آيسلندا تسجل أول حالة.. فيروس كورونا يتحور إلى نوع أكثر عدوانية

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


كشفت شركة أدوية آيسلندية عن تشخيص إصابة شخص في أيسلندا بسلالتين من فيروس كورونا الجديد، هي الحالة الأولى منذ ظهور فيروس كورونا في ديسمبر الماضي، مضيفة أن السلالة الثانية، التي أصيب بها المريض، هي طفرة جديدة في الفيروس الذى بدأ في الصين.

ووفقا لما نشره موقع "روسيا اليوم"، قال كاري ستيفانسون المدير التنفيذي لشركة الأدوية، إن هذه السلالة الجديدة من الوباء أخطر وأكثر عدوانية من الفيروس الأصلي، موضحا أن جميع الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا، أصيبوا أيضا بالسلالة الجديدة، مضيفا أن الإصابات بهذه السلالة المتحورة لم تسجل فى أى دولة.

40 طفرة جديدة
ووجد العلماء في أيسلندا، 40 طفرة في فيروس كورونا الجديد وظهرت هذه حالات ضمن أشخاص ذهبوا لحضور مباراة كرة القدم في إنجلترا، حيث اكتشف العلماء هذه الطفرات عن طريق تحليل مسح من مرضى أصيبوا بمرض "كوفيد-19" في أيسلندا، حيث أبلغ العلماء عن 600 حالة حتى الآن.

استخدم العلماء التسلسل الجيني، حيث حدد الباحثون عدد الطفرات الجديدة التي زادت في الفيروس، التي أصبحت بصمات الفيروس، وتمكن العلماء من تتبع فيروس كورونا وتوصلوا أن مصادره الرئيسية في ثلاث دول أوروبية، هي النمسا وإيطاليا، وإنجلترا، حدد العلماء من بين المرضي مصدر الفيروس المتحور في 7 أشخاص ذهبوا لحضور مباراة كرة القدم في إنجلترا.

تحور الفيروس
تعد عملية تحور الفيروس، طبقا لما نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية، عملية بيولوجية، تسمح للفيروس بمهاجمة جسم الإنسان، يساعد علم الجينوم في دراسة الفيروسات وفهم كيفية تصرفها، مما يساعد العلماء على مكافحة الكورونا الذي ينتشر بسرعة كبيرة.

أجرت وزارة الصحة الأيسلندية، اختبارات على 9788 شخصا للبحث عن فيروس كورونا الجديد، منهم هذا الشخص الذي تم تشخيصه، وأشخاص آخريين يعانون من الأعراض أو مجموعات عالية الخطورة لفيروس كورونا حيث تقدم نحو 5000 متطوع لم تظهر عليهم أي أعراض للانضمام إلى الدراسة، وجاءت نتائج 48 متطوع "إيجابية".

تأكد العلماء من التسلسل الجينومي الكامل، الذي كشف عن أدلة حول تطور الفيروس وسلسلة انتقاله حيث كشف كاري ستيفانسون مدير شركة "دي كود جينيتكس" المشاركة في المشروع وخبير علم الجينات البشرية، أنه يمكننا أن نرى كيف تحول الفيروسات، لقد وجدنا 40 طفرة فيروسية خاصة بالجزيرة (أيسلندا)".

أضاف ستيفانسون، ووجدنا شخصا يحتوي على خليط من الفيروسات المتحورة، كان لدى بعض المصابين فيروسات قبل وبعد الطفرات، والعدوى الوحيدة التي يمكن تتبعها لأحد المصابين هي الفيروس المتحور"، موضحا أن المريض كان يحمل نوعين متحورين من فيروس كورونا الجديد.

تسلسل الكورونا
أجرى علماء صينيين، دراسة علي تسلسل جينوم فيروس كورونا الجديد، تبين أن جزيء "آر إن إيه" RNA يضم حوالي 30000 قاعدة تحتوي على 15 جينا، منها جين "أس"، الذي يرمز لبروتين موجود على سطح الغلاف الفيروسي.

ينتمي فيروس كورونا الجديد إلى مجموعة فيروسات "بيتا كورونا"، هو قريب من فيروس سارس، المسئول عن الالتهاب الرئوي الحاد، في نوفمبر 2002 في الصينية ثم انتشر إلى 29 دولة في عام 2003، وتسبب بإصابة حوالي 8098 شخصا، بما في ذلك 774 حالة وفاة.

دراسات سابقة
يتميز فيروس كورونا الجديد، بأنه فيروس يمكنه أن يتحور، وكشف علماء صينيون، في دراسة نشرت في أوائل مارس الجاري، أن الفيروس قد تحول إلى سلالتين منفصلتين على الأقل منذ بدء انتشار المرض في ديسمبر.

كشفت دراسة سابقة في جامعة بكين، أن الجينوم الفيروسي جاء من 103 حالات كشفت عن طفرات في موقعين على الجينوم، باسم "إل" و"أس"، وتوصلت الدراسة أن 70 % من المرضى أصيبوا بسلالة "إل"، وهي أكثر عدوانية وأسرع انتشارا من "أس".

أصول العدوى
أكد الدكتور ديريك جاتسر أخصائي الأمراض المعدية في جامعة لانكستر بإنجلترا، إنه لم يتفاجئ بالنتائج، "أمر متوقع " حيث تتراكم في جميع الفيروسات الطفرات الجينية، ولكن القليل من هذه الطفرات له عواقب طبية.

أضاف جاتسر، أن الدراسة "ذات قيمة في دراسة أصول سلاسل العدوى، ويبدو أن أيسلندا استوردت عددا من الإصابات من دول أوروبية أخرى.

يري ألان راندروب تومسن عالم الفيروسات من قسم المناعة والأحياء الدقيقة في جامعة كوبنهاجن، أن نتائج الدراسة منطقية، كما أن الأمر المهم هو وجود 40 نوعا ضمن 3 مجموعات يمكن إرجاعها إلى مصادر للعدوى".

أضاف تومسن، أنه لابد من معرفة أي المسارات مصابة، وهو شيء نراه في أعقاب الوباء لأننا نريد أن نرى كيف تتطور الفيروسات.