عبده الزرّاع يكتب: معوقات نشر كتب الأطفال..!!

الفجر الفني

بوابة الفجر


يظل نشر كتاب الطفل فى مصر والوطن العربى، يعانى من معوقات كثيرة، تتمثل فى قلة دور النشر الخاصة التى تعمل فى مجال نشر كتب الأطفال، حيث إن كتاب الطفل يتكلف الكثير من الأموال، نظرا لأن الناشر يتحمل أجرا للكاتب وأجرا للرسام، علاوة على تكاليف الطباعة الباهظة من ورق كويشيه وفصل ألوان، وقطع مميز كى يضمن إقبال الطفل عليه، ثم معاناة التسويق والتوزيع بعد ذلك، ولأن ناشر كتب الأطفال يبحث عن الربح فهو لا يقبل إلا الكتب التى يرى من -وجهة نظره- أن لها قارئ وسوف تجد رواجا فى سوق الكتب.


على الجانب الآخر يعانى كاتب الأطفال معاناة كبيرة فى نشر إنتاجه الأدبى، خاصة لو كان فى بداية طريقة الإبداعى، لأن دور نشر كتب الأطفال أصبحت الآن قليلة جدا، مقارنة بنشر كتب الكبار، ولم يعد هناك إقبال من الناشرين على نشر هذه النوعية التى تتكلف الكثير ويعانى معاناة كبيرة فى توزيعها، وظهرت هذه الأزمة بعد مأساة المعونة الأمريكية لنشر كتب الأطفال والتى استحوزت عليها بعض دور النشر الكبرى، وطبعت عددا كبيرا من كتب الأطفال تكفى سنوات، ولازالت مكدسة لديهم فى المخازن، مما أصاب سوق نشر كتب الأطفال بالشلل لسنوات طويلة، ولازلنا نعانى من جرائها.

أما المؤسسات الثقافية الحكومية فهى تقوم بدور حيوى وهام فى هذا المجال لنشر كتب الأطفال، فنجد أن هيئة قصور الثقافة لديها سلسلة "كتاب قطر الندى" التى تنشر كتبا للأطفال، والمفروض أنها شهرية إلا أنها غير منتظمة فى الصدور كل شهر، وهذا نفس ما تعانيه سلسلة كتب "سنابل" للأطفال التى تصدرها هيئة الكتاب والتى أدير تحريرها، ويرأس تحريرها الشاعر والفنان محمد بغدادى، حيث إنها أيضا من المفروض أن تصدر شهريا إلا أنها أيضا غير منتظمة فى الصدور شهريا علاوة على تكدسها بالأعمال مما يجعل الكاتب ينتظر سنوات لصدور كتابه مما يصيب الكثيرين بالإحباط من جراء الانتظار الطويل، وتصدر هيئة الكتاب أيضا بصفتها أكبر ناشر حكومى سلسلة "النشر العام" لكتب الأطفال، وسلسلة الكتب المترجمة، وتقوم إدارة النشر بالهيئة بدور فاعل فى الارتقاء بمستوى النشر عموما ونشر كتب الأطفال خصوصا باشراف د. هيثم الحاج على رئيس الهيئة، كما يصدر أيضا المركز القومى لثقافة الطفل العديد من كتب الأطفال كل عام وننتظر نهضة فى هذا المركز فى النشر، ويقوم المركز القومى للترجمة بنشر العديد من الترجمات فى مجال كتب أدب وثقافة الطفل من لغات أخرى كثيرة، لكن ننتظر بشغف أن يؤدى هذا المركز دوره المنوط فى نشر الترجمات العكسية من العربية إلى اللغات الأخرى حتى تتعرف الشعوب الأخرى على ثقافتنا وإبداعاتنا، ولولا الترجمات لما عرف العالم الكاتب العالمى نجيب محفوظ وغيره من الكتاب العرب، وأحيانا يفاجأنا المجلس الأعلى للثقافة بنشر بعض الكتب للأطفال، كل هذا النشر قليل جدا مقارنة بانتاج كتاب الأطفال من قصص، وأشعار، ومسرح، وروايات.. إلخ.. فى ظل التكدس الموجود فى السلاسل المختلفة فى تلك المؤسسات.

ولا ننسى الدور المهم والرائد الذى تقوم به دار المعارف فى مجال نشر كتب الأطفال وهى من أقدم وأهم الدور التى عملت فى هذا المجال، ولا ننسى مجلة "سندباد" التى كان يرأس تحريرها الكاتب سعيد العريان، ويرسمها ويخرجها الفنان الكبير "بيكار"، علاوة على أنها أصدرت مئات العناوين لكبار وشباب الكتاب وخاصة  السلسلة الرائدة "المكتبة الخضراء" التى عرفت العالم العربى بالكتاب المصريين، وغيرها من السلاسل الأخرى التى تصدرها المؤسسة، وكذلك "دار الهلال" التى تعتبر أيضا من أقدم وأهم الدور التى عملت فى هذا المجال، ولا ننسى مجلة "سمير" من أقدم مجلات الأطفال فى العالم العربى والتى مازالت تصدر حتى الآن، علاوة على نشر سلسلة "كتاب الهلال للأولاد والبنات" التى توقفت منذ فترة و "وروايات الهلال للأطفال" التى توقفت أيضا، فقد تراجع دور الدار فى السنوات الأخيرة.

إذن نحتاج إهتمام حقيقى من قبل الدولة والناشر الخاص على أن يكونوا مؤمنين بدور كتاب الطفل فى تغير مستقبل الأمة إلى الأفضل والأجمل.