الأم في العصر المملوكي.. مفاوضة سياسية وراعية لأبنائها وقت المرض والعاطفة

أخبار مصر

شريف فوزي المنسق
شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز


يعتقد البعض أن دور الأم في مصر اقتصر على التربية وفقط، وأنها لم يكن لها دورًا في الحياة السياسية أو العامة أو حتى العاطفية لأبنائها، وعبر التقرير التالي يكشف لنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، عن دور الأم في العصر المملوكي، وكيف كانت مفاوضة سياسية، وحامية لعاطفة أبنائها.

قال فوزي في تصريحات إلى "الفجر" إن الأم في مصر، وعبر التاريخ، لها مكانة كبرى، ونلمس تلك المكانة من بعض الأحداث التي وقعت في العصر المملوكي، أي منذ ما يقرب من 700 عام، والتي تشير لمكانة الأم في الطبقة الحاكمة بهذا العصر.

الأم مفاوضة سياسية
وأشار فوزي إلى السيدة "خوند أشلون" أم الناصر محمد بن قلاوون، والتي تعد نموذجًا للمرأة السياسية والمفاوضة البارعة، حيث وقع في عصر ابنها فتن كثيرة وتمت محاصرة القلعة، ومن حبها لابنها السلطان، تسلقت أسوار القلعة والتقت وفدًا من المتمردين وقادت المفاوضات، وقد نزلوا على مفاوضاتها واحترموها جدًا.

وهناك أم السلطان السعيد بركة خان ابن السلطان العظيم قاهر الصليبيين والتتار الظاهر بيبرس البندقداري، والتي قامت بدور المفاوض السياسي بين ابنها والأمراء المتمردين عليه والذين اظهروا لها كل ود واحترام.

بجانب أولادها في السجن
وأضاف فوزي أن الملكة خوند زينب زوجة السلطان إينال، وبعد وفاته، وفى أثناء حكم السلطان خشقدم، تعرض ولديها المؤيد أحمد، وأخيه محمد للحبس.

ورفضت زينب أن تقيم بالبيوت السلطانية في القلعة وتترك ولديها، بل انتقلت للإقامة معهم في السجن بالإسكندرية وأشرفت على علاج ابنها محمد المريض حتي توفي، واستأذنت في دفنه بجوار أبيه الأشرف إينال بالقاهرة.

وتابع فوزي أن غريزة الأم هنا انتصرت علي كونها كانت في يوم من الأيام من الأسرة الحاكمة، بل كانت سيدة مصر الأولى في عصر زوجها السلطان إينال.

الأم تقف إلى جانب حب ابنها
وليس فقط في عالم السياية ظهر دور المرأة بل في عالم الحب أيضًا حيث ساق لنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله، أن إحدى زوجات السلطان الناصر محمد بن قلاوون وهي خوند طغاي، والتي كانت المفضلة لدى زوجها ومعشوقته الأولى بين زوجاته، وصل حبها بولدها أنها وقفت إلى جانبه ضد أبيه.

وتابع: عشق ابنها "أنوك" مطربة تدعى زهرة، رغم أنه كان متزوجًا من ابنة الأمير بكتمر الساقي، وحينما بلغ الأمر لأبيه الناصر محمد بن قلاوون استدعى ابنه أنوك، وأراد قتله بالسيف، فتصدت أمه طوغاي له ومنعته من قتل ابنه.