بخسائر تتجاوز تريليون دولار.."كورونا" زلزال يدمر إقتصاد العالم

عربي ودولي

بوابة الفجر



لم يقوم فيروس "كورونا" بالإنتقال بين البشر وشل حركة الناس والتنقل بين الدول فقط، وإنما كان تأثير الفيروس أشد وطأة على الإقتصاد العالمي وحركته، فأصاب الوباء قطاعات إقتصادية ضخمة بالشلل ويتوقع أن تحدث "وفيات" إقتصادية ضخمة في حال لم يتدراك العالم الوباء وتأثيره، ويكفي لتعلم تأثير الوباء على الإقتصاد أن تنظر حولك وترى كم منتج صيني أو يعتمد على دول ضربها الوباء.

*تريليون دولار
كشف صندوق النقد الدولي في تقرير صادر عنه أن حجم خسائر كورونا تصل إلى تريليون دولار في حال تحوله إلى وباء عالمي، خاصة مع وصول عدد الوفياة الناجمة عنه إلى 3 ألاف مريض، والمصابين إلى 80ألف مريض، مما أدى إلى زيادة الغياب عن العمل، وانخفاض الإنتاج، والتغيرات في جداول السفر، وتعطيل سلاسل التوريد وتخفيضات في التجارة والاستثمار.

بينما تأتي مؤشرات فاتورة الوباء الثانية من داخل وول ستريت؛ حيث دفع الخوف من الوباء الأسواق مجددًا إلى الإنخفاض، وانخفضت عائدات السندات الأمريكية بمقدار 5 نقاط أساس، وتلتها أسهم شركات الطيران بنسبة - 1.322٪، ومنها الخطوط الجوية الأمريكية التي انخفضت بمقدار 6,4%.

*أبرز المناطق المصابة
وتعد أبرز الخسائر الإقتصادية، الإغلاق المطول للمصانع في الصين، كما أدى انتشار الفيروس إلى تعطيل المصانع في كل من كوريا الجنوبية وإيران وشمال إيطاليا (المركز الصناعي للبلاد)، ومن المرجح أن يجلب الفيروس الذي إنتقل إلى إيطاليا الركود الإقتصادي الذي قد يصيب باقي أوروبا.

*كوريا الجنوبية
بينما تلقت الخطوط الجوية الكورية "كوري إير" ضربة موجعه، بعد الإعلان عن إصابة أحد العاملين بها بالمرض، رغم أن الشركة أعلنت عن برنامج لتنظيف الطائرات وإرسال الحجر الصحي والإستعانة بمضيفات مدربات على ذلك وتثبيت الكاميرات كما أغلقت مكاتبها في العاصمة سيول.،

وتقدم الشركة المبالغ المستردة للمسافرين الذين تذاكر سفرهم إلى وجهات وضعت قيود على السفر إليها بسبب فيروس كورونا، فعلى سبيل المثال، إذا قام مسافر بزيارة الصين مؤخرًا، فسيتم رد تذكرته إلى الولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة تمنع استقبال المسافرين الذين قاموا بزيارة الصين في آخر 14 يومًا، ولكن في الوقت الحالي، لا تقوم شركة الخطوط الجوية الكورية بإعادة أي أموال على الرحلات الجوية المحجوزة إلى كوريا الجنوبية،بعد أن وصلت إجمالي الحالات التي تم التحقق منها في كوريا الجنوبية إلى 892 حالة، و8 حالات وفاة

*الإقتصاد الإسرائيلي
كما كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن أبرز خسائر الكيان الصهيوني من جراء فيروس "كورونا"، حيث خسرت شركة العال الإسرائيلية الشركة الرئيسية للخطوط الجوية الإسرائيلية- ما يزيد عن 50 مليون دولار في الشهر الماضي فقط.

ووصل الحال بقطاع الطيران الإسرائيلي تحول العديد من عاملي المطار إلى وظائف بدوام جزئي، وهناك تفكير لنقل جزء منهم للعمل في مطار نيويورك تجنبًا لتسريحهم، بينما تم تجميد عملية التوظيف الصيفي وأي زيادة في الرواتب

ويليه في التأثر قطاع السياحة الإسرائيلية، حيث ألغيت جميع الرحلات إلي الصين والبلاد المجاورة للصين وعلي رأسها تايلاند انخفضت إلي 50% من مجموع الرحلات المتوجهة لتلك الدول، وانخفضت الحجوزات إلي 50%، وحول 40% من الحجوزات إلى أمريكا الشمالية والجنوبية والجنوبية والبرازيل والأرجنتين، كما أنه زادت السياحة الداخلية بنسبة 50%، مما أحدث زيادة بنسبة 10% في أسعار السياحة المحلية.

وكشف موقع "كلكليست" الإقتصادي الإسرائيلي، أن قطاع السيارات سيتأثر بفيروس كورونا، لأن السوق المحلي يتكون إلى حد كبير من مركبات من اليابان وكوريا الجنوبية والتي أصبحت الآن البلدان التي لديها أكبر عدد من لمصابين بكورونا بعد الصين، خاصة لعملاء شركات التأجير، سيتم إيقاف الزيادة الجزئية في السيارات المباعة في صالات العرض بشكل جزئي من قبل المستوردين، كما سترتفع قطع غيار السيارات، ومعظمها يصنع في الصين، في أوائل الشهر المقبل.

وأكد الموقع الإسرائيلي على أنه بسبب اعتماد سوق السيارات الإسرائيليعلى الواردات بكميات كبيرة وعلى خطوط الإمداد الطويلة، فلا يوجد نقص في المدى المتوسط ولكن قد يكون هناك تقلبات في الأسعار، وستحدث مشكلة على المدى الطويل بسبب الإعلان عن أول حالة كورونا في شركة "هيونداي كيا" الكورية مما أدى لتعطل التصنيع بها، وهذه هي السيارات التي من المقرر أن تصل إلى إسرائيل في شهري أبريل ومايو، كجزء من الموجة الثانية من السيارات المستوردة إلى إسرائيل في عام 2020

*السوق الإسباني
بينما كشفت صحيفة "إيبانثيون" الإقتصادية الإسبانية في تقرير مطول عن مدى تأثير أزمة كورونا على الإقتصاد الإسباني، مبينة أن توقف النشاط في المصانع الصينية سيتسبب في عواقب وخيمة على الشركات الإسبانية، التي بدأت في اعتماد خطط للطوارئ، خاصة الشركات التي تعتمد بشكل ما على إمدادات من الصين، وأكثر ما يقلق معظم القطاعات الإسبانية هو ما إذا كان الوباء سيستمر حتى أبريل، حيث ستنشأ من تلك اللحظة مشاكل في الإمداد.

*السيارات الإسبانية
وأكد الموقع أن قطاع السيارات هو القطاع الأشد تضررًا، حيث تعد الصين سوقًا ذا أولوية لهذا القطاع، حيث أنها الوجهة الثالثة للصادرات من خارج الاتحاد الأوروبي، خلف المغرب والولايات المتحدة، وفي عام 2018، صدرت هذه الشركات 618 مليون يورو من إسبانيا إلى الصين، أي ما يقرب من 3٪ من مجموع صادراتها.

يعد مركز بؤرة الوباء "ووهان" أيضًا قطبًا في قطاع السيارات الإسبانية، وهو سيؤثر في شركات إسبانية مثل "هوندا" و"رينو"، والتي تجمع قطع غيار سياراتها في شركات الإقليم، مما جعلها تفكر في البحث عن شركات تصنيع بديلة عن الصين، أو النقل الجوي للأجزاء أو العمل عن بُعد مع موظفيهم.

*سوق الأحذية والمشروبات
ولا تزال شركات الأحذية الإسبانية صامدة، ولكن تأثير كورونا عليها يمكن أن يكون كبيرًا على المدى القصير، ويمكن أن يهدد نصيب الواردات من الصين، لأنها تمثل 60٪ من حيث الحجم (35٪ من حيث القيمة)، مع حوالي 156 مليون زوج مستورد من هناك.

وتليها في الأهمية الصناعات الغذائية الإسبانية، حيث أوضح كل من الاتحاد الإسباني لصناعات الأغذية والمشروبات والرابطة الوطنية لصناعات اللحوم في إسبانيا، أن السوق الصيني مشلول عمليًا مما سيجعل من الصعب على أي منتج دخوله في هذا الوقت، وبخلاف الاتحاد الأوروبي، تعد الصين الوجهة الثانية لصادرات الأغذية الإسبانية بعد الولايات المتحدة.

وتصدر صناعة الأغذية والمشروبات الإسبانية سنويًا منتجات تزيد قيمتها عن مليار يورو إلى الصين، وبالتالي فإن توقف النشاط التجاري واللوجستي الصيني يقلق الاتحاد الإسباني للصناعات الغذائية والمشروبات، وذلك على الرغم من عدم وجود أرقام حول تأثيره على الصناعة الإسبانية.

بينما ستكون المنتجات التي قد تكون الأكثر تضررًا هي المنتجات الموسمية، مثل أجهزة تكييف الهواء للمنازل وأثاث الحدائق، نظرًا لأن الطلبيات الخاصة بهذا النوع من المواد يتم إجراؤها من الصين في أكتوبر وتحميلها على متن سفن للوصول في شهر مارس، فسيكون من الصعب وصول ما لم يتم شحنه في الوقت المحدد.