تعرف على قصة مٌطران القدس الذى وقف في وجه روسيا

أقباط وكنائس

 الأنبا باسيليوس
الأنبا باسيليوس


"هل نبيع سيدنا بدراهم؟".. تلك الكلمات الشهيرة التي قالها الأنبا باسيليوس الكبير، مطران القدس الذي رحل عن عالمنا في 26 مارس من عام 1899، حيث إحتفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس الخميس، وتُعيد بتذكاره من كل عام قبطي في 17 برمهات 1615 ش.

وُلد بقرية الدابة التابعة لفرشوط محافظة قنا، سنة 1534 ش، 1818 م، من أبوين تقيين اهتمّا بتربيته فسلماه إلى معلم تقي يهذبه ويعلمه، وإذ بلغ الخامسة والعشرين انطلق إلى دير القديس أنبا أنطونيوس (سنة 1559 ش. تقريبًا 1843 م، ليقضي حياته في التأمل والعبادة مع دراسة في الكتاب المقدس وسِيَر القديسين وتعاليمهم، وكان بقلبه المتسع حبًا يخدم المرضى والشيوخ.

اجتذبت سيرته العطرة أنظار الكل إليه، فسيم قسًا بعد ست سنوات من رهبنته؛ ازداد فيه الشعور بالمسئولية وضاعف من عبادته وخدمته فزاد تعلق الكثيرين به، وصار موضع إرشاد الكثيرين وتعليمهم، بعد ثلاث سنوات سيم قمصًا، فازداد اتضاعًا وتفانيًا، كما قام بشراء بعض الأراضي لحساب الدير.

مطران القدس:
في عام 1571 ش. (سنة 1855 م. تقريبًا) خلا الكرسي الأورشليمي فسيم قمص دير أنبا أنطونيوس مطرانًا على القدس، تتبعه مطرانية الدقهلية وجزء من الغربية والقليوبية والشرقية. تزايد اجتهاد هذا الأب فكان محبًا لكل جائع وعريان ومريض وسجين وغريب، دون تمييز بين مسيحي أو غير مسيحي، يشعر بالالتزام مظهرًا محبته نحو كل إنسانٍ.

مع وداعته الحانية كان حازمًا فعندما ظنّ قنصل الروس أنه يستطيع إغراء القبط فيقتني الهيكل الملاصق للقبر المقدس، قائلًا له إنه مستعد أن يرصّ له من الأرض حتى السقف جنيهات ذهبية كثمنٍ له، أجابه المطران: "وكم من الجنيهات يكون هذا؟" وفي زهو قال: "مليونان"، عندئذ ابتسم المطران في هدوء يقول: "أتريد أن نتشبه بيهوذا الإسخريوطي ونبيع سيدنا بدراهم؟" ولم يعرف القنصل بما يجيب عليه.

مشكلة دير السلطان:
ادعى الأثيوبيون ملكيتهم لدير السلطان، وبالرغم من مساندة بعض دول الغرب استطاع بجهود مضنية أن يثبت حق الأقباط في الدير، وقد أثار الأثيوبيون في وقتنا الحالي نفس المشكلة باستيلائهم عليه رغم صدور حُكم في صالح الأقباط.

وهكذا عاش الأنبا باسيليوس متمسكا بالوصية وخادما للكل وعمر وبنى وجدد البيع والكنائس فى الأرض المقدسة.