شاهد.. إزالة تعدي مقهى على حرم أثري بمنطقة البساتين

أخبار مصر

ازالة مقهى
ازالة مقهى


قالت سهير قنصوه مدير عام مناطق آثار مصر القديمة والفسطاط، إن المنطقة تحركت اليوم لتنفيذ قرار إزالة ضد مقهى كان متعديًا على حرم أقدم أثر مائي في مصر الإسلامية، وهي قناطر ابن طولون، والمعروفة بين العامة باسم "بئر أم سلطان" .

وأوضحت قنصوه في تصريحات إلى الفجر، أن أحد المواطنين كان قد استولى على مكان ملاصق للأثر "بئر أم سلطان"، وقام بتحويلها إلى مقهى بلدي، وتم التحرك في سرعة من المنطقة وإبلاغ الحي وشرطة السياحة والآثار، حيث تم إزالة التعدي نهائيًا.

وأشارت قنصوه أن الأثر يعتبر من الآثار الإسلامية الهامة حيث أن قناطر ابن طولون تسبق في الإنشاء قناطر صلاح الدين المعروفة بسور مجرى العيون، ويتم الآن بحث خطوات صيانته وترميمه والحفاظ عليه.

وحصلت الفجر على عدد من الصور التي تسجل عملية الإزالة التي تمت عصر اليوم الأربعاء.

ومنطقة بئر أم السلطان الأثرية في حي البساتين هي بداية قناطر أحمد بن طولون وتنتهي عند جامع سيدي عقبة، أنشأها بن طولون في القرن التاسع الميلادي لإيصال المياه من بركة الحبش إلى سكان المدافن.

وشيَّد أحمد بن طولون في الجنوب الشرقي من مدينه "القطائع" قناطر للمياه، وكان الماء يسير في عيونها من بئر حفرة في أسفلها، وكان يرفع الماء من البئر إلى القناطر بواسطة ساقية، وقد بنيت هذه القناطر من نفس الآجُرّ "الطوب الأحمر" الذي بُني منه جامعه، لهذا يعتقد أن المهندس الذي شيدها هو نفس المهندس الذي شيد الجامع، ولا تزال بقية من هذه القناطر باقية في حي البساتين بالقاهرة إلى اليوم.

والهدف من بناء هذه القناطر كان إيصال المياه إلى تلك المنطقة التي كان يشغلها القصر العظيم الذي بناه أحمد بن طولون لنفسه في شمال القطائع، وسمي قصر الميدان، وجعل فيه الحدائق الغناء والبساتين العامرة والملاعب والساحات، ولعل اسم المنطقة "البساتين يرجع لذلك.

وكانت القناطر تمد القصر والحاشية وجنود بن طولون وتزود الحدائق والبساتين بالماء الغزير، أو الكافي على الأقل، بكل الطرق الممكنة التي يتيسر الحصول عليها.

يذكر أن قناطر ابن طولون هي النموذج الأقدم للعمارة المائية في مصر حيث أعقبها بعد ذلك سور مجرى العيون والذي أسسه صلاح الدين الأيوبي ثم أكمله الناصر محمد بن قلاوون والسلطان قنصوه الغوري، والذي يمتد من فم الخليج وحتى السيدة عائشة.