أحمد شوبير يكتب: الفرص الضائعة

الفجر الرياضي



الصورة مشوشة أمام الجميع، لا أحد يعرف ما الذى سيحدث غدا لدينا العديد من التحديات على كل المستويات ما بين استكمال مسابقتى الدورى والكأس وما بين إعداد المنتخب للتصفيات الإفريقية وتصفيات كأس العالم وما بين انتخابات اتحاد الكرة القادمة وما بين الموقف فى الاتحاد الإفريقى وأيضا صراع الكورونا الذى يغزو العالم وللأسف لا توجد رؤية واضحة لدى المسئولين كل ما نسمعه أو نقرأه هو من فعل الماضى وأفكار عفا عنها الزمن من زمن ولكن يبدو أن البعض يحب دائما أن يعيدنا إلى أيام لن تعود أبدا لأن الدنيا تغيرت وتعالوا نبدأ مثلا بما قرأناه أخيرا من الدعوة إلى تشكيل لجنة حكماء لحل أزمات الرياضة المصرية ومع شديد احترامى لأصحاب الفكرة وشديد احترامى أيضا لكل الأسماء المحترمة المرشحة لهذه اللجنة دعونى أتساءل بصوت عال ما معنى أولا لجنة الحكماء وما صلاحيتها وما دورها وحتى تكون الصورة أوضح أحكى لكم قصة لجنة الحكماء وكيف بدأت فى الوسط الرياضى فى مصر فالبداية والنهاية كانت فى نادى الأهلى أيام كان هناك من نستطيع أن تطلق عليهم الحكماء وكان اختصاصها أن تساعد فى أيام الانتخابات فى اختيار المرشحين الأنسب للترشح لعضوية مجلس الإدارة ولم يكن رأيها ملزما بأى حال من الأحوال ولكنها تقدم رأيها واختياراتها وبعد ذلك يكون القرار لأصحاب القرار ولكن لأنها كانت تضم عظماء فى ذلك الوقت فكان رأيها له كل الاحترام مع العلم أن البعض أحيانا لم يكن ينصاع لهذه الاختيارات دون أدنى مشكلة ولكن كان يدفع الثمن بعدم نجاحه فى الانتخابات ومازاد من قوتها أنها كانت أيام الراحل صالح سليم ومن بعده حسن حمدى أساتذة الإدارة فى مصر عبر كل العصور ثم بفعل الزمن انتهى تقريبا اسم لجنة الحكماء ولا مانع من استشارة بعض الرموز فقط لاغير ولكننا الآن ومع وجود قانون للرياضة لم يترك صغيرة وكبيرة إلا وتناولها ووضع لها عقوباتها وللأسف الشديد ولأننا لا نستطيع أن نطبق القانون حاولنا أن نحتمى بكلمة لجنة الحكماء! والحقيقة أننى لا أفهم كيف أننا لانستطيع تطبيق قانون وضعه البرلمان ووافق عليه المشرعون ومجلس الدولة وكل اللجان ثم وقع عليه السيد رئيس الجمهورية يعنى أنه أصبح ملزما للجميع وبكل أسف تقول لجنة حكماء! شيء لايصدقه عقل.. أيضا البطولات المحلية كيف تنتهى ومتى؟ لا أحد يعرف على الإطلاق فاتحاد الكرة المؤقت والذى أصبح فى مرمى النيران من الجميع لم يعد قادرا أبدا على التوفيق بين كل الأطراف ولا أحد يساعده فى أى قرارات انضباطية، بل العكس هو الصحيح فالهجوم ثم الهجوم هو الوسيلة الأولى لكل من لا يعجبه القرارات والاتهامات ومعظمها باطلة تكون جاهزة للطعن فى الذمم والأعراض وبكل أسف تحدث الهزة الشديدة، فيختل ميزان العمل داخل الاتحاد مع الاعتراف بنقص الخبرة لدى البعض وأيضا بالعناد أحيانا من البعض الآخر والنتيجة أننا لا نعرف كيف ستنتهى المسابقة ومع من وهل سنستمر مثل الموسم الماضى مع بداية شهر سبتمبر حتى ينتهى الموسم.. أيضا انتخابات اتحاد الكرة واللوائح والتفصيل من خارج الاتحاد برعاية كبيرهم وساعده لإبعاد البعض عن الترشح للانتخابات فقط لاستعراض القوة والتأكيد على أنهم هم من يديرون الكرة المصرية وأن بإمكانهم إبعاد فلان ومساندة فلان الآخر، ولكن بشرط أن يقدم فروض الولاء والطاعة لهم لو أراد أن يكون له دور فى المرحلة المقبلة وإلا سيكون مصيره الخروج من جنتهم والتى هى فى الحقيقة نار ودمار وفساد واضح، ولكن يبدو أننا أصبحنا نعشق أن نعيش وسط هذا الجو الفاسد وأن أية محاولة للإصلاح ستقابل بالحملات الضارية مدفوعة الثمن مسبقا وسيخرجون ألسنتهم للجميع معلنين تصديهم لكل محاولات الإصلاح وإصرارهم على البقاء لأطول فترة ممكنة وتصدير الوهم للجميع بأن إخفاقاتهم إنجازات وأخطاءهم نجاحات وعليك أن تسير ومعك طبلة ورق وناى لتعزف خلفهم أجمل ألحان الفساد والقائمة طويلة وبعلم الجميع، ولكن وبكل أسف البعض يفضل هذا الطريق، حيث إنه مضمون المكاسب وأضرب مثالا واحدا من أن رئيس اتحاد سابق يسعى للترشح من جديد ولا توجد فى عينه ذرة من رماد، حيث ظل لمدة تقرب من عامين كاملين يتقاضى راتباً قدره 25 ألف جنيه شهريا، بالإضافة إلى سائق وسيارة بفرمان من رئيس الاتحاد وقتها بحجة أنه لا يجد وظيفة وياليته ذهب يوما واحدا إلى اتحاد الكرة ليمارس مهام عمله بل كان وجوده فقط أول كل شهر ليتقاضى راتبه، ومع ذلك يسعى كبيرهم فى حال عدم ترشحه للانتخابات أن يضعه من جديد كرئيس لمنظومة الكرة المصرية؟ وغيره الكثير من الأمثلة والتى ستجعلنا نبكى كثيرا بل نلطم أحيانا على الفرص الضائعة على الكرة المصرية، أما الحديث عن الاتحاد الإفريقى فقصته طويلة ولذيذة سنحكى عنها قريبا جدا، فالمسلسل طويل وملىء بالمفاجآت ويحتاج إلى عدة حلقات.