متي نشأ أول حجر صحي في التاريخ.. أيات من الكتب السماوية ووقائع عالمية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قررت السلطات الإيطالية، فرض أكبر حجر صحي على ملايين الأشخاص في شمالي إيطاليا، ضمن خطوات احترازية لمكافحة تفشى فيروس "كورونا" حيث أصبحت إيطاليا أحد أماكن الرئيسية لانتشار فيروس "كورونا" في العالم مع تسجيل 233 وفاة و5823 إصابة.

كشفت وكالة الأنباء الفرنسية، توقيع رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي، مرسوما رئاسيا، السبت الماضي، يدخل بموجبه جزء من شمالي البلاد في الحجر الصحي، فرض كونتي قيودا صارمة على الدخول والخروج إلى منطقة واسعة في شمال إيطاليا بالإضافة إلي إغلاق المتاحف والمسارح وصالات السينما، الأماكن الترفيهية في أنحاء البلاد، إغلاق المدارس والجامعات.

يعيش في هذه المناطق أكثر من 16 مليون شخص، يوزعون على 14 مقاطعة أصبحت ضمن الحجر الصحي، تضم منطقة لومبارديا مدينة ميلانو العاصمة الاقتصادية للبلاد، ومنطقة البندقية وشمال منطقة إيميليا رومانيا وشرق بييمونتي، أصبحت شمال إيطاليا أكبر منطقة معزولة بالحجر الصحي في العالم، تستعرض "الفجر" تاريخ الحجر الصحي في العالم

الكتب السماوية

يوجد في سفر اللاويين (أحد أسفار التوراة) وصايا لعزل المصابين لمنع عدوى الأمراض التي تسبب قرحة في الجلد مثل البرص او القرح في الجلد، بعزل المصاب في مكان بعيد عن جماعة بني اسرائيل.

وضع النبي صلى الله عليه وسلم، في عدد من الأحاديث، مبادئ الحجر الصحي، منع الناس من دخول البلدة المصابة بالطاعون، ومنع أهل البلاد المصابة من الخروج، بل جعل الخروج منها كالفرار من الجهاد والحرب الذي هو من كبائر الذنوب، وجعل للصابر في الطاعون أجر الشهيد.

دمشق 

عرفت دمشق، نظام الحجر الصحي، بني الخليفة الأموي السادس الوليد بن عبد الملك، أول مستشفى "بيمارستان" في دمشق، عزل الوليد، المصابين بالجذام، ومنع اختلاطهم ببقية المرضى في المستشفى، صرف الخليفة رواتب للمرضى المجذومين وقدم العلاج بالمجان، اختار أفضل الأطباء لخدمة المرضى.

استمر الحجر الصحي، للمرضى الجذام في المستشفيات بالعالم الإسلامي لقرون، بنى العثمانيون، في عام 1431، مستشفى للجذام في أدرنة العاصمة العثمانية قبل فتح القسطنطينية.

البندقية

يعود مصطلح الحجر الصحي، للقرن 14 في مدينة البندقية الإيطالية، واشتقت كلمة الحجر الصحي (quarantine) من كلمة أربعين يوما، وهي فترة عزل ركاب السفن في جزر قريبة للتاكد من عدم وجود أعراض الطاعون، قبل وصولهم لشواطئ مدن أوروبا أثناء وباء الطاعون أو الموت الأسود الذي انتشر في أوروبا بين عامي 1347 و1352 ليقضي على قرابة 30% من السكان، علي أكثر عشرين مليون إنسان.

أمريكا

تفشى وباء "الحمى الصفراء" في أمريكا الشمالية، في أواخر القرن 18 والقرن 19، "انتشار وباء الحمى الصفراء 1793 في فيلادلفيا، انتشر المرض في جورجيا (1856)، وفلوريدا (1888)".

انتشر وباء الكوليرا والجدري خلال القرن 19، واعتمدت حكومات الولايات على تطبيق الحجر الصحي، كإجراء احترازيا للسيطرة على حركة الناس داخل وخارج المجتمعات الموبوءة.

حراس مسلحين

استخدمت الدول الأوروبية خلال العصر الصناعي، حراس مسلحين في الحجر الصحي يمنعون دخول أو خروج أي شخص يظهر أنه مصاب بمرض وبائي، قد تعسفت الحكومة الأوروبية في استخدام هذه الاجراءات لاعتبارات سياسية أو سياسات عنصرية لتخرج عن ممارسة الطب.

امتلكت العديد من المدن الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة، في القرن التاسع عشر، جزيرة نائية أو مرفق لإحتواء لعزل المرضى أو المشتبه بكونهم مصابين، فقد توفي الكثير من المرضى، وسجلت حالات إساءة للمصابين في "الحجر الصحي" بعزل الأشخاص غير مرغوب فيهم لأسباب غير مرضية.

خيام الحجر الصحي

حكى الدكتور هوارد ماركيل أستاذ تاريخ الطب بجامعة ميشيجان، في مقال بصحيفة نيويورك تايمز، عن وقوع حادثة في يناير 1892 عندما انتشر وباء التيفوس بين المهاجرين اليهود الروس الذين سكنوا الجانب الشرقي من مدينة نيويورك.

أضاف ماركيل، أن وزارة الصحة المحلية جمعت اليهود الروس إلى جانب اليهود الآخرين الذين عاشوا في منطقة قريبة، ولم يكونوا مرضى، وهو ماتسبب في توسع العدوى بين الأصحاء بسبب التكدس في خيام جزيرة الحجر الصحي.

إجراءات عنصرية 

نقل وليام جنكينز، مسئول الحجر الصحي لولاية نيويورك، مئات من ركاب أوروبا الشرقية واليهود الفقراء إلى جزر نائية ضمن إجراءات الحجر الصحي لمنع تفشي الكوليرا، ولكنه استثنى ركاب الدرجة الأولى.

طبقت سلطات سان فرانسيسكو، "الحجر الصحي" بسبب وباء "الطاعون الدبلي" في عام 1900، على المباني في الحي الصيني الذي يعيش فيه الصينيون، لم يطبقوا الحجر الصحي على الأمريكيين، والذين كانوا يتحركون خارج بيوتهم، بزعم، أن الطاعون مرض يصيب من يتناولون الأرز، وليس من يتناولون اللحوم".