ما هو عقار الكلوركين الذي تستخدمه فرنسا لعلاج الكورونا؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


تعيش فرنسا حالة من الجدال، حول مدى كفاءة الكلوروكين لعلاج فيروس الكورونا، وانقسمت الآراء بين مؤيد لهذا الدواء " الذي يستخدم في علاج وباء الملاريا منذ أكثر من خمسين سنة، وبين معارض بسبب عدم التاكد من فعاليته الطبية للكورونا

جنوب فرنسا
استخدم الدكتور ديدييه راوول، الأستاذ الأمراض المعدية، ومدير معهد المستشفى - الجامعي للأمراض المعدية في مرسيليا (جنوب فرنسا) عقار الكلوركين، لمعالجة المصابين بالكورونا. 

انتقد المجلس الأعلى للصحة الفرنسي هذا الاستخدام بسبب عدم التاكد من فاعليته، كما أن الاختبارات علي المرضى كانت محدودة، وقرر وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيرا، ضمن خطوة لتخفيف الجدل، استخدام الكلوروكين في "الحالات الطارئة والخطيرة فقط". 

دواء الكلوروكين
يباع دواء الكلوروكين، في الأسواق باسم "نيفاكين" هو دواء يستخدم في الأوبئة، أشيع استخدامه منذ أكثر من خمسين عامًا في أفريقيا وأمريكا الجنوبية لعلاج وباء الملاريا، وبعض الأمراض المعدية مثل مرض "لايم".

كما ينصح كل مسافر إلى (أفريقيا وأمريكا اللاتينية) باستخدام هذا الدواء، وتناوله بغرض تجنب الإصابة بالملاريا، هو دواء غير مكلف، واعتمدت المنظمات الصحية علي الكلوروكين في 1949، ويلعب الكلوروكين دورًا في تقوية المناعة الإنسان ليتصدى لأمراض مثل (الملاريا)، ويقاوم الألم والحمى والالتهابات.

استخدمته منظمة الصحة العالمية ومنظمات طبية غير حكومية مثل أطباء بلا حدود لعلاج المصابين بالملاريا في كثير من مناطق العالم.

الصين 
اختبرت الصين، الكلوروكين لمعالجة المصابين بفيروس كورونا في بداية شهر فبراير الماضي، وكشف الدكتور غزو نانبينغ، نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني، أن عملية اختبار مادة الكلوروكين على 135 مصابا بفيروس كورونا، أسفرت عن نتائج جيدة، ولم تتدهور الحالة المرضية للمصابين بعد تناول هذا الدواء.

قال ديدييه راوول، في بيان صحفي، منشور في 22 فبراير الماضي، إنه بسبب الانتشار العام لفيروس الكورونا في فرنسا والعالم، قررنا البدء في اختبارات طبية واسعة النطاق بتقدم دواء الكلوروكين للمصابين بكورونا.

أضاف راوول: نعلم جيدا أن دواء الكلوروكين فعالا في المعامل ضد الكورونا، وهذا ما أكدته التجارب التي قامت بها الصين، كما أن هذا "الدواء لا يكلف شيئا".

تأييد الفكرة
حصل راوول على دعم مسئولين سياسيين مثل مارتين فاسال رئيسة منطقة مرسيليا "إيكس-مرسيليا-بروفانس، التي تعرضت لإصابة بفيروس كورونا، تخضع للعلاج في معهد المستشفى الجامعي للأمراض المعدية في مرسيليا.

وكتبت مارتين في تدوينة على حسابها على تويتر، "أدعم ما يقوم به الدكتور ديدييه راوول وطاقمه الطبي، وهم يحاولون توسيع استخدام الكلوروكين لمعالجة مرضى الكورونا، نعيش حالة حرب طبية ولا يمكن الانتظار لأن انتشار الوباء في زيادة مستمرة".

قدمت فاليري بواييي لديدييه راوول النائبة في الحزب الجمهوري المعارض، نفس الدعم، تساءلت عن مغزى القرارات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية لمنع انتشار الفيروس، منها الحجر المنزلي على الفرنسيين، ومدى الجدوى منه، وكذا موقف الحكومة من الدواء الذي اقترحه راوول لمعالجة المصابين بالكورونا.

منح رئيس بلدية نيس الساحلية كريستيان إستروزي، المصاب بالفيروس، الثقة للطبيب راوول، "أنا أثق في الدكتور راوول وأبحاثه التي تبعث على الأمل، والنتائج إيجابية، أعلم بحالة الجدل، لكن قال ماكرون، نحن في حرب ولا نملك الوقت لاختبار الدواء على الفئران خلال نصف سنة ".

المعارضون للفكرة
حذرت منظمة الصحة العالمية في 23 مارس، من الأخطار التي يترتب عليها استخدام الكلوروكين لعلاج فيروس كورنا، خاصة أن المتخصصين في مجال الصحة، لم يستطيعوا أثبات فعاليته العلاجية، كما عبرت عن خوفها بإثارة آمال زائفة.

أوصى المجلس الأعلى الفرنسي للصحة، الذي يعتمد عليه الرئيس إيمانويل ماكرون، في مثل هذه المواقف، بعدم استخدام الكلوروكين إلا للحالات قصوى، وبعد صدور إذن من قبل المجلس".

أعلنت سيبيت ندياي الناطقة الرسمية باسم الحكومة الفرنسية، أن فرق طبية جديدة بعيدة عن راوول تعمل علي تجربة الدواء، كما دعت ندياي إلي توخي الحذر لأننا لا نملك أي دليل بأن هذا الدواء يشفي المصابين.

كشف عدد من الأطباء، أن البحوث الطبية التي أجرها معهد المستشفى الجامعي في مرسيليا، تضم فقط عشرين شخصا، وتفتقد المنهجية الضرورية في هذه الحالات، كشف الدكتور جون بول جيرو عضو في الأكاديمية الفرنسية للطب، عن الآثار السلبية للكلوروكين منها اضطراب الجهاز المناعي والمغص المعوي، ومشاكل في الكبد وحتى في الدم.

أكد البروفسور جيروم سالمون مسئول الثاني في وزارة الصحة الفرنسية، أن "الخبراء يحذرون، نحتاج إلى الكثير من الدراسات للتعرف على الآثار التي يمكن أن تترتب بعد تناول هذا الدواء".