تعديات على تل أثري بالمنوفية ومفتشة آثار: "تهدرون تراث بلادكم".. والوزارة ترد (فيديو)

أخبار مصر

بوابة الفجر


تداول عدد من المهتمين بالشأن الأثري في مصر، مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يسجل تعد بالبناء على أرض تل أثري يتبع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، في محافظة المنوفية.

ويُظهر مقطع الفيديو عدد من العمال والأهالي، حيث يقومون بإنشاء مقابر، فيما تقوم إحدى السيدات والتي من المرجح أنها تتبع وزارة السياحة والاثار، وكذلك أحد الرجال الذي من المرجح أيضًا أنه مفتش آثار بمحاولة إثنائهم عن استكمال الأعمال.

وحاولت السيدة التي ذكر وصف الفيديو أنها رباب سلام مفتشة آثار، منع المعتدين بقولها إنكم تدمرون تراث بلادكم بمثل هذه الطريقة، في حين حاول عماد الصعيدي الذي وصفه الفيديو بأنه مدير تفتيش آثار البندارية، أيضًا منع المعتدين ولكن قوبل تصرفه بشئ من السخرية، وقام أحد المواطنين بإظهار ورقة من الوحدة المحلية على زعم أنها تصريح بالبناء، ونفي الصعيدي ذلك قائلًا: "دي ورقة بتحول طلب البناء للآثار، وممنوع البناء على الأرض دي".

ومن ناحيتها تواصلت الفجر مع عدد من المصادر داخل وزارة السياحة والآثار، والتي أوضحت أن الحادث يرجع إلى ما يزيد عن شهرين أو ثلاثة أشهر، حيث قام عدد من مواطني المنوفية بالتعد على تل أثري، وهو "تل البندارية"، فقاموا ببناء عدد من المقابر، وتم تحرير محضر بالتعدي، وإبلاغ الجهات المعنية.

وأكد المصدر أنه تم التحرك فورًا من الجهات المعنية، والتي تعاونت بشكل تام مع وزارة السياحة والآثار، وتم إزالة التعدي، حيث تم هدم وإزالة ما يتجاوز عدد 20 مقبرة حديثة البناء، تم إزالتها بالكامل قبل الاستخدام، وحاليًا يجري متابعة المنطقة بدقة، وأي تعدٍ يتم إزالته مباشرة.

وتل البندارية مسجل وخاضع لقانون حماية الآثار وورد اسم البندارية في المصادر التاريخية مثل كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للإدريسي: "البندارية كانت تضم ضياعًا بساتين ومسجدًا جامعًا وحمامًا وكان عليها خراج" وذكرتها المصادر باسمها الحالي.

والحفائر بالتل بدأت بتل البندارية عام 1976 حتى عام 2010م، ثم توقفت نظرًا لظروف البلاد العامة، وقد تم استخراج أواني فخارية قبطية وإسلامية، وعملات رومانية وإسلامية وبعض العقود المحلاة بالأحجار الكريمة والقطع الذهبية والتماثيل الحجرية والخزفية، والتل يعتبر حقل خصب حيث لم يتم الحفر بعد في المنطقة الشرقية التي يُعتقد أغنى من المنطقة الغربية.

وتل البندارية يقع في الطرف الجنوبي الشرقي من قرية البندارية، مركز تلا المنوفية، ويعتبر من أهم مناطق الحفائر بوسط الدلتا علي وجه العموم ومحافظة المنوفية علي وجه الخصوص، ومساحته 25 فدان و17 قيراط، وهو مرتفع عن مستوي سطح الأرض أربعة أمتار، وتؤكد الشواهد أن البلدة كانت عامرة في أواخر العصر الروماني وطوال العصر القبطي.

وتم اكتشاف بقايا صوامع غلال مدفونة ودلائل علي وجود أفران لحرق الفخار، وما زالت بقايا هذه القرية ماثلة في بقايا المباني بالطوب اللبن، وبالتل منطقة جبانات اسلامية وفي قمته ضريح سيدي علي الكومي الذي ينسب إلى آل البيت وتوفي عام 765هـ، كما أن المنطقة تتمثل في المقابر القديمة منذ أوائل الفتح الإسلامي والمنطقة غنية بالفخار القبطي.