور التوعوي والإنساني الذي تقوم به القيادات الدينية، لاسيما خلال أزمة وباء فيروس كورونا العالمية والتي تهدد العنصر البشري بأكمله حول العالم، كان هناك دورًا لرجال الدين الإسلامي والمسيحي لمواجهة كورونا نستعرضها فيما يلي:

- رسائل شيخ الأزهر للعالم لمواجهة كورونا:
وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يوم الأحد، رسالة متلفزة إلى العالم كله بشأن فيروس كورونا المستجد، أوضح فيها أهمية أن يتحمل الجميع مسئوليته في مكافحة كورونا وحماية الإنسانية من أخطاره، والالتزام بالتعاليم الصحية والتنظيمية، وأن ذلك واجبًا شرعيا يأثم تاركه، مؤكدا أن إختلاق الشائعات وترويجها وإفقاد الناس الثقة في إجراءات الدولة حرام شرعًا.

وأشاد الطيب، بما يقدمه الأطباء وطواقم التمريض وكل العاملين بالمجال الصحي، موضحا أن هذا يتوجب علينا أن نذكره بفخر واعتزاز، داعيا إلى الله وبذل الصدقات والالتزام بالتعاليم الوقائية للقضاء على "كورونا"، بالإضافة إلى تقديم يد العون لكل المتضرّرين والمنكوبين من كورونا، معلنًا تضامنه مع كل الدول والشعوب التي تكافح هذا الوباء الخبيث.

- التضحيات الهائلة للأطباء والممرضين وكل العاملين في المجال الصحي نذكرها بكل الفخر والإعتزاز والتقدير:
وقال الإمام الأكبر: "تعلمون أن عالمنا اليوم يعيش في رعب كبير وكرب شديد، نتيجة الانتشار المتسارع لوباء كورونا المستجدّ، والذى تسبب فيي إصابة مئات الآلاف ووفاة الآلاف من البشر، وأربك سَيْرَ الحياة الطبيعية بعدما قطع وصالها في كل أنحاء العالم، وفي ظل هذه الظروف القاسية وجب علينا، دُوَلا وشعوبا وأفرادا ومؤسسات وهيئات، أن يتحمل كل منا مسئوليته في القيام بدوره في مكافحة هذا الوباء وكبح جماحه، وحماية الإنسانية من أخطاره، ووجب كذلك أن نذكر بكل الفخر والاعتزاز والتقدير، التضحيات الهائلة التيي يبذلها الأطباء والممرّضون وكل العاملين في المجال الصحي، هؤلاء الذين يخاطرون بأرواحهم وأنفسهم؛ من أجل التصديي لهذا الوباء المتربص بالإنسانية كلها.

- الإصرار على الإستمرار في تحمل المسؤولية والإلتزام بالتعاليم الصحية الصادرة من الجهات الرسمية
المختصة:

وأضاف: "هذه الجهود العظيمة التي يبذلها المسئولون لمحاصرة الفيروس لتبعث الأمل في قدرتنا على دحر هذا الوباء والتخلص منه، غير أن نجاحنا في هذه المعركة يتوقف بالدرجة الأولى على تصميمنا على الاستمرار في تحمل المسئولية بعزم لا يلين، بصرامة لا تعرف الفتور ولا التراخي، وإنني ومن مسئوليتى ف الأزهر الشريف، وانطلاقا من القاعدة الشرعية "درء المفاسدِ مُقدّم على جلب المصالح"، والقاعدة الأخرى "يزال الضرر الأكبر بالضرر الأصغر"، انطلاقا من كل ذلك، أؤكد أن الالتزام بالتعاليم الصحية والتنظيمية التي تصدرها الجهات الرسمية المختصة، والتي من بينها الاعتناء بالنظافة الشخصية، والتقيد بعادة التباعُدِ الاجتماعى، والالتزام بالبقاء في البيوت، وتعليق صلوات الجمعة والجماعات قليلة كانت أو كثيرة، مع الالتزام بأداء الصلاة في أوقاتها بالمنازل دون تجمع، كل هذه التعاليم وغيرها -سواء في مصر أو في أية دولة أخرى تقام فيها الصلاة- كل ذلك ضرورات شرعية وامتثالها حتم واجب يأثم تاركه، والخروج عليها خروج على قوله تعالى: {وَلَا تُلۡقُوا۟ بِأَیۡدِیكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ} [ البقرة ١٩٥]، ومما يحرم شرعا في هذه الظروف، اختلاق الشائعات وترويجها وبلبلة الناس وترويعهم وإفقادهم الثقة في الإجراءات التي تتخذها الدولة لحماية الوطن والمواطنين".

- تضامن الأزهر مع كل الدول والشعوب المتضررة وتقديم المعونة لهم في أية بقعة من بقاع الأرض:
وتابع: "ورسالتي إلى إخوتنا من المصابين بفيروس كورونا في مصر وفي كل أنحاء العالم، أننا معكم بقلوبنا ودُعائنا، ونصلى لله -عز وجل- ونتوجه إليه بالدعاء، أن يمُنّ على الجميع بالشفاء العاجل، وأن يرحَمُ كل مَن فارقوا الحياة بسبب هذا المرض، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، ولا يفوتنى هنا أن أعبر عن تضامن الأزهر الشريف مع كل الدول والشعوب التى تكافح تفشى هذا الوباء وانتشاره، وأؤيد أن تقديم يد العون والمساعدة من القادرين إلى كلِ المتضرّرين والمنكوبين فى أية بقعة من بقاع الأرض، لهو واجب شرعى وإنسانى، بل تطبيق عملى للأخوّة الإنسانية، التى تضعها هذه الأزمة على محك اختبار حقيقى، يكشف عن مدى صدقنا والتزامنا بتباينها السامية.

- شيخ الأزهر: الأخذ بالأسباب الوقائية والأساليب الطبية والعلمية والإكثار من الصدقات والدعاء:
واختتم شيخ الأزهر رسالته: "ونصيحتي فى كشف هذه الغمة أن نأخذ بالأسباب الوقائية والأساليب الطبية والعلمية التى أمرنا بها الشرع بالتزامها والتقيد بها، وأن نكثر من الصدقات، وأن يلجأ المؤمنون بالله إلى ربهم بالصلاة وبالدعاء بأن يفرج الله هذا الكرب، ويكشف عن عباده هذه الغمة، وأن يلهم العلماء والباحثين، وأن يُعجل على أيديهم اكتشاف العلاج من هذا الفيروس الخطير، فهو -سبحانه وتعالى- ولى ذلك والقادر عليه.. اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين، اللهم يا حنان يا منان، يا قديم الإحسان، يا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمها، يا أرحم الراحمين، ويا ظهر اللاجئين، ويا جار المستجيرين، يا أمان الخائفين، يا غياث المستغيثين، يا كاشف الضر، ويا دافع البلوى، نسألك أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم، وما لا نعلم، وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".

- رسائل البابا تواضروس لمواجهة كورونا:
أكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن انتشار فيروس كورونا وما استتبعه من إجراءات فرصة للتوبة، موضحًا أن الجلوس في المنزل فرصة كبيرة للتوبة قائلًا:" ليرحم الله الخطاة وأولهم أنا فيمنحنا فرصا جديدة للحياة".

وأضاف البابا تواضروس:" الإنسان يجد نفسه وسط هؤلاء الخطاة الذين يتطلعون لرحمة الله متسائلا: كيف يرحم الله الإنسان وأجاب: يرحمهم لأنه أعطاهم وصايا الكتاب المقدس وهي نوع من الرحمة لأنه يمنحنى خلاصة خبرة الحياة الروحية والحياة الناجحة".

وأوضح البابا تواضروس: "يعطيني الله ضميرا يعمل مع الإنسان في أي زمن، وهذا الضمير يساعد الإنسان على السير في هذه الحياة، فالضمير يخزى مرتكبي الخطايا مما يدفع البعض للإعتراف بالجرائم بعد سنوات".

وتابع البابا تواضروس:" يرحم الخطاة ويمنحهم مرشدين، فهناك في الكنيسة آباء اعتراف ومرشدين روحيين يعلمون ويفتقدون وكذلك أعطاك الله العمر والصحة لكي يفتح لك باب التوبة في أي وقت".

وأوضح البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن وباء كورونا حركة من الله لكي يستيقظ الإنسان، الذي عاش في حروب ومجاعات واستعراض قوة وتخزين أسلحة وصار جمع المال والثروات شهوة حتى انتشرت الحروب والعنف والإرهاب الضعف الأخلاقي والفساد مثل الإلحاد والشذوذ الجنسي.

وأضاف البابا: "انصرف الإنسان عن الله الخالق ولم يتوقع أن فيروس صغير مثل كورونا يؤثر في العالم بهذا الشكل ويخلق هلعًا وخوفا وتأخذ الدول والحكومات إجراءات".

- البابا تواضروس يطمئن المصريين:
وبعث البابا تواضروس رسالة طمأنة للمصريين قائلًا: "كن مطمئنًا الله ضابط الكل يدير هذا العالم ومحب للبشر متسائلًا: هل الله راضٍ عن الخليقة؟.. نعم مازال الله يحب العالم ولكن لا يحب الشر الذي في العالم".