سعر الدورة آلاف الجنيهات.. شخص ينتحل صفة قائد بقوات الصاعقة وينصب على المواطنين

أخبار مصر

صورة من الشهادات
صورة من الشهادات


يصدر "كارنيهات" تحت اسم "أكاديمية الظل" ويضع "لوجو" شبيهًا بأفراد "داعش" الملثمين، وشهادات ممهورة بختم نسر مطموس

يدعي أن الشهادة تؤهل الضباط من رفع أسهمهم في جهاتهم الأمنية، وتؤهل الراغبين في الالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة.

أصبح النصب وسيلة شائعة للبعض لتحصيل الأموال من المواطنين الأبرياء، ممن يسعون إلي تطوير مسيرتهم المهنية أو الوظيفية، إلا أن النصب أصبح يتم من خلال أشخاص تعتمد على مسميات وظيفية، وتنتحل صفة شخصية أمنية حتى تكون مصدر ثقة للمواطنين الراغبين في الحصول علي خدمات أو منتجات أو دورات، كما أصبح شائعًا الآن أن يكون النصب يشمل إصدار شهادات وبطاقات وظيفية، ومن ضمن هؤلاء "أكاديمية الظل" التي فعّلت إعلانًا ممولًا على صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لشخص يدعي أنه خبير في مكافحة الإرهاب إلى جانب عمله بجهه أمنية. 

أكاديمية في غرفة ضيقة!
بحثت "الفجر" علن مكونات الصفحة وصاحبها، ووجدت مجموعة من المقاطع المصورة لشخص في غرفة ضيقة يدرب شخصًا آخر على مواجهة هجوم من عناصر داعش، وكيفية صد ذلك الهجوم سواء كان بالسكين أو بسلاح ناري، وتضمنت المقاطع بعض الكلمات البذيئة خلال التدريب.

وتضمن الإعلان أن الدورة التي تقدمها "أكاديمية الظل" هي دورة دفاع عن النفس ومواجهة مخاطر، لمدة أربعة أيام بقيمة 3000 جنيه، وصاحبها يحصل في نهاية الدورة التدريبية على "كارنيه" يحمل صفة وظيفية، وشهادات معتمدة من الأكاديمية، موثقة بختم شعار النسر لجمهورية مصر العربية، كما يمكن توثيقها من وزارة الخارجية المصرية على حد وصف الإعلان المذكور. 

شهادة الدورة
وأطلعت "الفجر" علي الكارنيه الذي تقدمه الدورة والأكاديمية، ووجدت أنه يحمل اسم "أكاديمية الظل" وعلى يمين الكارنية شعار لشخص ملثم ومسلح يشبه عناصر داعش الإرهابية، إلي جانب صورة العضو، وبياناته من رقم قومي، وحمل الكارنية صفة "منسق علاقات أمنية" لحاملة، كما شمل ختمًا للأكاديمية وتوقيع صاحبها تحت أسم "القائد مصطفى الشاذلي"، أما ظهر الكارنية تضمن جملة: "يرجى من الجهات المختصة تسهيل مهمة حاملة". 

أما الشهادة التي تصدرها "أكاديمية الظل" حملت نفس الشعار لشخص ملثم، وحملت جملة متضاربة في الاختصاص والمجال، وهي أن صاحبها "أتم دورة موارد بشرية في مجال فنون الاشتباك والدفاع عن النفس"، وحملت الشهادة المذكورة ثلاثة أختام لنسر الجمهورية، إلا انه في جميع الشهادات الصادرة كان مطموسًا، بحيث لا تستطيع قراءة الجهة الصادر عنها ختم نسر الجمهورية، إلى جانب أختام أخرى مطموسة الشكل والمصدر.

وتواصلت "الفجر" مع الرقم الموضح في الإعلان تليفونيًا لمعرفة تفاصيل أكثر عن الدورة وصاحب الإعلان، فأجابنا شخص يدعي "مصطفي الشاذلي" معرفًا نفسه لنا بـ "قائد تدريب اشتباك العمليات بقوات الصاعقة وخبير مكافحة الإرهاب والقائد العام لأكاديمية الظل"، وبدأ في طلب معلومات شخصية عنا تشمل الاسم، والسن، والمؤهل الدراسي، والعنوان، وتوجيه بعض التعليمات لنا بخصوص حضور الدورة، وأثناء الاتصال التليفوني رفض أن نطلق عليه لقب "كابتن"، مؤكدًا انه قائد تدريب اشتباك العمليات بقوات الصاعقة، وفور سؤالنا عن رتبته العسكرية لهذا المُسمي الوظيفي أعاد نفس التعريف مرة أخري هربًا من السؤال.

من هو مسؤول الأكاديمية
وأخبرنا مسؤول الأكاديمية "الظل" أن تلك الدورة التدريبية تمنحك شهادة معتمدة بختم النسر، وتؤهلك للقبول بالكليات العسكرية والشرطة، ويمكنك إرفاقها في الملف عند التقديم لهاتين الكليتين، ليس ذلك وحسب بل أن الضباط الذين يحصلون على تلك الشهادة من الدورة يمكنهم تقديمها في مؤسساتهم لتثبت أنهم مؤهلين لهذا العمل، وترفع من أسهمهم كضباط على حد وصفه وتعبيره نصًا، مشيرًا إلى أن حامل الشهادة يمكنه توثيقها من وزارة الخارجية المصرية، وبالتالي يمكن العمل بها في الدول خارج جمهورية مصر العربية. 

وعند سؤالنا مسؤول الأكاديمية عن مقرها، وهل لها مقر إداري أو تتبع لنادي رياضي، أجابنا أن مكان التدريب بجانب مول شهير بمدينة نصر، وعندما أردنا الحصول على العنوان تفصيليًا حتى يتسنى لنا الوصول والاشتراك بالدورة، أخبرنا أننا فور وصولنا للمول يمكننا الاتصال به حتى يخبرنا عن المكان بالضبط وبالتحديد، إلا أنه كان مصرًا على تحويل مبلغ الدورة عن طريق إحدى وسائل الدفع الإلكترونية قبل القدوم للتسجيل في الدورة.

بعدها بأيام، بحثت "الفجر" بعدها بأيام عن مكان الأكاديمية بالقرب من "المول" الذي ذكره صاحب الدورة، ووجدنا أنه مكان مخصص لـ"كورسات" التنمية البشرية، قام مسئول الدورة بتأجير غرفة بها مساحتها لا تتعدى أربعة أمتار، ويستخدمها في التدريب البدني بمعاونة ثلاثة شباب آخرين، وعند استفسارنا عن مسؤول الدورة، وهل يتبع جهة أمنية أو يحمل رتبه عسكرية؟؟، أخبرنا البعض أنه لا يحمل رتبة عسكرية إلا أنه يفضل أن يطلق عليه لقب "القائد" ولا يتبع أي جه أمنية رسمية.