والدي عاشرها مرتين.. "الفجر" داخل منزل "زينب" قتيلة الوراق.. والطفل: "بابا وجدو خنقوا ماما" (صور وفيديو)

حوادث

المحررة مع الجيران
المحررة مع الجيران


جثة عارية مغطاة بملاءة.. وأطفال يصرخون.. كانت هذه مشاهد مؤلمة رآها أهالي منطقة الوراق بالجيزة، بسبب واحدة من أبشع الجرائم والأغرب على مسامعهم، وقعت ليلة الأحد الماضي، حينما كانت الشبابيك والأبواب تتأرجح من شدة الأمطار، وبعد ساعات قليلة من الليل استيقظ الجيران على خبر صادم، وهو مقتل السيدة "زينب.م" على أيدي زوجها "أحمد محمد الشيمي" صاحب الـ33 عامًا، ولكن لم تهدأ الأمور عند ذلك، بل اشترك معه في ارتكاب الواقعة، والده الرجل السبعيني العمر.

في شارع "الأسواني" يقبع منزل رقم "5" ذو الحوائط المتهالكة بفعل السنين، انتقلت محرره "الفجر"، لكشف كواليس مقتل السيدة على أيدي زوجها بعد رؤيته لها في أحضان والده.

صديق أحد الجيران: "إلحق في قتيل عندكم"
داخل غرفة صغيرة في الدور الأرضي، كانت الشاهد الوحيد على ارتكاب جريمة القتل، وفي الطابق الأول كان الجيران داخل غرفهم خوفًا من المناظر التي رأوها في هذه الليلة السوداء، حيث استهل الشاب "صلاح" أحد الجيران حديثه إلى" الفجر" قائلًا: "في حدود الساعة الواحدة صباحًا من يوم الاثنين، كان هاتفي يدق، إذ بصديق لي، إلحق في جريمة قتل في منزلكم"، مضيفا: كانت حياتنا بسيطة وفوجئنا ذات يوم من 4 أشهر، بوجود شخص آخر مع "عم محمد" والد المتهم، وعندما سألنا من هذا الشخص؟.. نظرًا للجيرة والعشرة التي تجمعنا به أكثر من 10 سنوات، قال لنا: "ابني أحمد ومراته وعياله، جاءوا من محافظة أسيوط، ليسكنوا معي"، وبمرور الأيام علمنا أنه جاء هنا لعدم ارتياحه بمسكنة في الصعيد.

"زينب" كانت الزوجة الثانية و5 أطفال داخل غرفة
بين 5 أولاد تتراوح أعمارهم مابين الـ9 أعوام و 12 عامًا، ويصغرهم طفل رضيع لا يتعدى بضعة شهور، يجلس "عم محمد" في غرفة، بينما يستكمل أحد الجيران كلامه، قائلا: "في الأول كنا نعتقد أنهم أولاده، ولكن علمنا أن السيدة "زينب" هي الزوجة الثالثة له، وأنجب منها طفلين أحداهما تدعى"فاطمة" تبلغ من العمر سنة ونصف والآخر "عبد الرحمن" طفل رضيع، وكانت متزوج من أخرى، فيما أنجب منها بنتين تتراوح أعمارهما من 9 لـ 12 عام، وفي المقابل كانت الزوجة الحالية متزوجة من آخر قبل "أحمد" ولديها ابن يبلغ من العمر 9 أعوام، ولكنه هرب من المنزل قبل الواقعة بحوالي شهر.

"الأوضة مضلمة ووالد المتهم خارجها"
واستكمل "صلاح"، أحد الجيران حديثه: في حدود الساعة الـ10 ونصف من ليلة الواقعة، وأنا عائد من عملي كان "عم محمد" يجلس خارج المنزل، وتظهر عليه علامات الخوف، ونجله "أحمد" يقف بداخل المنزل على الغرفة ،وعلى جسده بطانية من كثره بروده تلك الليل، وكانت عينيه ووجهه البائس تنظر لكل من يدخل المنزل بخوف، وعندما اقتربت إلى السلم للصعود لغرفتي، كانت غرفة نوم الرجل المسن مضلمة وبابها مغلقًا، ويقف "أحمد" أمامها، ولكني لم أهتم بهذه المشاهد التي رأيتها، وأكملت صعودي للغرفة، واستيقظت في حدود الساعة الواحدة على الهاتف لأبلغ بوجود قتيل في المنزل"، متسائلًا: " كيف حدث ذلك وكيف لم يسمع أحد صراخًا أو أي شيئا آخر؟؟ لا نعلم"، على الفور اتصلت أحد الجيران ويدعى "محسن".

أحد الجيران: لا نرى "زينب" غير مرة واحدة
التقط الحديث الجار الآخر "محسن"، قائلًا: "عم محمد عشرة سنوات، كان يقطن في المنزل المقابل لمدة سنوات، وجاء لمنزلنا منذ 3 سنوات، ولم نسمع عنه أي شيء، وكانت معاملته حسنة مع الصغير والكبير، ومنذ 4 أشهر جاء نجله وزوجته وأولاده ليقطنوا معه في الغرفة المقابلة له"، مشيرًا إلى أنه طوال الـ4 شهور الماضية كانوا لا يرون سوى "أحمد" والأطفال في "حوش" المنزل، وكانت مرة واحدة رأوا فيها الزوجة، ولم تتكرر مرة أخرى، ومنذ أن جاء الابن، لم يذهب للعمل، وكان يعتمد على قوت والده وعمله.

ويستكمل "محسن" حديثه إلى "الفجر": كان "عم محمد" يعمل بائعًا متجولًا بأحذية، حيث يخرج كل صباح في حدود الساعة الـ5 صباحًا، ليفترش أحذيته في الأسواق، ويعود مرة في آخر النهار، ليجلس بغرفته المواجهة لباب المنزل، حتى اليوم التالي، متسائلًا: "لم نر في أي مرة أن نجله يذهب للعمل ويعود متأخرًا، ولكن لم نستطع السؤال لعدم التدخل في شئون الغير".

أحد الأطفال: "بابا وجدو قتلوا ماما وجروها لغرفة أخرى"
وأضاف الجار: "في يوم الواقعة، رجعت للمنزل في حدود الساعة العاشرة، ولكن كانت ملامح عم محمد ونجله تظهر عليهما الريبة والخوف، وبعد ساعات قليلة استيقظنا علة تلك الخبر المشؤوم، وأن أحمد قتل زوجته، وعندما سألنا عن السبب، كانت الإجابة صادمة، حيث قال لنا أحمد أنه رأى مراته في حضن أبوه،و لم نصدق ما قيل، ولكن عندما نزلنا لنرى المشهد، كان المشهد صادمًا، حيث كانت جثة الزوجة عارية في غرفة والد أحمد ومغطاة بملاءة وعلى وجهها إيشارب، وكانت أحدى البنات تقول: (بابا وجدو قتلوا ماما هنا) -وتشير لمكان الواقعة، وتقول: "بابا قتل ماما في غرفتنا اللي بننام فيها، وبعدها بابا وجدو جروا ماما لغرفة جدو".

"شوفتها في حضن أبويا"
"كانت عايزة تستنجد بالجيران".. يأخذ  "محسن" نفسًا عميقًا ويستكمل كلامه: "أحمد قال إن أعصابه متوتره، وشافها في حضن أبوه ودافع عن شرفه"، مضيفا: "مكنتش المرة الأولى حيث عاشرته مرتين قبل ذلك"، وكان الجيران يسمعون تلك الرواية بذهول وردوا عليهم قائلين:"لما شوفتها مرتين قبل كدا مع أبوك ماطلقتهاش ليه!!"

وأضاف: "بعد ساعات قليلة انكشفت الحادثة وقال أحمد لنا إنه بعد طعنها كان بها نفس، فحاولت الخروج من الغرفة للاستنجاد بأحد الجيران، ولكن لأن الوقت تأخر وخاف من صراخها وأن يسمعها أحد، قام والده بسحبها لغرفته، وكتم أنفاسها بعد افتضاح أمرهما.

"أحمد المتهم كنت هطلب الإسعاف ولكن والدي رفض"
ويكمل "أحمد" كلامه، وفقا لحديث الجيران: "كانت الساعات تمر بصعوبة وكان الخوف يمتلكني، فطلبت من والدي عندما كان النفس بها إنقاذها وطلب الإسعاف ولكنه رفض، وقام بكتم نفسها على الفور، وبابا طلب توك توك بالهاتف لوضع الجثة في شوال وإلقاءها بأحد الأماكن، ولكن كان الجو مطره في تلك الليلة، ولم يوافق أي توك توك للمجئ"، وبدأت أخاف أكثر من ذلك.

"رحت أجيب توكتوك بلغت الشرطة"
ويستكمل الجيران روايتهم: "أحمد قال لنا: غافلت والدي، وقلت له رايح أجيب توك توك من بره طالما محدش راضي يجي"، وبدلًا أن أفعل ذلك "ذهبت للشرطة لأبلغ عن الواقعة، وأبلغ عن اللي حصل"، وبعد غضون ساعات كان الأمن منتشرًا بالشارع.

تحقيقات النيابة مع المتهمين
وقرر قاضي المعارضات، بمحكمة شمال الجيزة، استمرار حبس العامل ووالده، ١٥ يوم، على ذمة التحقيقات، حيث برر الابن فعلته بأنه قتلها ، دفاعًا عن شرفه بعد أن شاهدها في أحضان والده.

واستعجلت النيابة العامة، تقرير الطب الشرعي في واقعة مقتل سيدة على يد زوجها العامل بمنطقة الوراق، لرؤيته لها في أحضان والده المسن، للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها.

وكانت النيابة استمعت لأقوال الوالد، الذي أكد انه قام بمعاشره زوجة نجله، وأنه ندمان على ارتكاب ذلك.

وأفاد في التحقيقات أمام النيابة، أنه في يوم الواقعة، دخل نجله فجأة من عمله ورأينا سويًا، فقام الابن بطعنها بالسكين، فيما قام الوالد بكتم أنفاسها خوفًا من الفضيحة.

واستمعت النيابة، في وقت سابق لأقوال "أحمد.م" المتهم، والذي أكد أنه كان يشك في سلوكها في الفترة الأخيرة، نتيجة تكرار الخلافات الزوجية بينهم.

وأفاد الزوج في اعترافاته أمام النيابة، أنه في يوم الواقعة عاد من عمله للمنزل مبكرًا، واتجه لغرفة والده للاطمئنان عليه، فشاهد زوجته في أحضان والده، يمارسا علاقة محرمة، فاستل سكينًا من المطبخ وقام بطعنها في بطنها على الفور، دفاعًا عن شرفه وأمرت النيابة بتشريح جثة السيدة، للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها.

واصطحب فريق من النيابة، العامل المتهم بقتل زوجته بمنطقة الوراق، لمسرح الواقعة لإجراء تمثيل الجريمة.

كان اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تلقي إخطارا من العميد عمرو طلعت رئيس قطاع شمال الجيزة بورود بلاغا للرائد هاني مندور رئيس مباحث قسم شرطة الوراق، بالعثور على جثة سيدة داخل منزل بدائرة القسم.

وانتقلت قوة أمنية لمكان البلاغ برئاسة المقدم أمثل حرحش، وفرضت الشرطة طوقا أمنيا بمسرح الجريمة، وتحفظت على جثة المجني عليها.