حرب كورونا.. ملائكة الرحمة يواجهون الفيروس "فيس تو فيس" (صور)

حرب خاصة خاضها الأطباء حول العالم ضد وباء كورونا الذي انتشر بعدة دول وأدى إلى وفاة الآلاف بمختلف قارات الكرة الأرضية، فقدوا فيها ملامح وجوههم التي انطبعت عليها آثار الأقنعة المحكمة التي استخدموها خلال معالجاتهم للمرضى.

وآخرين فقد طعم الراحة من أجل أن يوفروا الأمان، في حين أن منهم من ضحى بحياته الشخصية من أجل العمل والقضاء على الوباء سعيا لإنقاذ البشرية.

"كاو شان"، ممرضة من مدينة ووهان في الصين، خسرت وجهها بس ساعات العمل الطويلة التي ارتدت فيها القناع الواقي، مما أدى إلى ظهور علامات على وجهها قيل أنها لن يمحيها الزمن بسبب شدتها.

لم تكتف بهذا الحد، بل ذكر موقع "CNN" أن أحد التعليقات التي جاءت على صورتها تقول: "لقد نامت هي وزوجها، وهو طبيب يعمل في المستشفى أيضًا، في السيارة لمدة 23 ليلة لتجنب التسبب في مخاطر فيروسية للآخرين، وتوفير وقت التنقل، وأعطت غرفتهم المخصصة في الفنادق القريبة للزملاء".

أما الدكتور نيكولا سجاربي، البالغ من العمر 35 عامًا، ويعمل في وحدة العناية المركزة في المستشفى المدني في مودينا بإيطاليا، فهو يستمر في عمله 12 ساعة يوميًا بشكل متواصل لعلاج مرضى Covid-19 وهو يرتدي دومًا معدات واقية.

وحسب شبكة CNN وثق الطبيب المحارب لكورونا، الوضع الذي يمر بها بصورة ظهرت فيها علامات القناع المحكم على وجهه وذلك عندما قرر خلع قناع الوجه والتقط صورة ذاتية سريعة، وهو أمر نادرًا ما يفعله.

وقال نيكولا لشبكة CNN: "لقد التقطت الصورة بشكل أساسي لسببين، أولًا، لإرسالها إلى شريكة حياتي، لأخبرها أنني قد انتهيت من العمل وأنني في طريقي إلى المنزل، متابعا: "ثانيًا، أن أريها لابنتي البالغة من العمر سنة واحدة حتى أوثق هذه اللحظات وأخبرها بها عندما تكبر."

وشيري دونج، الممرضة البالغة من العمر 25 عاما وتعمل في وحدة العناية المركزة الطبية في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من عامين، التقطت شيرى يوم الجمعة الماضى صورة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي بعد يوم طويل في العمل.

وقالت دونج "قلبي ممتن وعقلي ثقيل لرؤية الأطباء في جميع أنحاء العالم يضعون أنفسهم في خطر يقاتلون ضد هذا المرض"، متابعة: أصبحت العديد من المستشفيات الأمريكي تواجه نقصًا في الأقنعة الواقية والقفازات.

وأضافت: "يجب أن ننبه الناس ألا يساهموا في المشكلة المتزايدة المتمثلة في نقص هذه الأدوات على سبيل المثال: أقنعة N95، وأقنعة الوجه، والمطهرات، والقفازات، وما إلى ذلك، ودعت إلى التبرع للمستشفيات.

وتحت شعار حياة العالم أهم من السعادة الشخصية، قرر طبيبان في إيطاليا أن يتجاهلا تجهيزات فرحهم بتأجيل حفل زفافهم والتركيز على حرب كورونا، للتأكيد على مدى تضحية الأطباء لمواجهة الوباء.

فقبل انتشار الفيروس في إيطاليا، كان روبرتو تونيلي مشغولًا بالتخطيط لحفل زفافه وعندما أصابت جائحة فيروس كورونا إيطاليا ترك تلك التخطيطات وانضم هو وخطيبته إيفانا كاستانيير للصفوف الأولى للأطباء الذين يكافحون المرض.

وعن قراراه، قال تونيلي، البالغ من العمر 31 سنة، إن خطيبته هي مديرته، ويعملون كأطباء أمراض الرئة فى نفس المستشفى جنبًا إلى جنب، 6 أيام في الأسبوع، على الأقل 14 ساعة في اليوم، متابعا: " أسوأ شيء هو أنك لا تريد أن يرى الشخص الذى تحبه ما تراه، ولكن على الأقل وجهها هو أول ما أراه عندما أزيل كمامتى في نهاية الشيفت."

وعلى جانب آخر، قالت خطيبته إيفانا: "كان أول مرضانا شخصين من نفس العائلة، دخلا المستشفى سويا، أحدهما فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا، بعد بضعة أيام، تم دفع والدها إلى وحدة العناية المركزة".