حكاية أول امرأة من ذوي الإعاقة تحصل على لقب الأم المثالية

أخبار مصر

عزيزة عبدالستار
عزيزة عبدالستار


صورة من صور الإنسانية والتحدي للظروف الصعبة، فكان الإصرار والعزيمة وراء تحقيق حلمها، وخلقت الدكتورة عزيزة عبدالستار من رحم الحرب وشلل الأطفال، أول امرأة تحصل على لقب الأم المثالية من ذوي الاحتياجات الخاصة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2018.

صعوبات مبكرة في الحياة
وانتقلت "عزيزة" مع والدتها إلى محافظة قنا وعمرها 7 شهور، وكان وقتها لا يوجد تطعيم ضد شلل الأطفال، فأصيبت بالمرض، ولم تقف المعاناة الي هذا الحد ولكن واجهت صعوبة أخرى عندما أكملت 8 سنوات ورفض والدها تعليمها، لكن دعمتها عمتها والحقتها بمديرة التربية والتعليم.

وفي عام 1967 بين الحرب ومعاناتها، استطاعت أن تكمل دراستها الابتدائية، و هاجرت مع أسرتها إلى محافظة الفيوم، بسبب عدم وجود مدارس إعدادية في القرية التي كانت تعيش فيها.

العودة إلى السويس
وعادت إلى محافظة السويس بعد انتهاء الحرب، إذ قرر والداها استكمال دراستها في دار المعلمات، لكن شقيقها حول أوراقها إلى الثانوية العامة، وحصلت على مجموع مرتفع في الثانوية، يمهد لها دخول الى كلية الطب جامعة الأزهر، ولكن شبح التحديات خيم من جديد، حيث واجهت رفض أبيها مرة أخرى بتحقيق حلمها بدخولها كلية الطب وعندما أصرت على هدفها، فوجئت بانه يخطط لزواجها من أحد تجار الذهب ولكنها صممت على الرفض.

وبعد محاولات من اشقائها إقناع والدهم، بأن يسمح لها بدراسة في كلية الطب جامعة الأزهر، وافق والدها أن تلتحق بكلية طب أسنان جامعة المنصورة، وليس كلية طب جامعة الأزهر أمنيتها، ورغم ذلك تفوقت على زملائها، وتم تعينها عام 1985 في مستشفي السويس العام وتولت منصب مديرة المستشفى الآن، وأثناء عملها تعرفت على أحد الأطباء، كان نائب رئيس قسم الصحة النفسية في المستشفى، وقرر الزواج منها.

ورفضت أسرتها هذا الزواج خوفا عليها، فتعرضت لأزمة نفسية حتى تمت الموافقة، ورزقت بطفلها الأول بعد عام من زواجها، ثم أنجبت طفلين اخرين، وبعد عدة سنوات انفصل عنها زوجها، وتحملت مسئولية الأطفال، وعملت في إحدى المراكب البحرية لمدة 3 سنوات دون مصدر رزق، فاضطرت أن تعمل في مستوصف خاص ثم في عيادة خاصة، وجمعت مبلغ قدرة 2000 جنيه، وحصلت على قرض، وافتتحت عيادة خاصة.

إنسانة لا تعرف المستحيل
كانت "عزيزة" لا تعرف المستحيل، فترفض رفع الراية البيضاء لهذا المرض اللعين الذي أعجزها عن الحركة، وكانت غايتها أن تصبح طبيبة، حتى تحقق حلمها، ولم تكتف بذلك، فعلمت أولادها وزرعت فيهم حب النجاح والإصرار والعزيمة، وحذفت كلمة "فشل" من قاموس حياتهم.

وجاء دور أبنائها لرد الجميل، فبعثوا إلى وزارة التضامن الاجتماعي ورشحوا والدتهم للحصول على لقب الأم المثالية دون علمها، وفوجئت بحصولها على لقب الأم المثالية على الجمهورية.