"الإفتاء" تطالب بتخصيص 15 مارس يومًا لمكافحة كراهية الإسلام

أخبار مصر

دار الإفتاء
دار الإفتاء


قال مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدار الإفتاء، في الذكرى الأولى للهجوم الإرهابي على مسجدي كرايستشيرش بنيوزيلندا: إن الهجوم الإرهابي مثَّل نقطة فارقة وكاشفة عن حقيقة إرهاب الدواعش البيض في الغرب، كما أنه كشف عن العديد من العبر والدروس للكثير من الشعوب.

وأوضح، في بيان اليوم الأحد، أن الهجوم الإرهابي الذي نفذه أحد المنتسبين لليمين المتطرف الإرهابي دفاعًا عما أسماه "سيادة البيض" وراح ضحيته أكثر من 50 مصليًا بالمسجدين، كشف عن خطورة انتشار هذا التيار وتمدده بين العديد من الشباب الغربي تحت شعارات "دموية وعنصرية".

ولفت إلى أنه كشف النقاب عن مخاطر الصمت والاستهانة بتداعي خطاب التحريض والتمييز الإعلامي في الغرب ضد المسلمين والإسلام وأماكن عبادتهم، فتحولت الدعوات إلى إرهاب يمارس نشاطًا عنيفًا.

وأكد المرصد أن الهجوم الإرهابي كشف بشاعة إرهاب اليمين المتطرف، بعد أن تم تصوير الهجوم في "بث حي" على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤكد أن إرهاب اليمين المتطرف لا يقل خطورة عن إرهاب التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرهما ممكن أحلوا سفك دماء الأبرياء.

ونوه المرصد بأن الهجوم الإرهابي الغادر، كشف عن فشل منفذ الهجوم في مبتغاه من حيث نشر العنف وتسارعه ضد المسلمين وأماكن عبادتهم.

وأورد أن الهجوم أظهر حملات التضامن الرسمية والدينية والمجتمعية التي أعقبت الهجوم تضامنًا مع أسر الشهداء، حقيقة إدراك معظم الشعوب وأصحاب الديانات أهمية التعايش والسلم المجتمعي كأحد ركائز وأسس المجتمعات الغربية المعاصرة القائمة على التنوع وضمان الحريات العامة للجميع دون تفرقة على أساس اللون أو الجنس أو الدين؛ حفاظًا على النسيج المجتمعي داخل تلك البلدان.

واعتبر المرصد، جهود ما بعد الهجوم الإرهابي رمزًا للتضامن الديني بين أبناء الديانات المختلفة التي سارعت لتقديم العون والتبرعات لأسر الضحايا، ليؤكد الهجوم على أن مثل تلك الهجمات البشعة والشنيعة ليست من الأديان في شيء ولم تدع إليها أي ديانة سماوية، ولكنها نبت شيطاني رجيم. 

واستكمل أن الهجوم كشف عن مخاطر التوظيف الإعلامي والأكاديمي الغربي لمصطلحات مثل "الإرهاب الإسلامي" ومحاولة ربط العنف والإرهاب بالدين الإسلامي، حيث مثلت تلك المصطلحات ودعواتها الحاضنة الأساسية المشكلة لعقلية المتطرف الغربي ضد المسلمين ومساجدهم.

وذكر المرصد، أنه بالرغم من الجهود الجماعية والمجتمعية التي أعقبت الهجوم سواء في صورة اتخاذ إجراءات أمنية أو سن قوانين أو تضامن ديني ومجتمع، فما زالت وتيرة سعار الإسلاموفوبيا في التزايد، وهو ما يرتبط بالأساس بمجموعة من المبادئ والأفكار المدعومة من تيارات متطرفة وإرهابية.

واستطرد أن هذا التيار بدأ التحول من تيار سياسي ومجتمعي إلى تيار يمارس بعض عناصره العنف المباشر ضد المسلمين، وهو ما يستدعي ضرورة إيجاد برنامج دولي وأممي لمواجهة هذا السعار قبل تحوله إلى شبح إرهابي خطير يهدد السلم المجتمعي والتعايش السلمي بين كافة الشعوب.

ودعا المرصد التابع لدار الإفتاء المصرية إلى تخصيص يوم سنوي رسميًّا وهو يوم الـ15 من مارس لمكافحة كراهية الإسلام تعويضًا عما تعرض له المسلمون والمهاجرون عما حدث لهم في ذلك اليوم، كما أنه يساعد على نشر الوعي والمشاركة والتعليم والتأمل الذاتي للمجتمع، وخلق محادثات مفتوحة وصادقة.