"القومي للسينما" يُكرم أول فيلم سينمائي مصري مستقل من إخراج أحمد عاطف

الفجر الفني

بوابة الفجر


يكرم نادي السينما المستقلة الذي الذي ينظمه المركز القومي للسينما برئاسة د.سعاد شوقي، المخرج السينمائي د. أحمد عاطف دره، بعرض فيلمه "الغابة" الذي قام بإخراجه وإنتاجه عام ٢٠٠٧ ليكون اول فيلم مصري مستقل "تم تصويره علي خام سينمائي" يوم السبت ١٤ مارس بسينما الهناجر بدار الاوبرا في السابعة مساءا.

 

ويعقب العرض ندوة يديرها الناقد أحمد عسر.


وبدأت موجة السينما المستقلة بمصر في أعوام الألفينات لتحقق مزيد من الإستقلالية للسينمائي المصري وسط سيطرة الشركات الكبري علي الانتاج والتوزيع ودور العرض. 

 

وعلي سبيل التجربة، تم انتاج تجربة واحدة ديجيتال قبل فيلم الغابة وفيلم اخر فرنسي مشترك، لكن صناع فيلم الغابة أصروا علي أن يكون أول فيلم مستقل علي خام سينمائي رغم صعوبة موضوعه واماكن تصويره. حيث عالج الفيلم قضية اطفال الشوارع والمشردين، وتم تصويره بعدد كبير من الخرابات والاماكن العشوائية، وكان من باكورة الافلام التي قدمت حياة المهمشين في هذه المرحلة من تاريخ السينما المصرية.


 وتعاون صناع الفيلم مع جمعية قرية الأمل لاطفال الشوارع، حيث شارك ببطولة الفيلم اطفال الجمعية اللذين لهم خبرات سابقة بالشارع، وقد شاركوا بالفيلم حسب المعايير الدولية لتشغيل الاطفال ولمعاملة الأطفال اصحاب الخبرات الصعبة.

 

وكان الفيلم هو نقطة الانطلاق الحقيقية للفنانتين حنان مطاوع وريهام عبد الغفور اللتان اصبحتا من اهم مواهب التمثيل في مصر الان. وقام بالبطولة كذلك الفنانين عمرو عبد الجليل، أحمد عزمي وباسم سمرة الذي حصل علي جائزة افضل ممثل عن دوره بالفيلم في استفتاء النقاد الذي اقامه مهرجان  الاسكندربة السينمائي لافلام نفس العام.وقد كتب سيناريو الفيلم المؤلف الكبير ناصر عبد الرحمن الذي يحضر عرض الفيلم بنادي السينما المستقلة. وكان الفيلم ايضا هو اول فيلم لمدير التصوير رؤوف عبد العزيز، الذي انطلق بعدها ليصبح من الاسماء المميزة في سينما اليوم.

 

وقد حصل فيلم الغابة علي عدة جوائز دولية منها جائزة افضل صوت وجائزة افضل فيلم يعبر عن المدينة من مهرجان فسباكو: اكبر مهرجانات السينما بافريقيا. وجائزة افضل فيلم من مهرجان واشنطن للسينما المستقلة. وعرض بمهرجانات دولية هامة منها القسم الافريقي بمهرحان كان السينمائي وهامبورج بألمانيا، سان فراسيسكو للسينما العربية، ايام الجزائر السينمائية،وفانكوفر وهونج كونج و مولوديست بأوكرانيا وغيرها. وتم تقدير الفيلم من منظمة الفرانكفونية والاتحاد الاوروبي ومهرجان روتردام وصندوق السينما بوزارة الخارجية الفرنسية.

 

يقول المخرج احمد عاطف: وجدت صعوبات كثيرة في انجاز الفيلم لان أبطال فيلمي كانوا غير معروفين كنجوم شبّاك وقتها مما أدى إلى إحجام الموزعين عن منح سلفة توزيع للفيلم، وإلى عقبات كثيرة في التسويق.  فانتجت الفيلم ببعض المدخرات الشخصية وبعض المنح الصغيرة وتأجيل المؤلف والابطال لاجورهم،  واضطررت إلى اقتراض المبلغ المتبقي من البنك كي أنجز الفيلم،  إيماناً مني بأهمية المشروع، وهي مخاطرة كبيرة اضطررت إلى خوضها بعدما أُغلقت كل الأبواب الانتاجية والتوزيعية في وجهى، ولم يكن أمامي حلّ آخر. رغم انني كنت عدت لتوي من دراسة الماجستير بجامعة جنوب كاليفورنيا بهوليوود، لكن حتي ذلك لم يشفع لي عند الموزعين.

 

من أين استلهمت فكرة الفيلم؟ كانت الفكرة مشروع تخرجي قبل 14 عاماً. يومها حلمت بأن تسنح لي الفرصة لطرحها من خلال فيلم روائي طويل وهو ما تحقق الحمد لله . قدمت فيه لغة سينمائية مختلفة تماماً عمّا قدمت من قبل. حاولت ان اقدم رؤية بصرية شديدة الثراء معتمدة علي تأثير الألوان ودعمها لنقل الحالة الفنية التي أريد توصيلها. 

 

د. احمد عاطف دره هو مخرج سينمائي وكاتب ومدير تحرير بحريدة الاهرام . بدأ حياته كممثل طفل في مسلسلات التلفزيون المصري بسنوات الثمانينيات وقام بالتمثيل مع كبار الفنانين مثل محمود المليجي ويحيي شاهين و محمود ياسين وغيرهم. ثم اتجه للاخراج السينمائي والصحافة والعمل بالمهرجانات السينمائية. فأخرج عددا من الافلام والمسلسلات حصلت علي ٣٨ جائزة محلية و دولية، واصدر عدة كتب عن السينما. وشارك في عدة لجان تحكيم مهرجانات دولية.منها لجنة تحكيم النقاد بمهرجان كان السينمائي عام ٢٠١١ . وله نشاط دولي كبير فعمل لفترة خبيرا بالاتحاد الاوروبي في مجال السينما، ثم انتخب عام ٢٠١٣ في منصب السكرتير الاقليمي للاتحاد الافريقي للسينمائيين التابع لمنظمة الاتحاد الافريقي. ومازال في المنصب حتي الان. ويقوم بالتدريس الجامعي بالجامعة البريطانية بمصر. و تدرج في العمل بالمهرجانات السينمائية حتي اصبح مدير مهرجان القاهرة السينمائي ٢٠١٢. وهو الان مؤسس ورئيس مهرجان العلمين السينمائي الدولي الذي سينطلق قريبا.