بردية آثرية تكشف كيف عرف المصري القديم فيروس كورونا

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الآثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، إن المصري القديم استعان بالعلاج الطبي، من أدوية وغير ذلك، وليس بالعلاج الروحاني فقط كما يظن البعض، لعلاج أمراضه المختلفة. 

وأضاف ريحان في تصريحاته إلى بوابة "الفجر"" كان العلاج الروحاني عند المصري القديم يُعرف بالرقي أو التعاويذ السحرية"، التي اعتقد أنها تقاوم ما يستطيع رؤية أثره على المريض، مثل الفيروسات التي اعتبرها قوى شريرة، قكان ضمن ما قال في تلك الحالة تعويذه نصها: "لطرد التي في رأسي وفي رقبتي وفي كتفي وفي لحمي وفي جسمي هذا وفي أعضائي". 

بردية تتحدث عن الزكام

وأشار ريحان أن بين يدينا اليوم دراسة آثرية جديدة تؤكد معرفة المصري القديم لفيروس كورونا منذ 3500 سنة، وذلك من خلال كشفها عن بردية آثرية سجلت حالة عبارة عن "مرض غريب يصيب الإنسان فيؤدي للرشح والسعال والعطس والضعف العام، وتم تشخيصه من قبل العلماء على أنه إحدى نزلات البرد "زكام".

وأوضح: أن بردية إيبرس رقم 763 تتضمن ذكر لأعراض الزكام، حيث ربط الطبيب المصري القديم بين هذا المرض وآلام الجسم، وتأثيره على الأنف والعينين ونتيجة لتشابه ما وصفه المصري القديم من أعراض هذا المرض، التي تتشابه مع أعراض فيروس كورونا، ربما تكون هذه أول تسجيل لحالة كورونا في التاريخ، وأن الأمر ليس بجديد بالفعل.

المصري القديم واليونانيين
وأشار أن تلك الدراسة قامت بها الدكتورة هناء الطنطاوي الباحثة في علم الآثار، والمفتشة بوزارة السياحة، إذ أثبتت من خلال تلك الدراسة: أن الحضارة اليونانية بحثت حول دور البرد وبينت أن سببه هو عدم التوازن بين السوائل التي تخرج من الفم والأنف وهو ما يسبب البرد، وكان العلاج بتدليك الأنف إلى أن جاء عالم أحياء إنجليزي يسمى: "Leonard Hill"، عام 1900، وقال: "البرد يأتي نتيجة لتغير الحرارة، نتيجة الحركة المفاجأة من مكان دافئ إلى مكان بارد"، حتى وصلنا لمنتصف القرن العشرين واستطعنا من خلال الميكروسكوبات التعرف على الفيروسات، وأن ما يسبب دور البرد البسيط هذا فيروس يسمى "راينو فيروس".

ولفت إلى أن الانتقال من مكان دافئ إلى آخر بارد يعمل على ضعف المناعة في الجسم، وبالتالي يستطيع الفيروس التسلل للجسم، ويهاجم خلايا الرئة، ولكن من حكمة الله أن تأثير هذا الفيروس على الصحة تأثير ضعيف لا يؤذي بشكل خطير، ولكن له فائدة كبيرة وهي أنه يعلم جهاز المناعة أن يتحصن بصورة أكبر ضد فيروسات أكثر فتكًا منه.

الطب الوقائي عند المصري القديم 
ومن جانبها، قالت الدكتورة هناء الطنطاوي مفتشة آثار، إن الدراسة التي قامت بها توصلت لعدة حقائق التي تثبت أن المصري القديم أيضًا واجه هذا المرض، وتوصل لطرق وقاية ضده، حيث عالج أمراضه بالنظافة الشخصية وبتقوية المناعة، أي أنه استخدم الطب الوقائي إلى جانب الطب العلاجي. 

وأشارت أن التقبيل كان ممنوعًا في مصر القديمة حتى بين الرجال وبعضهم البعض، وكانوا يرون أن الاستحمام ضرورة من ضروريات الحياة اليومية. 

وتابعت: حرص المصري القديم على وجود دهانات وزيوت عطرية للتجميل، وعلى غسل يديه قبل وبعد الوجبات، ومن الدلائل التي تشير إلى ذلك كثرة ما عثر عليه من أدوات الاغتسال من: "طسوت وأباريق" يستخدمون لغسل الأيدي بالماء المخلوط بالنطرون. 

وأوضحت الطنطاوي: أن مناظر الدولة الحديثة أطلعتنا على عادات من نظافة المصري القديم ومنها تقديم زوج من المناديل "مناشف معقودة"، لتجفيف الأيدي، والحرص على غسل الفم وتطهيره لإعطائه رائحة زكية واستخدم لذلك المياه المخلوطة بالنطرون؛ كما مضغوا اللبان، والينسون.

وأشارت في دراستها إلى أن المصري القديم عمل على تقوية مناعته، فهو لم يعرف المرض لأنه عرف ما يصد المرض، ويدافع عن الجسم، فعمل على رفع مناعة الجسم بالغذاء، حيث درس الأطعمة وتوصل إلى فوائدها، مثل: البصل والثوم، ودورهم في رفع المناعة، وهما يساعدان على قتل العديد من الجراثيم، مثل: الميكروب السبحي، وميكروبات الدفتيريا، والدوسنتريا، وميكروب السل؛ بالإضافة إلى احتوائهما على مادة الكلوكونيل التي تعادل الأنسولين بمفعولها في تجديد نسبة السكر في الدم، وفيتامين سي، يعيق نمو الجراثيم بجميع أنواعها. 

المصري القديم عرف الأسبرين 

واختمت هناء الطنطاوي حديثها قائلة: إن قدماء المصريون عرفوا الأسبرين، ذلك العقار العجيب الذي عده العلماء من أعظم الاكتشافات الحديثة، وأكثر الأدوية استخدامًا، وأرخصها ثمنًا، حيث استخلصوه من ورق الصفصاف الذي يحوي حمض الساليسيليك، الذي يستخدم في مجال الصيدلة كعلاج للصداع ومسكن للآلام، ومضاد للالتهابات، وخافض للحرارة ومفيد، وللقضاء على حب الشباب، استخدمه المصري القديم واعتمده كعلاج قبل آلاف الأعوام.