"بعد ألف عام من الزيارات".. شاهد عمليات غلق مزارات شارع المعز اليوم

أخبار مصر

بوابة الفجر


بدأت مساء اليوم الأحد إجراءات غلق مزارات شارع المعز لدين الله الفاطمي أمام الزائرين، بناء على قرار وزارة السياحة والاثار بتعطيل الزيارات لكل الأماكن والمتاحف الأثرية على المستوى الجمهورية للوقاية والحد من انتشار فيرس كورونا المستجد.

وقال محمد أبو سريع مدير عام آثار منطقة الجمالية، إن قرار الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار واضحًا حيث وجه بغلق كافة المزارت الأثرية والمتاحف أمام الزوار بدءً من صباح الغد الاثنين وحتى نهاية مارس الجاري، وعليه اتخذت المنطقة مساء اليوم الأحد كافة إجراءات الغلق بعد مراجعة أجهزة الإطفاء ووسائل التأمين وإجراءات السلامة المهنية. 

وحصلت "الفجر" على صور لإجراءات الغلق التي تمت في نهاية اليوم الأحد كآخر يوم عمل حتى يوم 31 مارس.

وكان الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قد صرح إلى الفجر في وقت سابق أن مصلحة المواطن وصحته، ومصلحة الأثري والموظف وكل العاملين بالسياحة والمرشدين السياحيين هي الأهم وفوق كل اعتبار، والحفاظ على صحة المواطنين والعاملين بقطاع السياحة والآثار هي الأهم.

وأكد أن الوزارة اتخذت قرار الغلق في المقام الأول للحد ولإيقاف وللمساهمة في منع انتشار فيرس كورونا المستجد، والتي بدأت فعليًا منذ قليل، وبدأت مرحلة التعقيم التطهير لكل المواقع والمتاحف وأماكن الخدمات السياحية والمراكب العائمة والفنادق في أنحاء الجمهورية.

وناشد وزيري جموع المواطنين، أن نعمل بنصيحة العلم، وهي التزام البيت قدر ما نستطيع، فبعد ما اتخذته الدولة من قرارات ناحية الحد من انتشار الفيروس علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا ولا نخرج في هذه الأيام القليلة القادمة حتى يزيح الله الغمة عن مصر والعالم.

يذكر أن شارع المعز لدين الله الفاطمي أو شارع القصبة العظمى، هو الشارع الرئيسي في القاهرة الفاطمية، والتي أمر المعز لدين الله الفاطمي قائده جوهر الصقلي بتخطيطها لتكون عاصمة لدولته في مصر.

وجاء تصميم القاهرة على شكل حصين للغاية، بأسوار ضخمة منيعة، وبوابات مرتفعة ذات طابع حربي واضح، ومن هنا اكتسبت اسمها الشهير وهو أنها قاهرة الأعداء، وإن كان في بداية تأسيسها حيث سميت بالمعزية ثم سميت بالمنصورية ثم القاهرة المعزية المحروسة.

يزخر شارع المعز لدين الله الفاطمي بعدد كبير من الآثار من كل العصور التي حكمت مصر بدءً من العصر الفاطمي ومرورًا بالعصر الأيوبي ثم المملوكي وحتى العصر العثماني وانتهاءً بعصر محمد علي.

وتعد أشهر آثار الشارع سبيل وكتاب خسرو باشا وهو عثماني، وكذلك قبة الصالح نجم الدين أيوب آخر سلاطين المماليك والتي أنشأتها الملك شجر الدر وكانت تحوي ما يشبه متحفًا لمقتنيات السلطان، وضريح السلطان، ثم قبة الناصر قلاوون والتي هي جزء من مجموعته الشهيرة، والتي تشتمل على قبة ضريحية، ومدرسة، وخانقاه، وبيمارستان، ويعتبر المارستان القلاووني من أوائل المستشفيات العامة في العالم وسبقه أحمد بن طولون، وصلاح الدين الأيوبي.

كما يأتي متحف النسيج المصري كمعلم من أبرز معالم الشارع، والذي يؤرخ للنسيج المصري منذ العصر المصري القديم وحتى العصر الحديث، مروًا بالفترة القبطية، والعصر الإسلامي، والعصر العثماني، وعصر أسرة محمد علي.

ومن أبرز معالم الشارع جامع الحاكم بأمر الله الفاطمي والذي يحتل المساحة بجانب باب الفتوح، ويعتبر معلمًا مهمًا وهدفًا لكل زوار الشارع.

وعن أقدم عمارة حجرية باقية في القاهرة الفاطمية، تأني واجهة الجامع الأقمر، والذي يرجع بناؤه إلى بدايات العصر الفاطمي، وواجهته من أجمل واجهات العمارة الإسلامية، وقد تم استنساخ واجهة الأقمر في واجهة المتحف القبطي بمجمع الأديان.