تعرف على أشرس المعارك البيولوجية في القرن العشرين

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


وصلت الحروب البيولوجية، إلى مراحل متطورة مع بداية القرن العشرين بعد أن تقدمت مع بداية الصرع الأوروبي ونشوب الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤، وأصبح استخدام الغازات السامة والكيمائية سبيلا في كسب الحروب بعدما وصل تعداد الجيوش إلي مئات الآلاف وحتى الملايين، بالتالي كان هناك حاجة لاستخدام أسلحة فتاكة لكسب المعارك مع الجيوش التي تتميز بأعداد كبيرة لمقاتليها.

وكانت فرنسا هي الدولة الأولى التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع والخانقة خلال الحرب العالمية الأولى ضد دولة ألمانيا والتي أدت إلي اختناق آلاف من الجنود الألمان في المعركة، وكسبت فرنسا عده معارك بسبب استخدام الغازات المسيلة للدموع. 

وبادرت ألمانيا بعدها بسنة واحدة إلي استخدام غاز سام في الحرب العالمية الأولى ردا على فرنسا، ونجحت من خلال استخدام تلك الغازات التي كانت تحتوي على مادة الكلوراين السام أن تكسب عده معارك في الحرب العالمية الأولى ولكنها خسرت الحرب بعد ذلك، إضافة إلى استخدام بريطانيا غازات سامة ولكنها لم توفق في المرة الأولى بسبب التغيرات المناخية وسرعة الرياح والتي أدت إلي ارتداد الغازات مرة أخرى إلي معسكراتها. 

استخدمت الدول المتنازعة بعد ذلك القذائف ذات المدى البعيد في إطلاق غازاتها السامة على معسكرات العدو حتى لا تتأثر بالتغيرات المناخية وسرعة الرياح وحتى تكون قواتها في مأمن من تلك الغازات المميتة وحتى يكون مدى إطلاقها بعيدا عن الجنود الذين يطلقونها. 

وبدأ علماء الغرب يطورون في استخدام الغازات السامة والمكينة والخانقة وكذلك الحارقة خلال الحرب العالمية الأولى وحتى عام  ١٩١٩ وحتى بعد انتهاء الحرب بدأت فرنسا وألمانيا وبريطانيا وحتى الاتحاد السوفيتي في تطوير أسلحتها البيولوجية وخصصت ضباطا مختصون وكيمائيون في سبيل إنجاح تلك التجربة. 

وبدأت المصانع في ذلك الوقت باستخدام القطن في إنتاج الأقنعة المضادة للغازات السامة وكانت تغطي الرأس كاملة لتشمل العينين والأذنين والفم والأنف مع وجود قطع من الفحم والمرشحات البدائية لحماية الجندي من آثار استنشاق الغازات السامة والمسيلة للدموع. 

وعلى الرغم من تعرض ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى لحروب بيولوجية من فرنسا وتعرضها للغازات السامة المكونة من الخردل، إلا أن ألمانيا كانت من أولى  الدول التي اكتشفت الغازات السامة والفتاكة والمميتة واكتشف العلماء الألمان غاز السارين وكان من اشد الغازات السامة في ذلك الوقت إلا أن هتلر رفض اقتراح كبار ضباطه في استخدامه في حروبه الأولى مع بداية الحرب العالمية الثانية والتي كانت من الممكن أن تحسم المعارك في بدايتها ولكنها كانت ستحصد أرواح الملايين. 

ونصت اتفاقية جنيف عام ١٩٢٥ على منع استخدام الأسلحة البيولوجية بين الدول في أوقات الحروب ومنها الغازات السامة أو الخانقة أو المميتة وكذلك الأسلحة التي تعتمد على مواد بكتريولوجية ووقعت معظم دول العالم على اتفاقية جنيف في ذلك الوقت بعد أن أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستخدام بعض الدول الأسلحة البيولوجية والسامة مما كان له أثرا سلبيا على الجنس البشري.