التناول بين الخوف من كورونا والإيمان المٌطلق بالطقوس الدينية
جدل مثار بين الأقباط والمسيحيين بشكل عام داخل مصر وخارجها، بعد انتشار الفيروس القاتل والمعروف عالميا بأسم كورونا في بعض الدول الأوروبية والعربية.
الجدل دار حول "التناول" -أحد الطقوس الدينية المسيحية التي يقوم فيها الكاهن بأعطاء جسد المسيح ودمه حسب المعتقد المسيحي لكل شعب بالكنيسة بملعقة واحدة فقط-، ما يزيد مخاوف البعض من سهولة نقل الفيروسات.
بينما رأى آخرون استحالة حدوث ذلك نظرا لإيمانهم بعدم نقل الفيروس عن طريق طقس من الطقوس الدينية.
ما هو التناول؟
التناول عند المسيحيين يسمى بسر الأفخارستيا أو القربان المقدس و هو أحد أسرار الكنيسة السبعة وهو تذكير بعشاء السيد المسيح الذي تناوله مع تلاميذه وممارسة هذا السر عن طريق تناول قطعة صغيرة من الخبز التي تمثل جسد يسوع وأحيانًا تغمس قطعة الخبز في القليل من الخمر "غير المسكر" الذي يمثل دم يسوع أو عن طريق ملعقة التناول أو الماستير.
أراء آباء الكنيسة:
وبعد الجدل المثار خرج خرج بعض آباء الكنيسة لكي ينشروا الطمأنينة في قلوب بعض المتخوفين من فيروس كورونا، عن طريق ملعقة التناول ومنهم الأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة والذي أكد أن فيروس كورونا ينتقل عن طريق التنفس والعطس والتجمعات المزدحمة.
وأضاف أن العدوى لا تنتقل عن طريق الأكل والشرب، لأن المأكولات تجلب الفيروسات للجهاز الهضمي فقط، وليس للجهاز التنفسي، مؤكدا على ضرورة تقدم المصلين للتناول من الأسرار المقدسة "التناول" بهيبة من دون خوف أو توتر.
وتابع أنه "إذا كان يوجد هُناك عدوى في الكنائس لكان الكاهن أُصيب بالعدوى، لأنه هو الأكثر للعُرضة".
وأكد المطران نيقولاس أنطونيو، مطران طنطا والمتحدث الرسمى باسم كنيسة الروم الأرثوذكس، أن الكنيسة على مر التاريخ لم تسجل يوما أي عدوى بسبب التناول، وقال إن ملعقة التناول لو كانت ناقلة للعدوى لكان من المفترض أن أول من يصاب بالعدوى هم الكهنة والشمامسة الذين يتناولون كل ما تبقى من الكأس بنفس الملعقة.
رد الكنيسة على القضية المتداولة:
ورغم ما تشهده صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من تداول قضية التناول بين الشك والخوف من فيروس كورونا القاتل وبين الإيمان المطلق بقوة الطقوس الدينية، لم تصدر الكنيسة بيانا رسميا للرد أو لتوضيح الأمر إلى الآن، واكتفى بعض الآباء بنشر بعض التحذيرات الوقائية من الفيروس.
