"منذ 700 عام".. وباء خرج من الصين وضرب العالم وتسبب في غلق المساجد

أخبار مصر

بوابة الفجر


اتخذت الدولة المصرية قرارات وقائية احترازية في محاولات جادة وصارمة منها للحد من انتشار ومقاومة فيروس كورونا المستجد، وكان أحدها هو تعليق صلوات الجمعة والجماعة في المساجد، وهو القرار الذي وصفه البعض بالشديد كما زاد البعض الآخر قولًا إن هذا لم يحدث في مصر من قبل. 

التاريخ يجيب 
ودائمًا التاريخ يجيب عن مثل هذه التساؤلات، وحول هذا الأمر يقول شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي: "في حادثة الفناء الكبير أو العظيم كما أسماه مؤرخي العصر الإسلامي عام 749 هـ إبان العصر المملوكي وتحديدًا في ولاية السلطان حسن صاحب المدرسة الشهيرة بمنطقة القلعة، والذي عُرف في أوروبا بالوباء الأسود، والذي بدأ من بلاد القان الأعظم أو بلاد الخطا وهي المعروفة بالصين حاليًا كما ذكر ابن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة في ملو مصر والقاهرة". 

بدأ الوباء من الصين ووصل للعالم 
وأضاف فوزي في تصريحات إلى الفجر، أن هذا الوباء بدأ من شرق آسيا ومنها إلى بقيه آسيا ثم الشام والمغرب وأوروبا حيث أصاب معظم العالم تقريبًا، وذكر المؤرخين مثل ابن تغرى بردي والمقريزي تفاصيل أحداث هذا الوباء، وما يعنينا مقولة ذكرها لابن تغرى وهو أن تسبب هذا الوباء في غلق أكثر المساجد والزوايا والمؤذنين، وفي المساجد المشهورة أصبح هناك مؤذن واحد فقط، وتوقفت الأنشطة المختلفة كما يذكر المقريزي، هو السبب في تعطل الشعائر وإن لم يكن هناك أوامر صريحة بالغلق في هذه الآونة، وذلك لأن إجراءات الوقاية والحجر والصحي والعزل لم تكن بالتطور الحالي. 

هل حدث إغلاق للمساجد 
وتابع: في عام ٨٣٣ هـ وفي عصر دولة المماليك الجراكسة وتحديدًا بعهد السلطان الأشرف برسباي، صاحب المنشآت العظيمة، فله مدرسته في شارع المعز، ومسجده الجامع في الخانكة، ومجموعته الشهيرة بصحراء المماليك، وهو غازي قبرص العظيم، وآسر ملكها، الذى طالما عاث فسادًا في سواحل مصر وأهلها، ضرب البلاد في عصره وباء آخر.

وأضاف فوزي: تحدث عن هذا الوباء شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني، في كتابة "إنباء الغمر بأنباء العمر"، حيث قال إن أحد الأعاجم اقترح على كاتب سر السلطان برسباي بجمع الناس للدعاء لرفع البلاء في المساجد، وقام كاتب السر وهو يوازي منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية حاليًا، بجمع 40 شريفًا للدعاء في الأزهر الشريف لرفع البلاء، وجمعوا من حولهم الناس في ساحة الجامع. 

وتابع: صعد الأربعين شريفًا لسطح الجامع ليؤذنوا لصلاة العصر، ويذكر ابن حجر أن هذا التجمع ساهم في انتشار المرض، مما دفع السلطان برسباي لسؤال الفقهاء عن دفع الطاعون، وجدوى تلك التجمعات للدعاء، فأفتى الفقهاء بآراء متعددة، إلا أنهم قالوا لم يُعرف عن السلف الاجتماع والتجمع لذلك، فأخذ بذلك الرأي وهو عدم التجمع بالمساجد للدعاء، وعلى الجميع أن يدعو الله تعالى سرًا وأوصى الفقهاء بدعوة الناس إلى التوبة ورفع المظالم. 

ويشبه ما فعله السلطان برسباي ما يحدث هذه الأيام من تعليق الصلوات وصلاة الجمعة، مخافة من انتشار العدوى، حيث أخذ بالرأي الفقهي الذي يحض على عدم التجمع للدعاء خشية انتشار الوباء، حيث كان فعل كاتب السر من تجميع الناس للدعاء لا يستند لرأي شرعي.