القس إبرام سليمان يوضح الرد المسيحي بشأن وباء كورونا

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


قال القس إبرام سليمان، كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، إن الخوف – المنتشر في العالم اليوم بسبب فيروس كورونا – أسوأ بكثير من الفيروس نفسه، وإذا ضاع سلام أولاد الله في وسط الأخبار المزعجة لانتشار هذا الفيروس في العالم كله، فماذا يكون الحال مع أولاد العالم؟، لذلك في هدوء وبعيدا عن صخب الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، دعونا نلتمس فهم الموقف وكيفية مواجهته في نور كلمة الله.

وأكد " سليمان"، عبر حسابه الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي" فيس بوك"، أن فيروس كورونا ليس هو الأول ولن يكون الأخير من الأوبئة أو الكوارث التي نواجهها في هذا العالم.

وأضاف، أن يسوع المسيح قد أخبرنا في الكتاب المقدس، وقال “وَتَكُونُ زَلاَزِلُ عَظِيمَةٌ فِي أَمَاكِنَ وَمَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ. وَتَكُونُ مَخَاوِفُ وَعَلاَمَاتٌ عَظِيمَةٌ مِنَ السَّمَاءِ” (لوقا 21: 10-11)، وكأن الرب يسوع يقول لنا اليوم أيضا: “هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ” (متى 24: 25)، “قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ” (يوحنا 16: 33).

وتابع: انتشار الشر والأمراض في العالم هو أحد صور هجوم مملكة الشر على البشرية، لأن العالم مازال موضوعا تحت سيطرة إبليس. قال الرب يسوع عن إبليس أنه “رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ” (يوحنا 14: 30)، والقديس بولس الرسول يقول عنه أنه “رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ” (أفسس 2: 2). وحسب قول القديس يوحنا: “الْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ” (1 يوحنا 5: 19). القديس بولس الرسول يصف العالم الحاضر أنه “الْعَالَمِ الْحَاضِرِ الشِّرِّيرِ” (غلاطية 1: 3-4).

وأكمل سليمان: الفداء الذي أتمه الآب السماوي في شخص ربنا يسوع المسيح على الصليب المقدس هو فداء لأرواحنا من الخطية وسلطانها ومن الدينونة، ولكننا ننتظر مجيء السيد المسيح مرة ثانية من أجل فداء أجسادنا وتجديد الخليقة. في هذا يقول القديس بولس الرسول: “نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ. وَلَيْسَ هَكَذَا فَقَطْ بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا” (رومية 8: 22-23). وما زلنا “نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ” (فيلبي 3: 20-21).

وأضاف: ليكن لنا رجاء أنه سيأتي يوم ينتهي فيه إبليس والشر [أي الخطية] والطبيعة الشريرة [الطبيعة الخاطئة]، وبالتالي نعيش في ملكوت الله بلا مرض. هذا ما يبشرنا به سفر الرؤيا: “َإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ [الشر] وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ [الطبيعة الخاطئة]. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلًا إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ” (رؤيا 20: 10).

وواصل: أولاد الله الذين يعيشون تحت حماية الآب السماوي لا يخافون ولا يرتعبون من أي المخاطر أو الأوبئة. والكتاب المقدس مملوء بالمواعيد الإلهية التي تعبر عن ذلك، ومنها ما ورد في مزمور 91، إذ يقول: “اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. أَقُولُ لِلرَّبِّ: مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلَهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ وَلاَ مِنْ وَبَأٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ وَرَبَوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ، لأَنَّكَ قُلْتَ: أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي، جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ، لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرْقِكَ. عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ، الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ، مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي” (مزمور 91).

واستكمل: من الحكمة أن نتبع كل التعليمات الطبية الواجبة للحد من انتشار المرض، وجانب كثير من الوصايا التي قدمها الله في الشريعة هو عبارة عن وصايا للعناية بصحة شعبه وعدم نشر العدوى، مثل الوصايا الخاصة بمرض البرص، والاحتراس من الدم.