التكنولوجيا.. سلاح الصين المذهل لمكافحة فيروس كورونا

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


رفعت جمهورية الصين الشعبية، الأربعاء، الإجراءات الصارمة التي نفذتها بها منذ أشهر، في إقليم هوبي بؤرة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، الذي قتل أكثر من 18 ألف شخص في العالم منذ ديسمبر، وألغت الحجر الصحي الذي فرض على خمسين مليون شخص في ووهان منذ يناير الماضي.

وكشفت السلطات الصحية، عن عدم أي إصابة محلية خلال 24 ساعة في البلاد، وتسجيل 47 إصابة من الخارج خلال الفترة نفسها، كما سجلت أربع وفيات جديدة خلال اليوم نفسه، منها ثلاث في هوبي بوسط الصين.

وتمتلك الصين ترسانة تكنولوجية متطورة ساهمت في تحسين فعالية مكافحة الوباء، وحماية مواطنيها من التعرض المباشر للعدوى، ونجحت في السيطرة على الوباء باستخدام التكنولوجيا والتطبيقات الإلكترونية و"الروبوت" والأقمار الاصطناعية.

تطبيقات إلكترونية
أطلقت السلطات الصينية تطبيق "كاشف الاتصال الوثيق close contact detector"، والذي يوفر للناس التحقق من إصابتهم بالفيروس.

يخبر التطبيق المستخدمين إذا كانوا قريبين من شخص مشتبهًا في إصابته بالفيروس، ويستخدم تقنية الضوء لمراقبة السكان، وطورت الإدارات الحكومية وشركة "تشاينا إلكترونيكس جروب"، التابعة للدولة التطبيق بشكل مشترك.

يتأكد التطبيق من حالة مستخدميه، وتبين أنهم كانوا على اتصال وثيق بشخص مصابًا بكورونا، أم لا، وينصح المستخدمين الذين يحددهم بأنهم معرضون للخطر بالبقاء في المنزل وإبلاغ السلطات الصحية المحلية.

بيانات المرضى
يصنف التطبيق الناس من خلال 3 ألوان حسب انتقال العدوى، اللون الأخضر يعني الصحة والقدرة علي الذهاب إلى الأماكن العامة، والأصفر، يعني ضرورة ملازمة المنزل أسبوعًا، والأحمر يعني الذهاب إلى الحجر الصحي، وينشئ التطبيق كود لكل لون، ويرسل بيانات الشخص إلى الشرطة، التي تطلع عليه للتعرف على أصحاب اللونين الأصفر والأحمر، هو ما أحدث تقييد حركة المواطنين.

خوذة ذكية
وتجبر السلطات الصينية ضباط الشرطة على إرتداء خوذات ذكية متصلة بالإنترنت، تقيس درجات حرارة الشرطي أثناء قيامه بدوريات في الشوارع للمساعدة في الكشف عن فيروس كورونا.

تفحص "الخوذة الذكية" المارة للتعرف على درجات حرارة أجسامهم، ما إذا كانت أعلى من المعدل الطبيعي، كما توجد بها كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وتصدر "ناقوس الخطر" إذا كان أي شخص في دائرة نصف قطرها 5 أمتار بالقرب من شخص يعاني من الحمى وهي أحد الأعراض الشائعة للوباء.

طائرات درونز
استخدمت الصين الطائرات المسيرة "الدرونز" لتوجيه تعليمات للسكان حول ارتداء كمامات طبية وعدم الخروج من المنازل، بعبارات حازمة من خلال طائرات صغيرة تخرج رسائل صوتية بصوت عجوز.

واعتمدت السلطات على وسيلة الدفع الإلكتروني لمواجهة انتشار كورونا، وهي الوسيلة التي قدمت حل لهؤلاء الذين يعيشون في مناطق ينتشر فيها الفيروس، واعتمد مستخدمو الإنترنت على خدمات "جوجل باي" و"سامسونج باي" و"أبل باي" و"بايبال" و"فينمو" الموجودة على الهواتف الذكية.

روبوتات ذكية 
وتمتلك الصين "روبوتات" ذكية لتعقيم المؤسسات والشوارع، وكاميرات عالية الدقة لاكتشاف الحالات المصابة بالحمى (أعراض المرض)، وحملت الكاميرات على طائرات مُسيَّرة بدون طيار، لتطوف الشوارع لمسح المارة، واكتشاف المصابين بارتفاع الحرارة منهم، وقدمت شركة (مايكرو-مالتي كوبتر) التقنية، طائراتٍ مُسيَّرة لنقل العينات الطبية من المرضى إلى المراكز البحثية وأماكن التحليل.

أنتجت شركة بودو للتقنية، الروبوتات لمساعدة الأطباء في أكثر من 40 مستشفي، كما أنتجت شركة (علي بابا) تقنية لتشخيص العدوى، وتصل دقتها أكثر من 96%، كان للروبوتات أدوار أخرى مثل تجنب البشر العدوي، وتستخدم في تقديم الوجبات الغذائية إلي السياح في الفنادق تحت الحجر الصحي.

الرقابة العامة
اعتمدت السلطات الصينية على الرقابة العامة، واعتمدت على آلاف الكاميرات الحديثة التي تتعرف على الوجوه في الأماكن العامة لمتابعة الحالات المرضية، وتقديم خدماتها في مجالات التصوير الحراري لنفس الغرض.

استخدمت الحكومة تقنية حديثة للرقابة عبر الهواتف الذكية، اسمها Alipay health code بالتعاون مع أحد الشركات الصينية التابعة للعملاق التنقني مثل (علي بابا)، وتعتبر من تطبيقات تقنية البيانات الضخمة Big Data.